البروچ
(قصص قصيرة)
-----الحكاية الثالثة-----
#برج_القوسأ.حسام أبوحطب
*********نزل من القطار وبدأت رحلة شاقة جزء منها بالسيارة وجزء منها بعربة بدائية يجرها الحمار وجزء اخر سيرا على الاقدام فقط للوصول لتلك المنطقة الحدودية حيث يجب ان يتم عاما كاملا كمجند على الحدود الجنوبية الشرقية لمصر..
فى الطرق الوعرة اجتذب اطراف الحديث مع صاحب العربة التى يجرها الحمار وعرف ان منطقة التجنيد تقع قرب قرية صغيرة جدا لم يتخيل حين رأها انها قرية خارج الزمان.. فهى شديدة البدائية كأنك عدت بالزمن للعصور الوسطى وتسمى قرية القوس ولا احد يعرف سبب التسمية او سبب وجودها فى هذه المنطقة الوعرة فهى على الاكثر تتكون من اربعة او خمسة بيوت فقط كلها بنيت من طين مر عليه الزمن..
اخيرا وصل الى منطقة التجنيد ليكتشف انها تختلف كثيرا عن منطقة التدريب فهى منطقة شديدة الصغر تتكون من ساحة صحراوية وبرجين للمراقبة الاول جنوبى يطلق عليه برج الجبل لانه يقع قرب منطقة جبلية وعرة والاخر شمالى يطلق عليه برج القوس لقربه من القرية..
بمجرد دخوله الى منطقة التجنيد وجد عدد محدود جدا من الافراد وكأن احدا لا يأتى هذا المكان ابدا ربما لانه يعتبر منفى وليس اكثر..
استقبله رئيس الوحدة واخبره انه سيتسلم منذ الليلة نوبة الحراسة الليلية فى برج القوس ورغم اعتقاداته السلبية عن المكان منذ وصل اليه استسلم لطاعه الاوامر العسكرية واتجه الى برج القوس حيث استقبله مجند الحراسة الصباحية وسلمه مهام المراقبة مبتسما ابتسامه صفراء غريبة ثم انصرف تاركا اياه لليلته الاولى فى هذا البرج يفكر فى كل لحظة كيف سيقضى هنا عاما كاملا..
مرت الساعات بطيئة جدا ومملة لدرجة لم يتخيلها للحظة فالقرية تختفى فى ظلام الليل تماما بمجرد غروب الشمس ولا ينبعث منها الا صوت واهن لاذان العشاء بعده تنعدم اصوات القرية حتى مطلع الفجر..
وقف فى نافذة البرج ممسكا بسلاحه ناظرا الى البحر امامه والجبال الممتده بالقرب من القرية والظاهر خيالاتها على ضوء كشاف البرج وتسائل كيف سيمضى ليلته الاولى بهذا الشكل..
سحب الكرسى الوحيد فى البرج وجلس ناظرا لاجهزة تراصت فى احد جوانبه ثم مدد قدماه على النافذه فى تململ رهيب..
فجأة انطلقت هذه الصرخة ترج اذانه..
صرخة امرأة تتعرض لامر وحشى رهيب..
صرخة صمت اذانه ودفعته للسقوط عن كرسيه فالتقط سلاحه وادار كشاف البرج يمينا ويسارا عله يرى احدا فى ذلك المكان المهجور.. لكن للاسف لا احد سواه فى المكان..قال لنفسه بصوت مرتفع ينشد فيه طمأنينه النفس:
-يا الهى لعلى غفوت للحظة فانتابنى كابوس رهيب.. ربما بسبب طبيعة المكان الخالى من البشر تنتابنى الهلاوس..
أنت تقرأ
البروچ (أ. حسام أبوحطب)
Storie breviغيرة قاتلة.. وبرج مراقبة مسكون.. ووحش غامض يهاجم بلا رحمة.. وقاتلة محترفة تعيش داخل فتاة بريئة.. وبرج سكنى ينتقم من ماضيك بلا رحمة.. وحب ينبت وسط اشجار الموت المرتفعه.. كل ذلك واكثر جمعناه لكم فى مكان واحد اسمه.. البروچ.. www.facebook.com/elo...