(1)حكاية برج الحوت

431 45 27
                                    

البروچ
(قصص قصيرة)
----الحكاية الاولى----
#برج_الحوت

أ. حسام أبو حطب
************

استيقظت مبكرا واسرعت لارتداء ملابس العمل.. 
القيت نظرة على اميرة زوجتى وطبعت على جبينها قبلة رقيقة ففتحت عينيها تتسائل عن الساعه اخبرتها انها السابعه فاصرت على تحضير افطار جيد لى قبل نزولى.. اميرة شخصية رقيقة للغاية منذ عرفتها تزوجتها عن حب لم ينغصه علينا سوى عشقها وايمانها الغريب بالابراج فمنذ لقائنا الاول اصرت على معرفة تاريخ ميلادى وبمجرد معرفتها له تلت على مسامعى كلام عن برج الحوت  لم اكن اهتم به قبل ذلك مثل مدى الحب ونسبة الكره ومدى التوافق بين برجينا حتى انها لم تقبل عرضى للزواج الاعندما قرأت فى احد الجرائد- وهى لا تبحث فى الجرائد الا عن الابراج طبعا- ان برجها يقول 

"عرض رائع فى انتظارك سيغير حياتك للابد" 

بالطبع اميرة اعتبرت ان طلبى للزواج منها هو هذا العرض الرائع ووافقت.. 

اما ماحدث اليوم فهو المفاجأة بعينه فبمجرد ان استيقظت وحضرت الافطار جلست اتناول طعامى وخرجت هى لاحضار القهوة ففوجأت بها تصرخ:

ممكن تفهمنى ايه معنى الكلام ده يعنى ايه حب قديم سيطرق بابك فى الايام القادمة.. 

صراخها المفاجىء جعل الطعام يقف فى حلقى فأخذت اسعل واتنفس بصعوبة والتقطت زجاجه المياه لاتجرع منها رشفة راجيا ان استطيع بلع هذا الطعام ولا داعى لذكر ما حدث بعد ذلك فالمشاجرة كانت شديدة من نوع :
      -هل تصدقى هذا الكلام الفارغ لم اكن اعرف انك مجنونه لهذه الدرجة

وطبعا انصرفت الرقة بلا عودة مع الرد المعتاد:
       -نعم انا مجنونه  وكل ماتقوله الابراج يحدث لى وبالطبع سيحدث لك وستقابل حبك القديم وانا لن اسمح لك بهذا 

ولاننى اعتدت هذا فقد قررت انهاء المناقشة تماما ونزلت مغلقا الباب بقوة من خلفى وصراخها مازال متواصلا وان صحبه بكاء هستيريا.. 

ركبت السيارة وقد اكتسى وجهى بلون احمر من شدة الغضب فلم اكد اتحرك بالسيارة حتى وجدت هاتفى يصرخ برنينه فاذا بأميرة تتصل ظننت ان شيئا قد اصابها او انها احست بخطأها وقررت الاعتذار فاجبت اتصالها لكن يبدو اننى كنت مخطئا فقد استمر صراخها:
         -انا مش حسمح انك تحب اى حد لو حترجع لحبك القديم يبقى على الاقل طلقنى وانا ماشيه ولن اقعد فى هذا البيت يوما اخر.. 

بالطبع اردت الرد عليها والصراخ فيها لكنى فوجئت بسياره تعترض طريقى بصورة غير متوقعه او ان غضبى جعلنى لم الاحظها فسقط الهاتف من يدى وحاولت الانحراف بسيارتى لكن ذلك جاء بعد فوات الاوان فلقد اصطدمت السياراتان واظلم الكون امام وجهى.. 
اظلم تماما.. 
************
فتحت عينى لاجد عدد لا بأس به من الاطباء يحيط بى وانا راقد على سرير مريح داخل احد المستشفيات واحدهم يقول:
-حمدا لله على سلامتك عليك ان تكون حذرا اكثر من ذلك اثناء القيادة فقد اصيبت قدمك اصابات بالغه وهناك كسر سيمنعك من الحركة لمدة شهر وستظل منهم اسبوعين فى المستشفى.. 

يبدو ان قدرتى على الكلام كانت ضعيفة فلم اجيبهم لكنى اغمضت عينى ناشدا الراحة فسمعت صوت الممرضة تقول :
         -زوجتك منذ الحادث لم تكف عن البكاء.. لقد ظلت بجوارك طوال الليل.. 

نظرت للمرضة غير مدرك لملامحها التى بدت مشوشة فى عقلى فاذا بزوجتى اميرة تلقى بنفسها امامى والبكاء يغطى وجهها وتقول:

-حبيبى انا اسفة.. لا ابراج بعد اليوم لقد اكتشفت اننى كنت اعاتبك على ماجاء فى جريدة قديمة صدرت الشهر الماضى.. انا حقا اسفة.. 

كان منظرها مريعا وهى تبكى باسف دفعنى لوضع يدى على رأسها دون ان اتحدث وهى تعتذر وتعتذر.. 
لقد سامحتها لكن ما اقلقنى اكثر هو ان هذه الممرضة التى تقف ورائها وتنظر لى بحنان.. اظن اننى اعرف ملامحها جيدا..دعنى ادقق جيدا.. 
نعم انا اعرفها.. 
صحيح اننى لا اؤمن بالابراج 
لكنها شمس 
حبيبتى السابقة.. 
---- تمت بحمد الله----
أ. حسام ابو حطب
٢٠١٩/٣/١

*****
أ. حسام أبوحطب
www.facebook.com/elostazhosam
www.wattpad.com/elostazhosam

*او تابعنا على جروب الابداع على الرابط التالى:
https://m.facebook.com/groups/192318278830815?_rdr

البروچ (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن