الحكاية الاخيرة من
#حكايات_الابراج
------(12)------
#حكاية_برج_الدلو
(قصة قصيرة)
أ. حسام أبو حطب
*****"لقد زرعت العبوة الناسفة بعناية.. ولم يتبقى الا ضغطة زر منك ياسيدى"
قالها شاب ثلاثينى وهو يركب السيارة السوداء التى استقبله فيها عجوز ذو لحية بيضاء صغيرة قائلا:
-أحسنت يا بنى..
قالها العجوز وامر السائق بالخروج من المنطقة فورا وبمجرد الابتعاد اخرج العجوز جهاز توجيه عن بعد وقام بضغط زرا فيه فدوى من خلفه انفجارا ضخما واشتعلت النيران وتصاعدت عنان السماء..
وفى السيارة اخرج العجوز زفيرا وهو يبتسم الى الشاب الذى ارتجف جسده للحظة قبل ان يبادل العجوز الابتسام ويتراجع فى مقعده متأملا الطريق وسط ظلام الليل الذى لم يبدده سوى اعمدة انارة الشوارع..
وهذا الانفجار الضخم الذى اطاح بمحطة القطار..
لكن القلق الذى اخفاه خلف ابتسامته لم يتبدد بداخله..
لم يتبدد ابدا..
*****
#حكايات_الابراج
بقلم(أ. حسام أبو حطب)
www.wattpad.com/elostazhosam
*****
قبل الانفجار بعشرة دقائق..
جذبت عبير الجهينى ابنتيها الصغيرتين وهى تدخل محطة القطار حاملة حقيبتها على ظهرها.. كانت تعلم انها أخطأت يوم تمسكت بزواجها من نبيل وقبلت السفر معه الى العاصمة..
حذرها والدها من ذلك الزواج فهو يعرف هذا الشاب جيدا ويعرف انه لم يتحمل المسؤليه يوما لكنها اعجبت بابتسامته الساحرة وملابسه الانيقة كان هذا كل اهتمامه.. جذبها بمواضيعه السطحية وكلامه عن اغانى الحب.. واعجابه بها لانها من برج الدلو الذى يفضله ولم تخبر والدها ان ابن عمها علاء اتصل بها واعرب لها عن حبه وانه يريد ان يتقدم لها لكنها رفضته ..رفضت عمله فى ورشه صغيرة وملابسه المليئه بالزيوت والشحوم..
قطعت تذكرت القطار وسحبت ابنتيها الى رصيف القطار مانعه دموعها من التساقط فعلاء الذى تركته صار لديه اكثر من معرض للسيارات الان.. وهى التى تركته وهربت من بيت ابيها لتتزوج نبيل دون رضاه..
بينما نبيل الشاب المدلل الذى تزوجته ترك عمله بعد الزواج بحجة انهم يطلبون منه فى العمل تكاليف فوق طاقته..
جذبتها ابنتها الصغيرة قائلة:
-أمى انا جائعة..
مسحت دمعه فرت من عيناها دون ان تدرى قائلة لابنتيها:
-اجلسا هنا ولا تتحركان سأتيكم بطعام مغلف من ذلك الكشك القريب..
تذكرت فى هذه اللحظة كم عاندت والدها وتزوجت نبيل دون رضاه وكم اهانها نبيل بعد الزواج وكم ضربها وتحملت واخفت عن والديها انه صار مدمنا للمخدرات..
خاصة وانها كانت تعلم ان اباها غاضبا عليها…
حتى كان هذا اليوم الذى دخل فيه البيت يترنح لحظتها فقط صرخت فى وجهه:
-نبيل.. لقد وعدتنى ان تمتنع عن هذه المخدرات والمسكرات.. اتقى الله لديك ابنتان..
لم يجيبها بل ابرحها ضربا وعندما استيقظت ابنتها الكبيرة باكية وحاولت حماية امها اطاح بها جانبا فانفجرت الدماء من رأسها مم افزعه فهرب تاركا البيت..
لحظتها فقط قررت ان تعود لابيها فكل امل لها فى اصلاحه قد انهار وبعد ان اطمأنت على ابنتها فى المشفى جمعت كل ما تستطيع وقررت العودة لابيها ستجلس بين يديه تعتذر له وتقبل يديه وتطلب منه السماح..
وترجو من الله ان يسامحها..
سحبت لابنتها الطعام من داخل ورقة جرائد وناولتها واختها الطعام و..
ولكن دوى ذلك الانفجار..
ولم تشعر بشىء بعدها..
فقد اطاح الانفجار بها وبأبنتيها وانهار المكان..
وخمدت صرخاتها..
وصرخات ابنتيها..
الى الابد..
******
#حكاية_برج_الدلو
بقلم(أ. حسام أبو حطب)
www.facebook.com/elostazhosam
******
قبل الانفجار بخمسة دقائق..
رفع حسن الشاب العشرينى هاتفه متصلا بوالدته التى اجابته بلهفة:
-حسن.. هل ركبت القطار يا بنى..
ابتسم الشاب مجيبا:
-لم يصل القطار بعد يا أمى لماذا القلق فى صوتك بهذا الشكل.. انها ليست المرة الأولى التى اذهب فيها للعمل فى محافظة بعيدة فلماذا القلق..
اتاه صوتها :
-لا اعرف يا بنى لكنى شديدة القلق هذه المرة ليتك استمعت لكلامى وركبت سيارة بدلا من القطار..
اجابها وهو ينظر الى تلك المرأة التى سحبت ابنتيها ووقفت على شباك التذاكر فانتظرها حتى انصرفت وقطع تذكرته متجها الى الرصيف قائلا:
-لا تقلقى يا أمى فالقطار اسرع وانتى من كان يوصينى بركوبه كل مرة فما الجديد؟؟
اتاه صوتها الملهوف:
-لا اعرف يا بنى.. صدقنى لا اعرف.. هل لى ان اطلب منك طلب اخير..
رد سريعا:
-بالطبع يا أمى اطلبى ما شأتى..
قالت:
-اخرج واركب اى سيارة فالسيارات التى تقف امام المحطة كثيرة وحوادث القطارات جعلتنى اخشى ان تركبها ولم اعد مطمئنه لركوبها ارجوك يا بنى.. والله لولا انك تعبت من البحث عن عمل هنا لما تركتك تسافر بعيدا مرة اخرى.. انت ولدى الوحيد وأخشى ان أموت يا ولدى ولا اراك..
نزلت دموعها حارة فوافقها واغلق الهاتف ولكن كيف سيعيد التذكرة الان؟؟.. اتجه لشباك التذاكر ولحسن حظه وجد رجلا يتوسل لموظف التذاكر للحصول على تذكره لكن الموظف اجابه وهو يضع لافته امامه قائلا:
-ياسيدى التذاكر نفذت نهائيا صدقنى الا تستطيع قراءة هذه اللافتة؟؟..
فاتجه للرجل قائلا:
-معى تذكرة واظننى نسيت بعض الاشياء ان كنت تحتاجها خذها هى لك..
اختطفها الرجل شاكرا اياه واعطاه المال واتجه الى رصيف القطار بينما غادر حسن المحطة ناظرا لكل المال الذى يحمله فقد كان يعلم انه لو ركب السيارة سينفق اكثر وهو لا يملك الا القليل من المال فالقطار بالنسبة له كان سيوفر له بعض المال لكنه قرر ان يسمع لكلمات امه رغم ان خوفها لامبرر له..
بمجرد ان خرج حسن من بوابه المحطة حتى دوى من خلفه ذلك الانفجار الذى اسقطه ارضا مزعورا وهو ينظر لالسنه اللهب التى تصاعد بخارها الاسود وهو يفكر فى كلمة امه وهى تترجاه الا يركب ذلك القطار..
كان ذلك قبل ان يستسلم لتلك الغيبوبة الشرسة التى هاجمت عقله بعنف حتى غاب عن الوعى..
تماما..
*********
#حكاية_برج_الدلو
بقلم(أ. حسام أبو حطب) على جروب ابداع:
https://m.facebook.com/groups/192318278830815?_rdr
*********
قبل الانفجار بثلاث دقائق..
كان يجرى كالمجنون قاصدا شباك تذاكر القطار وهو ينظر لساعته فقد كان يعلم انه وصل متأخر جدا وانه من المستحيل ان يجد تذكرة بسهولة لكنه يجب ان يصعد الى ذلك القطار بأى ثمن..
وبالفعل وجد ما حسبه.. فقد رفض الموظف منحه تذكرة رغم انه عرض ان يدفع ثمنها مضاعفا لكنه صرخ فى وجهه وهو يضع لافته على الشباك قائلا:
-ياسيدى التذاكر نفذت نهائيا صدقنى الا تستطيع قراءة هذه اللافتة؟؟
وانهاردت كل اماله فى هذه اللحظة حتى ظهر ذلك الشاب الاسمر وكأنه برز من العدم ليعرض عليه ان يمنحه تذكرته قائلا:
-معى تذكرة واظننى نسيت بعض الاشياء ان كنت تحتاجها خذها هى لك..
اقرضه المال واسرع الى رصيف القطار وهو ينظر مرة اخرى لساعته قبل ان يرفع هاتفه متصلا فاتاه صوت انثوى يقول:
-عصام.. هل لحقت بالقطار..
حاول ان يظهر صوته هادئا رغم توتره:
-اشتريت تذكرة من احد الركاب وانا فى انتظار القطار لن يستغرق الامر كثيرا حتى اصل.. كيف حال الفتاة الان..
اتاه صوت محدثته قلقا وهى تقول:
-هى بخير ضربات قلبها انتظمت ولكن الطبيب يقول انها يجب ان تدخل غرفة العمليات غدا على اقصى تقدير.. كان يمكنك ارسال الاموال بأى طريقة بدلا من المجىء بنفسك..
رد بحزن:
-تعلمين انى كنت اريد السفر معكما منذ البداية انها ابنتنا الوحيدة يا سمر.. ولكنى فضلت سفرك بها توفيرا للتكاليف لكن عندما اخبرتينى انها تحتاج اجراء عملية عاجلة استلفت من اصدقائى والجيران بعض المال حتى اكتمل المبلغ معى.. ولكن قلبى لم يطاوعنى الا اراها قبل اجراء العملية..
اتاه صوتها:
- قلبى غير مطمئن.. كلمنى بمجرد وصولك ارجوك..
قالتها بشىء من الاشتياق بينما شعر هو بشعور غريب وكأن شىء ما يعتصر قلبه وامتلأت عيناه بالدموع على طفلته الصغيرة فأخفاها لكنه فوجىء بذلك الرجل الصخم يصطدم به ويسقط الهاتف من يده فأستدار يوبخه:
-ماذا فعلت يارجل الا ترى من امامك؟؟
لكنه فوجىء بالرجل الممسك بعصا طويلة يعتذر له قائلا:
-انا اسف يا بنى لكنى أعمى ولم اشعر بوجودك..
هدئت نفسه قليلا عندما وجده اعمى فتركه يمصى وجمع شتات هاتفه.. بينما اتجه الاعمى الى منحنى جانبى حيث استقبله صديق له ضاحكا قائلا:
-تخيل اننى اقتنعت انك أعمى..
ابتسم الرجل قائلا:
-تصور اننى سرقت ذلك الظرف بأكمله من جيبه دون ان يدرى يبدو انه ممتلىء بالنقود..
صرخ فيه صاحبه:
-اترك امر الظرف الان سنفتحه فيما بعد.. هيا نبتعد الان من هنا لو اكتشف هذا الرجل السرقة سينتهى امرنا..
قالها وتسابقا للابتعاد عن الرصيف فاصطدما بأمرأة عجوز فسقطت والتفتا هما ينظران الى الرجل الذى ظل يبحث عن مظروفه كالمجنون..
ولكن الانفجارا دوى فى المكان..
واطاح بهما..
وبالرجل..
والمرأة العجوز..
وبكل من كان فى محطة القطار..
وحول الجميع الى اشلاء..
فى لحظات..
*********
#حكايات_الابراج
بقلم(أ. حسام أبو حطب)
www.wattpad.com/elostazhosam
*********
انتهى ذلك الشاب الثلاثينى من زراعة عبوة ناسفة داخل سيارة متوقفه على الطريق قبل ان يتجه بهدوء الى السيارة السوداء التى تنتظره وبمجرد ان دخلها امر العجوز سائقه بالابتعاد مبتسما وهو يحاول ضغط الزر لكن الشاب منعه قائلا:
-لحظة واحدة.. ماذا عن المدنيين..
ابتسم العجوز بهدوء مجيبا:
-انهم الوقود يا بنى.. وجميعهم يستحق ذلك فالغاية تبرر الوسيلة اليس كذلك ..
ابتسم له الشاب متفهما فعاد يبتسم وهو يضغط على جهاز التحكم قائلا وعيناه تلتمعان نصرا:
-نجحنا للمرة الثانية يارجل..
ثم اطلق ضحكة ساخرة وهو ينطر فى مرآة السيارة منتظرا مشهد الانفجار الضخم..
لكن شيئا غريبا جعل قلبه يهوى بين قدميه..
فالانفجار الرهيب الذى توقعه لم يحدث..
وتبدلت ابتسامة العجوز رعبا.. حين اخرج الشاب سلاحه وضرب العجوز على مؤخرة رأسه فافقده الوعى.. واطلق رصاصة على رأس السائق المذهول ثم القى بنفسه من السيارة مخرجا جهاز تحكم من جيبه وضاغطا زره لتنفجر السيارة بالعجوز وسائقه..
وابتعد الشاب عن مكان الانفجار..
وصوت بداخله يصرخ:
-كنتم تعرفون ان أمى العجوز بداخل القطار ورغم ذلك امرتمونى بتفجيره ايها الكلاب..
ثم تنهد بحرارة ودمعه حارقة تنزف من عيناه..
دمعه ندم..
*****تمت بحمد الله****
أ. حسام أبو حطب
2020/3/13*******
شكرا لكم على حسن المتابعة
اقراها واقرأ المزيد على جروب ابداع على الرابط التالى:
https://m.facebook.com/groups/192318278830815?_rdr*******
أ. حسام أبوحطب
www.facebook.com/elostazhosam
www.wattpad.com/elostazhosam
أنت تقرأ
البروچ (أ. حسام أبوحطب)
القصة القصيرةغيرة قاتلة.. وبرج مراقبة مسكون.. ووحش غامض يهاجم بلا رحمة.. وقاتلة محترفة تعيش داخل فتاة بريئة.. وبرج سكنى ينتقم من ماضيك بلا رحمة.. وحب ينبت وسط اشجار الموت المرتفعه.. كل ذلك واكثر جمعناه لكم فى مكان واحد اسمه.. البروچ.. www.facebook.com/elo...