الصراخ فقط كان يريحها ولكنّ الصوت لا يعلو ليتها استطاعت الصراخ إلى قيام الساعة مسترسلةً بلا توقف، حرّكت يداها بقوّة محاولة تحريرها من أصفادها المتجسدة على شكل يديه
توقف صوتها عن العلو و اختفت دموعها آخذة معها شهقاتها فجأة
"مابكِ؟ هل حصلت المعجزة أخيرا و توقفتِ عن البكاء؟"
"توقفتُ عندما قلت لنفسي و في نفسي أنه لا فائدة من الصراخ ما دام الصوت و الكلام و الشعور لا يخرج من زنزانة الفم ولا فائدة من الطريق ما دامت الأقدام مدججة بالسلاسل.. و إن الصمت صراخٌ من النوع ذاته...أكثر عمقاً و أكثر لياقة بكرامة الإنسان"
حدّق مطولاً بحدقتيها اللتان قد تلبّستا السواد في لونهما ثم أشاح بوجهه جارّاً إياها خلفه مجدداً
إلّا أنّ هناك من يراقب الاثنان مغطيا وجهه برداء أسود بلون معطفه الطويل وسرعان ما حطت يده في جيب معطفه منتشلة الهاتف من هناك و ليضعه على أذنه بعد نقر أصابعه عدة أرقام
"شارع يونغسان-إنها هنا"أقفل هاتفه متتبعاً إياهما بعينيه حتى اختفيا فوضع يده على قبعته التي لم تكن تختلف بلونها عن باقي ملابسه منزلاً إياها على ما تبقى من وجهه معطياً نفسه نمطاً روسيّا غامضاً ثم بدأ بالمشي بعيداً عن المكان.
༺═──────────────═༻
"إذاً ما رأيك بمثلجات الشتاء و على حسابي؟"
"لا أريد منك سوى تحرير يديّ و تركي وحيدة، ولكنّكَ فعلت ذلك للتو!"
أفلت يداها مقرباً إياها من شاحنة المثلجات دون أن ينبس بحرف
"أخرجي العنان لمخيلتك آنستي و هذا البائع سيصنع لك قرن مثلّجات رائع!"
حدجته بعيناها المنتفختان من شدة البكاء
"لو أمكنني صنع قرن مثلجات من دمك لما تعففت"
تراجع متمثلا الخوف في تحركاته
"هل...هل تودين قتلي؟!"
"لن أمانع ذلك لو كان بمقدوري"
"هل أعطاكِ والدي رواياتٍ عن بعض المجرمين كتدريب على القراءة؟"
"ربما...وربما لا، لكن تعجبني فكرة قتلك على طريقة عائلة بيندير الدموية أو القاتلة روكسانا دراوز أو ربما جاك السفاح!"
ارتعش جسده بمجرد ذكر تلك الأسماء العائدة لمجرمين و تحرك سريعاً لشاحنة المثلجات
YOU ARE READING
مهيض الجناح || Bŕόķέή
Fanfictionهَل يُمكِنَكَ انْتِشَالِيْ مِنْ وَحْدَتِي؟ -سَأُسَاعِدُك،سَأَكُوْنُ لَكِ ذَاكِرَةً وَ تَنَفُساَ وَ يدَاً وَ سَنَدَاً -لَقَدْ عَاهَدَتَنِيْ وَ خَلَفْتْ، يُوجَدُ الكَثِيْرُ مِنْ مُحِبّينََا.أَحْيَانَاً،يَجِبُ عَلَيْنَا الْتَوَقُفْ فَقَطْ وَ النَظَرُ ب...