غُرْم|17

153 77 41
                                    

كانت تجول الشوارع رثّة الملابس تاركة آثار جسدها المحمل بالمآسي على الثلج دالّة على مرور أحزانها وتساقط دموعها هناك، حرقة بكائها جعلت صوت شهقاتها شبه مستيحلا، كان الموت أمنيهتا السوداء

قد رأت ملاك الموت بعينيها، قد ترجته إلا أنه خذلها أيضا مانحاً العالم بعض الوقت لرؤية مذلّتها و سوء حالها، وبعض الوقت لاعترافها بإثمها، أشرّ الخطايا السبع.

لقد منحته ثقتها وحبّها و عطفها عليه إلا أنه طمع بما هو أكثر وردّ جميلها بسلبها كل ما تملك

مرّ سواد طويل سريعا مما جعلها تستعجل موتها على يديه

ظهر وجه متأثر بعتمة الليل

"ديميتري..."

"ما أجمل دموع عينيكِ آنستي"

اتخذت ابتسامة جانبية موضعها على ثغره مع تزامن توجيهه لسلاحه نحو رأسها

تناثرت دماؤها معيطة الثلج حمرة لعله بصير بها زهراً. لطالما كانت روحها مزهرة إلا أنً ثلوجه قضت عليها و نزلت  برداً عليها مطفئةً إياها

سقطت ذات الأطراف التي اضاف لها البرد زُرقة الموت أرضاً مفتوحة العينين

-قبل شهرٍ من الزمن...

كان يونغي يحاول جاهداً أن يبدو خلوقا أمامها وأن يظهر بأفضل صورة عن طريق طهوه فطورا بسيطا ممّا توفّر في بيتهم المتواضع

قدّم الطعام لها واضعا أفضل ما صنعه أمامها، هو حاول أن يبدو بصورة جيدة إلا أنها لم تفعل المثل، لم تبالي بشخصيتها الرقيقة التي عليها أن تبدو بها أمامه؛ حيث أن مشاعرها لم تستطع التغلب على شهيتها المفرطة للطعام

مع بدء تناولها طعامها بسرعة ونهم حرّك ناظريه لها

"على رسلك يا ميونغ، إني خائف من تناولك يدي"

حدجه والده مما جعله يتوقف عن سخريته لها

"دعها تكمل طعامها بكل راحة يا فتى!"

فعلت هي المثل وحدجته أيضا

لامست أقدامهما بعضها أسفل مائدة الطعام إلا أنّ كلاهما لم يحرك ساكناً، عوضاً عن ذلك أمسك يدها لمدة قصيرة ثم عاود تناوله لطعامه مسبباً لها سيلاً من المشاعر المُفاجئة إلا أنّ مجيء ديميتري جعلها تسرع لفتح الباب بعد نسيانها لموعد درسها

مهيض الجناح || BŕόķέήWhere stories live. Discover now