مهيض الجناح || Bŕόķέή

قَسَمُ القَمَر|16

❦ ════ •⊰❂⊱• ════ ❦

انعكست صورة بسمتها في بريق عينيه بوضعيتها التي كانت بها متناسية العالم من حولها فكل ما تراه هو ديميتري الملقب 'بلوكاس' وملاحظاته التي ملأت مسامعها، لطالما أرادت أن تكون سيدة مثقفة كأخواتها و معارف عائلتها من النساء،لطالما أرادت الخروج من علّيتها رغم كل ذكرياتها الأليمة فيها ،
إلا أن تلك الذكريات كانت صانعتها،أنهت درسها الذي أنهت به سلسلة الحروف لتصبح قادرة على كتابة وقراءة كل ما قد يجول بخاطرها،خرج استاذها ذو الشخصية المزدوجة حتى الآن لتبدأ بالكتابة بسعادة

-خطا ناحيتها بهدوء مع ابتسامته الهادئة التي حَوَت قوة حبّّ جنوني لها

"ما الذي تكتبينه يا ميونغ؟"

أبصرت عيناه اسمها الذي لطالما ردده في قلبه و عشق حروفه و أصواتها لينقشه على جدار قلبه المتداعي منتظراً كلمة تخرج من شفتيها فتسيطر على قلبه بعد هدم ذلك الجدار

ولكن ابتسامته تلاشت مع إبصاره اسم لوكاس الذي خطتّه بقلمها إلى جانب اسمها

-تكلم متسائلاً

"ألا استحق أن يكون اسمي من أوائل الأسماء التي تُكتَب من  قِبَلِ يدكِ؟"

صمتت صمتاً طويلاً مع توقفها عن الكتابة وسكون ملامح وجهها، هو لم يرَ اسمه الذي ملأ صفحات مذكرتها التي أُهديَت لها من قِبَل كبير السن، اسمه الذي لطالما كررت كتابته كي يُحفَر بذاكرتها حتى مماتها و يملأ روحها، والذي احتلّ المرتبة الأولى من بين الأسماء التي كتبتها

"كلا"

"لما؟"

"لم أفكّر قط بكتابته"

كاذبة هي وبكل حرف نطقته

أمسك يدها محاولاً كتابة اسمه مكان اسم لوكاس الذي بدأ كرهه يستحوذ تفكيره

إلا أنَّ يده التي أحكمت على يدها جعلت مئات الأمنيات تتدفق لتصل ذهنها،تمنت أن يمسك يدها دائماً،تمنت أن لا يفلتها أبداً

بدأ بتحريك يدها التي أمسكت القلم بهدوء لترسم حروف اسمه بكل دقة، لا شك أنها ستنام واضعة هذه الورقة أسفل وسادتها

نظرت لعيناه التي عكست صورتها مجدداً مع وقفه متمعناً النظر بملامح وجهها

استقام قبلها هذه المرة،لم يرد جرح مشاعره مجدداً كما حصل في سوابق هذه المواقف بينهما حيث رفضت دائماً مجاراته ولو بالكلام