part 1

3.5K 287 277
                                    

-وما كانت أيام حَياتي سِوى
كَومةً مِن الأنهِيارات والهَزائم،فَأما
أن أنال حُريتي أو أنني أموت مُحارِباً.

-

ظُلمة تَحل بِأرجاء المَكان!وكُل واحِد مُنهم قَد أتخذ زاويةً يَختبأ بِها،فَما كان عَدد الأعداء قَليل!بل ألوفاً تَفوق أستِطاعتِهم

"أصمِد هاديس!سَيرحلون قَريباً" المَعني أومأ بِوجهٍ شاحِب بينما الدِماء تَسيل مِن جُرح كَتِفه العَميق

كانت هَذِه الأرض مُسمى أخر لِأعماق الجَحيم!هدوء
مُخيف قد أستوطن تُربَتِها،يَتراءى لِكُل مَن يَطأها لِلوهلة الأولى أنها مَنبع السَلام لِشدة صَمتِها،لكنها لم تَكن ألا قَبوراً جَماعية لِمن يُنادون بِحُرية بِلادِهم.

ذو الرِداء الأسود أشار لِرَفيقته الأخرى رافِعاً سُبابتِه وَوسطاه وما أن أنتبهت لهُ الأخرى حتى رَفعت جَسد هاديس المُصاب سانِدة أياه وسارت بِرفقته بِبطء شَديد "إلكاي!لقد فَقد كَثيراً مِن الدِماء!"

المَعني رَبت عَلى كَتِفها وطمأنها مُخاطِباً أياها "لا تَقلقِ ،ما عادت أجسادِنا تَرضخ لِألم الجُروح!بل أصبحت جِزءاً مِنا جونغ-هوسونغ"

تَنهدت الأمرأة وراحت تابِعة الأكبر جارِية خَلف خُطاه لِبر الأمان.

-

أستقبتلهم ذات الشَعر الكَستنائي بِلَهفة وشهقت لِحال صَديقها الغارِق بِدماءه، ولم تنتظر هوسونغ لَحظة واحِدة بل ساعدت هاديس لتُمدد جَسده على أرِيكة مَنزِلهم السِري!

"ما الذي حَدث لِيونقي يا نَامجون؟"

ألتفت لها الشَاب وأجابها مُباشرة بِحدة
"ليس هُناك وَقتُ لِسؤالِكِ سوجين!أحضري صَندوق
الأسعافات سَريعاً!"

هَرولت أكبرهم مُنَفِذة أمر الغاضِب!فَقد كان على حَق،لا وَقت لِلتفسير بينما قد أوشكت الدِماء على الأنتِهاء مِن أورِدة بَطلِهم القَومي،ثَوانً حتى عادت مُقتَرِبة مِن هوسونغ التي تَضغط على جُرح يونقي بِشدةً مانِعة الدِماء مِن التَدفُق!بَدأ كِلاهُما بِتعقيمه وخِياطَتِه تَحت وَعيه تَماماً! ولِشدة أعتياده على ذَات الألم!قد خَسِر كُل ما لَديه مِن شعور،ولِما رأته هوسونغ مِن جموداً وصَمت!فَقد أضحت تَبكي طارِحة دموعها بِلا وَعيٍ مِن عَينيها!

"لِما أنتِ تُبكين؟ألم يَعتاد عَقلِك ِالفارِغ على الخَسائر؟" بِبروداً ودون أكتِراث لِحُزن الأخرى عَلى حاله قَد نَطق!

ولم تَكن نَبرتُه أعتيادِية أبداً!بل كانت أكثر حِدة مِن
نَصل السَيف وأعمق مِن مُحيطٍ مَهجور! لا شيء يُشبِهه ألا النَمر! لا يَصدُه كَبيراً أو صَغير ولم يَكن له حَبيباً عدا وَطنه!وطمُوحاً سِوى وِلادة حُرية جَديدةً مِن رَحم عَزمِه وأصرارِه! أنه هاديس يونقي!وبِأسمه يَركع كُل مُقاوم تَحية وفَخراً لِشَخصه ومَنزِلَته.

الهَيجاء بِمنتصف الثمانينWhere stories live. Discover now