ما قبل أي شيء

14.3K 241 13
                                    

الرواية حاليا حصرية على منتدى روايتي وبذلك هيتم نشر الفصول هنا بتاريخ 12|2|2020

ما قبل أي شيء....

الساعة الثانية بعد منتصف الليل ..داخل ممر ضيق في مستشفى ما ..

كان المكان خالي إلا من ممرضة تمسح الطرقات برتابة وساعة صوتها يثير التوتر ..

رجل في أواخر الثلاثينات بقميص مهلهل مفكوك الأزرار وسروال جينز، يجلس بعود متصلب من القلق يراقب الساعة كل دقيقة بينما فوق رأسه كانت كلمة العمليات مضاءه بلونها الأحمر.

ظهر في آخر الممر شاب في أوائل العشرينات يركض ملهوفا نحو الأخر وهو يحمل حقيبة تدل على قدومه لهنا من المطار مباشرة:

-عبد الله!

هتف وهو يقترب منه لينظر له الأخر بعيون حمراء من كثرة الضغط:

-حكيم! ...متى عدت؟

جلس بجواره وهو يضع الحقيبة أرضا وقال بسرعة:

-وصلتني رسالة من أم السعد بمجرد نزولي من الطائرة... كيف الحال؟

سأله بلهفه وهو ينظر للغرفة خلفهم، فزفر عبد الله وهو يعاود التسبيح على مسبحته:

-ليس جيدا ..ليس جيداً أبدا ، الطبيب يقول أن الحبل السري ألتف حول عنق الجنين.

-يا الله.

هتف حكيم وهو يمسح وجهه ثم ربت على كتف اخيه بمؤازرة:

-لا تقلق بإذن الله خير ..أين صفوان وسلطان؟

-أنهما مع أم السعد كانا يريدان القدوم لكن يكفي فزعهما حينما هاجم الطلق رقية أقسم أنني لم أرى وجه صفوان شاحب بهذا الشكل أبدا منذ وفاة أمنا.

كاد حكيم يرد لكن خروج الممرضة جعلهما ينتفضا واقفان وهما يتوجهان لها وكانت الابتسامة تشق وجهها:

-خير أختي؟... طمئنيني.

زادت ابتسامتها:

-أريد البشارة .

ابتسامة مترددة بدأت تظهر على وجه عبدالله وهو يقول بشوق:

-لكِ أحلى بشارة ..المهم طمئنيني.

هتفت بسعادة بالغة:

-مبارك لك سيدي، بنت مثل القمر في ليله تمامه.

بالفعل بدأ حكيم يبتسم و عبدالله يسأل بلهفة:

لأجل الياقوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن