الفصل الثالث

5.8K 161 10
                                    

الفصل الثالث

ارتفعت النغمة الكلاسيكية مرة أخرى من هاتفها فأسرعت تبحث عنه بين الأغراض تحاول أن تسكته بسرعة وقد أحمر وجهها بسبب نظرات الجميع المصوبة نحوها، وخاصة أن معظمهم كان نائما حتى توبة صديقتها رفعت الغطاء عن وجهها بتأفف ليزداد احمرار وجه ياقوت وهي تغلق الهاتف أخيرا وتهمس للجميع بصوت غير مسموع:

-أسفة.. أعتذر .

نظرت لها توبة بملامحها الناعسة وقد تجهمت بشدة من اقلاق نومها طوال الرحلة:

-أوووف لا أصدق ياقوت ...أنها المرة الخمسون التي يتصلون بها.. لم استطع النوم لنصف ساعة .

نظرت لها ياقوت بخجل وهي تهمس كالمغلوب على أمره:

-ماذا أفعل بهم توبة ؟ ... لقد وافقوا على ذهابي للرحلة معكِ ..فتحملي العواقب.

ثم ردت على عمها حكيم الذي كان هذا اتصاله الرابع تقريبا لتغلق أخيرا معه وهي ترى الفندق أمامهم بعدما اقتنع _تقريبا_ أنها وصلت بالسلامة، نفضت توبة الغطاء من عليها وهي تتمطى بذراعيها تنفض آخر آثار النوم عنها وهي تتأمل الفندق بأعجاب لتقول

بسخرية لياقوت المنبهرة أيضا:

-يبدو أنها ستكون رحلة شيقة للغاية.

...........

في الكراسي الأمامية كان سليمان يجلس بجوار أحد الاساتذة والذي يبدو أنه متخصص في الهندسة الكهربية وقد بدأ يتناقش معه بحماسة في بداية الرحلة لكنه سرعان ما غطس في نوم عميق على كتف سليمان الذي كان يمسح وجهه بتململ ممزوج بشوق بالغ ورغبة شديدة في أن يستدير ليرى زرقاء العينين هذه مرة أخرى .

أي شخص سوف ينجذب لعيناها ولونها الغريب الغير معتاد، لكنه لم ينجذب فقط بل شعر بأن هناك رياح تدور في جوفه عندما وقعت عيناه عليها وكأنها ...وكأنها دوامة!

زفر سليمان بارتياح عندما استيقظ الاستاذ بجواره وهو يخلع نظارته ويمسح وجهه من النوم ثم تأمل المشهد ليتثاءب قائلا:

-لا أصدق أننا وصلنا بهذه السرعة ..فأنا لم أشعر بالطريق بتاتا.

كتم سليمان ابتسامة ساخرة كادت تفلت منه وهو يفرد نظارة الشمس على عيناه:

-لديك حق .

وقفت الحافلة أمام بوابة الفندق لتقف المسؤولة

لأجل الياقوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن