الفصل الثامن
بعد اطمئنانها على أعمامها وقبلة حكيم لها على رأسها تهادت ياقوت بخطوات حالمة فرحة وهي تغني لحن رومانسي حالم..
وعندما وصلت لغرفتها وأغلقت الباب بدأت تدور في الغرفة حول نفسها .. تداعب وجهها بأصابعها الرقيقة متخيلة أن أصابع سليمان هي من تلمسها ... أو تفتح ذراعيها كأنها تريد احتضان الهواء وكل هذا وهي تبتسم بحالمية.. ببساطة كانت سعيدة!
توجهت بخطواتها الراقصة نحو الدولاب لتخرج منامتها القصيرة ..تضعها فوق الفراش بخفة ..تتمايل يمينا ويسارا مع الهواء .. تضحك بخجل كأن سليمان يراها .. ثم أخيرا مدت يدها لتفك سحاب الفستان كي تبدل ملابسها، وكادت ترتدي الجزء العلوي ذو الحملات الرفيعة لكن صوت رنين هاتفها أوقفها، فاتجهت تمسكه باستغراب من ذلك الرقم الغريب الذي يتصل بها في مثل هذا الوقت، لذلك ردت بصوت متوجس:
-ألو.
سمعت صمت نفس حاد على الناحية الأخرى قبل أن يصلها صوت سليمان الخشن:
-الصراحة تلك أحلى ألو قد سمعتها في حياتي.
أخذت برهة لتتعرف على صوته الخشن المحبب لتصدح ضحكتها الرنانة المنتعشة بغزله لكنها سرعان ما كتمتها بكفها حتى لا يسمعها أعمامها:
-لا أصدق ... كيف حصلت على رقم هاتفي؟.
-كنت أحب أن أخبرك أن لي طرقي الخاصة في الحصول عليه لكن وبصراحة لقد سرقته من أم السعد صباحا بعيدا عن أعين أعمامك.
كان صوت الهواء واضحا حوله وهو يحدثها فخمنت أنه يقف في الشرفة.. فأدخلت ذراعيها في قميص منامتها الرقيق ثم توجهت للفراش تتكأ عليه بدلال وهي تخبره بصوت جعلته رقيق بعفوية:
-ماذا هل أصبحت أم السعد حليفة لك الأن؟
-بالطبع فيجب أن يكون للفرد حليف في معسكر الاعداء.
أحبت أن تمازحه بمكر فقالت بغضب واهي:
-ومن الاعداء أن شاء الله؟ ... هل تقصد أعمامي؟.
فهم مزاحها فرد عليها هو أيضا بهلع:
-لا لا سمح الله وهل أجرؤ؟.
-المهم ..لما اتصلت ألم نكن مع بعضنا منذ ساعة؟.
وصلت لها تنهيدته الحارة وهو يقول بصدق:
أنت تقرأ
لأجل الياقوت
Romanceالجزء الأول من سلسلة "أعمامي الذي لا يعشقون" أتت ياقوت الجوهرة الثمينة لأبويها بعد مرور عشر سنوات دون إنجاب، فكانت النتيجة معاملتها كأنها شيء هش من الزجاج ..وبعد موت والديها تولى أعمامها الثلاثة رعايتها لتكون النتيجة ...رعاية مبالغ بها زائد قيود جدي...