الفصل الرابع
فجرا كان سلطان يفتح باب البيت ببطء ليجد الظلام منتشر في الأنحاء، تسلل بهدوء نحو غرفته محاولا عدم اصدار أي صوت في هذا السكون التام، لكن قبل أن يصل لباب غرفته فُتح ضوء خلفه فجأة فألتف بسرعة ليجد حكيم يجلس على الكرسي يضع قدما فوق الأخرى وينظر نحوه بحزم غاضب:
-أأ حكيم ...لماذا أنت مستيقظ حتى الأن؟
-أين كنت؟
سأله حكيم بحدة وبدون مواربة فارتبكت ملامح الأخير وهو يضع كفيه في جيب سترته:
-لا أظن أني طفل في السادسة لتسألني مثل هذا السؤال حكيم.
خلع حكيم نظارته ووقف أمام سلطان مباشرة وقد كانا متقاربان جدا في الطول والجسد لولا رُفع سلطان الشديد:
-لقد سألت سؤال سلطان وأريد جوابا عليه.
زفر سلطان بملل وهو يشيح بعينيه بعيدا:
-كنت في سهرة مع أصدقاء من فرنسا ..هل ارتحت؟
عقد حكيم حاجبيه بشك وهو يقترب أكثر من سلطان ليقول بصدمة:
-خمر؟!... أنت سكران!
نجح حكيم في أرباك سلطان بلهجته العنيفة لكن سرعان ما بان عليه عدم الاهتمام وهو يرفع كتفيه:
-نعم ..لقد شربت وماذا في ذلك؟
لم يشعر حكيم بنفسه وكفه يرتفع عاليا ليهوي بلطمة قوية على وجه سلطان.
وكأن صدمة كهربائية قد اصابتهما وقفا بذهول مما حدث وصوت اللطمة ما زال يعلو داخل صمت الغرفة...
وضع سلطان يده مكان اللطمة بدهشة وهو ينظر لحكيم، فأبدا لم يمد حكيم يده على أحد منهم، أما حكيم اقترب منه وسحبه من مقدمه قميصه بعنف مزمجرا وقد بان على ملامحه غضب لم يراه سلطان من قبل:
-يبدو أن الخمس سنوات التي قضيتها في فرنسا أنستك دينك .
تركه حكيم كأنه يشمئز من ملامسته:
-وأنا الذي كنت سعيد بتحصيلك العلمي لكن يبدو أنك نجحت في دنياك وفشلت بشدة في دينك.
تراجع حكيم للخلف وسحب عدة أنفاس ثقيلة قبل أن يقول بحدة قوية:
- نحن لسنا في فرنسا وما كنت ترتكبه هناك لن اسمح بأن يتكرر هنا.
أنت تقرأ
لأجل الياقوت
Romanceالجزء الأول من سلسلة "أعمامي الذي لا يعشقون" أتت ياقوت الجوهرة الثمينة لأبويها بعد مرور عشر سنوات دون إنجاب، فكانت النتيجة معاملتها كأنها شيء هش من الزجاج ..وبعد موت والديها تولى أعمامها الثلاثة رعايتها لتكون النتيجة ...رعاية مبالغ بها زائد قيود جدي...