الفصل السادس

6.3K 155 6
                                    

الفصل السادس

كانت رحلة العودة صامتة مليئة بسحب سوداء غير ظاهرة وقد أدعت ياقوت أنها نامت بمجرد ركوبها للسيارة بينما صفوان لبس قناعه المتصلب الذي لا يستطيع أحد أن يفهمه و هو يقود بصمت نحو المدينة، أما حكيم الذي قد انهارت أعصابه من الخوف أشاح بعينيه بعيدا نحو نافذة السيارة يراقب ما يمرون به بذهن شارد، وكان هو الوحيد الذي أدرك أن هناك شيء ما حدث .. وهناك شيء أخر سيحدث ...

هناك شيء تغير في ياقوت ولا يستطيع معرفته .. نظراتها المتهربة منه وصوتها الضعيف والتصاقها الغريب في سلطان، كل هذا أكد له أن شيء ما حدث بل هو واثق أن المدعو سليمان طرف في هذه المعضلة، فلم يغفل عن تلك النظرة المخطوفة بينهما قبل أن تصعد ياقوت للسيارة ..كانت ببساطة نظرة وداع بين حبيبين!

تنهد وهو يرمي رأسه للخلف محاولا النوم قليلا فرغم أن سو تولت كل شيء في الشركة وهو يثق في قدرتها لكن هذا لا يمنع أن أمامه يوم طويل مهلك في العمل.

لذلك بعدما ألقى نظرة مطمئنة على ياقوت النائمة في الخلف وقد تدثرت بجاكته أغمض عينيه و حاول أن يغصب على نفسه النوم.

...............

أما على الجانب الأخر فقد تطوع سلطان للذهاب مع توبة لتجمع أغراضها من الفندق ثم يسافر بها للمدينة .

توبة التي كانت متماسكة بشكل غريب طوال الوقت لكن وبمجرد رؤيتها لصديقتها انهار ذلك السد الصامد قليلا لكن سرعان ما رفعته مجددا بسرعة تثير حنقه...

ثم أصرت بعناد البغال أن ترجع معهم للمدينة وأن لا تكمل رحلتها لذلك ها هو يسير خلفها بهدوء نحو باب الجناح وعندما وصلا همست بهدوء آمرة له

وكأنه عبد لديها:

-أنتظر هنا حتى أحزم الحقائب.

-أمرك سلطانة.. هل تريدين أن أحضر المحمل الخاص بكِ مولاتي حتى تنتهي ؟

ألتفت له توبة بحدة وقد وجدته فريسة جيدة لغضبها المكبوت فصاحت بانفلات أعصاب:

-هل أنت دائما مستهتر هكذا؟... حتى ونحن في مثل هذه الظروف؟... إلا تدرك أن استهتارك هذا مثير للغيظ بصورة غير معقولة ؟

اثناء إلقائها هذا الكلام بصوت صارخ ودموع ظاهرة في عيناها كان سلطان قد اعتدل في وقفته ونظر نحوها بحزم لم تراه من قبل وأنتظر حتى انتهت ليرد بهدوء قاتل:

-هل انتهيت فقرتك من قلة التربية أم هناك كلام آخر في جعبتك تريدين إخراجه؟

لأجل الياقوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن