الفصل التاسع

5.2K 137 10
                                    

الفصل التاسع

مقتطفات مما كان...

فتح باب البيت بتعب شديد بعد يوم صعب في الدروس الخاصة واللف على المراكز لتصوير ملخصات الدروس..

توقع أن يرى أباه صاحب الخمسين عاما يجلس كعادته متكأ على الأريكة بجلبابه الأبيض الفضفاض ونظارته المربعة يقرأ أحد الصحف منتظرا سليمان ليأكلا معا فهو يرفض أن يأكل دونه أبدا حتى ولو ظل صائما طول اليوم .. ويخبره دائما أن الطعام بدونه يكون بلا طعم.. وهكذا أمه أيضا لا تطيق بعده عنها لساعات .. فكان والديه يحيطانه بقالب من الحنان والرعاية المبالغ فيها لكونه وحيدهما ولكونه قد أتى بعد سنين طويلة من محاولات الأنجاب الفاشلة...

لكن وعلى غير العادة كان أباه جالسا بتوتر على الأريكة وجسده مشدود بقلق لذلك أغلق سليمان الباب ورمى المفاتيح مكانها ثم اقترب من أبيه بجسده النحيف مدمدما بترقب:

-السلام عليكم يا حاج.

-هه.

جاوبه أباه بعقل شارد فزاد حذر سليمان من حالة أبيه الغير معتادة والذي رد السلام بخفوت وعاد

يتأمل الفراغ أمامه بصمت.

وهنا دلفت أمه تحمل صينية الطعام بوجه متعرق وشاحب خصوصا مع التعب الذي أصابها منذ فترة فأصبحت قليلة النوم وسريعة الارهاق وكادت تحي سليمان لولا والده الذي هب من مكانه واتجه نحوها مزمجرا:

-ما هذا يا فاطمة؟ ألم نتفق ألا تحملي شيئا ثقيلا؟.

انكمشت أمه بحرج وقد أحمر وجهها بخجل من تقريع والده:

-لقد نسيت.

ردت أمه بتبرير كأنها طفلة فرد زوجها وهو يضع

الصينية مكانها على الطاولة:

-ولو يا فاطمة ولو .. يجب أن تكوني أكثر حذرا خصوصا في حالتك هذه.

-أي حالة؟.

أرتفع سؤال سليمان في الهواء ممزوجا باستنكار بالغ للمشهد الغريب أمامه .. وكان سؤاله مثل شكة الدبوس التي فرقعت الفقاعة التي كان فيها والديه وهما يتبادلان الحديث كمراهقين.. فنظر له أباه بوجه شاحب مبهوت بينما أمه قد تراجعت للخلف بانكماش غريب وكأنهما أدركا الأن فقط وجوده:

-أبي ..أمي ماذا يحدث؟.

أصر عليهم عندما لاحظ صمتهما المرتبك فتبادل والديه النظرات ليمسك والده بزمام الأمر وقال بينما عيناه تتحاشى عيني سليمان:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لأجل الياقوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن