الفصل السادس

3.9K 115 1
                                    


اتصلت "انعام" بـ "لميس" على اللاسلكى وأخبرتها أن تتوجه الى المرسم وتحث "عدنان" على القدوم فالجميع جالس فى انتظاره
سارت "لميس" بخطوات واسعة فى اتجاه المرسم .. لم تستطع رؤية ما بداخله من الباب الزجاجى بسبب الظلمة التى أحاطت بالمكان .. فتحت الباب ثم أضاءت النور .. ثـــم .. أطلقــت صرخــة مدوية سُمع صداها فى البيت كله وهى تتطلع الى تلك الجثــة الغارقــة فى دمائهـــا 
انتفضت فزعة عندما سمعت خطوات من خلفها .. التفتتت بحدة وأطلقت صرخة أخرى وهى تظنه القاتل .. لكنها فوجئت بـ "عدنان" الذى قال بلهفة :
- فى ايه يا "لميس" ؟ ........

كانت تتشنج وتبكى أشارت بأصابعها الى الجثة الملقاة على الأرض .. دخل "عدنان" المرسم هاتفاً :
- لا حول ولا قوة إلا بالله
فى تلك اللحظة حضر "مهند" ونظر الى الجثه الملقاة على الأرض وقال لاهثاً :
- ايه اللى حصل .. مين اللى عمل كده
سمع "مهند" من خلفه صوت صراخ "فريدة" التى أتت خلفه وهى تنظر الى الجثة .. فصاح "مهند" فيها :
- "فريدة" ابعدى من هنا وابعدى مدام "لميس" 
أتى الرجال والناس يهرولون .. فخرج "مهند" صائحاً :
- بلاش تيجوا هنا يا عمتو .. فى جثة جوه
شهق الجميع واتسعت الأعين فى فزع .. منع "مهند" الآخرين من دخول المرسم وقال بحزم :
- محدش يدخل لحد ما البوليس ييجى .. عشان الأدلة والبصمات تفضل زى ما هى ومتضعش
ما هى إلا نص ساعة ووصلت الشرطة الى مكان الحادث .. دخل أحد رجال الشرطة وألقى نظرة على الجثة الملقاة على الأرض والتى أصيبت بطلق نارى فى الصدر .. ثم خرج وترك فريقه يرفعون البصمات ويجمعون الأدلة .. نظر الى الجمع الغفير وقال :
- مين صاحب الفيلا
تقدم "عدنان" وقال بأسى :
- أنا "عدنان زياكيل" صاحب الفيلا
نظر اليه الضابط متفحصاُ وسلم عليه قائلاً :
- أنا الرائد "عادل ادريس"
أومأ "عدنان" برأسه .. فقال الرائد :
- مين القتيل ؟
قال "عدنان" متنهداً بحسره :
- ده الجناينى 
عقد "عادل" ما بين حاجبيه وهو يقول بدهشة :
- الجناينى !
ثم أشار الى الفيلا قائلاً :
- طيب لو سمحتوا ياريت ندخل الفيلا .. عايز أتكلم مع كل الموجودين فى الفيلا من سكان وخدم وحرس
توجه الجميع الى الفيلا واجتمعوا فى غرفة المعيشة .. تجول "عادل" فى الفيلا بأعين متفحصه .. ثم بدأ فى التحدث مع واحد واحد منهم .. جلس مع "عدنان" فى غرفة مكتبه بينما أوقف حرساً فى غرفة المعيشة .. وأمر الحراس على البوابة بألا يسمحوا بدخول أو خروج أى أحد .. قال لـ "عدنان" ..
- اتفضل احكيلى كل الى تعرفه 
تنهد "عدنان" قائلاً بأسى :
- معرفش حاجة .. كل اللى حصل انى نزلت أجيب لوحه من المرسم
انحنى "عادل" الى الأمام وقال :
- المرسم .. تقصد المكان اللى لقينا فيه الجثة ؟
أومأ "عدنان" برأسه وأكمل :
- وأنا فى الطريق جالى تليفون مهم .. اندمجت فى الكلام .. لقيت الجناينى أدامى شاورتله وقولتله يجيب اللوحة اللى على المكتب فى المرسم ويطلعها فوق فى الفيلا .. وكملت مكالمتى
حثه "عادل" قائلاً :
- ها وبعدين 
- مفيش .. سمعت صوت صريخ "لميس" المسؤلة عن الفيلا والخدم .. جريت على المرسم لقيت الجناينى واقع على الأرض وبينزف وشكله مات
قال "عادل "بإهتمام :
- حد دخل المرسم غيرك
قال "عدنان" :
- مفيش غير "مهند" دخل بعدى وشاف الجثة .. وبعدين كان "علاء" و "حسنى" و "نهاد" عايزين يدخلوا بس "مهند" منعهم عشان الدلة والبصمات .. وبعدين خرجنا أنا وهو وقفلنا باب المرسم وطلبنا البوليس
قال "عادل" مفكراً :
- طيب القتيل كان له أعداء من الفيلا أو بره الفيلا
هز "عدنان" رأسه نفياً بقوة وقال :
- بالعكس ده كان راجل محترم ومكنش بيسبب أى مشاكل لحد .. ومعتقدش أبداً ان له أعداء
قال "عادل" :
- طيب اتفضل حضرتك وناديلى "مهند" .. هو يقربلك ايه 
- ابن أخويا 
- طيب ناديهولى
كاد "عدنان" أن ينصرف لكن "عادل" أوقفه قائلاص :
- لحظة لو سمحت يا "عدنان" بيه 
التفت اليه "عدنان" فقال "عادل بإهتمام :
- لما دخلت المرسم كان النور مفتوح ولا مقفول 
فكر "عدنان" قليلاً ثم قال :
- لا كان مفتوح 
أومأ "عادل" برأسه .. انصرف "عدنان" وأخبر "مهند" بأن الضابط يريده .. دخل "مهند" فنظر اليه "عادل" بإهتمام وأشار اليه بالجلوس .. جلس "مهند" أمامه . .فقال له "عادل" متفحصاً :
- عمك قالى انك دخلت المرسم بعده 
أومأ "مهند" برأسه .. فقال "عادل" :
- طيب ملحظتش حاجة غريبة ؟
قال "مهند" :
- لأ أبداً .. شوفت الجثة على الأرض فخرجت وخرجت عمى .. ومنعت أى حد من انه يدخل جوه المرسم
- انتوا كنتوا فين .. لما عمك كان رايح يجيب اللوحة 
- كلنا كنا متجمعين فى الصالون ومنتظرين عمى يرجع باللوحة
- غاب أد ايه
- تقريباً نص ساعة
- خلال النص ساعة كلكوا كنتوا مع بعض فى الصالون ؟
- لأ .. فى اللى خرجوا ورجعوا تانى .. ولما لقينا عمى اتأخر كنت عايز أروح أطمن عليه .. عمتى "انعام" قالت انها هتخلى "لميس" تروح تشوفه .. و"نهاد" حاول يتصل بيه على الموبايل بس مردش
ضاقت عينا "عادل" وهو يقول :
- مردش ! .. طيب لو سمحت ناديلى "لميس"

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن