الفصل الثامن

3.7K 107 1
                                    



استيقظت "سمر" فزعة من نومها بعدما رأت حلماً أفزعها .. وضعت يدها على صدرها الذى يعلو ويهبط بسرعة جنونيه .. أزاحت الغطاء ونهضت متوجة الى المطبخ لتشرب كوباً من الماء .. تذكرت الحلم الذى رأته منذ قليل .. رأت نفسها تقف فوق سطح أحد المنازل .. وفجأة هوت من ذاك المرتفع اختلطت صرخاتها ببكائها .. ظلت تهوى وتهوى .. الأرض تقترب ببطء .. الإصطدام آت لا محالة .. شعرت بألم حارق فى كل جسدها وكأنه جسدها تهشم الى قطع صغيره .. الأرض تقترب أكثر فأكثر .. لا يوجد ما تتشبث به لتنقذ نفسها .. أغمضت عينيها واستسلمت لمصيرها .. المسافة اضمحلت حتى حانت لحظة الإصطدام .. تفتح عينيها فجأة لتجد نفسها فى أحضان والدتها .. تتشمم رائحتها تتأمل ملامحها .. ثــم .. تستيقظ من حلمها .. وضعت كوب الماء الفارغ على طاولة المطبخ .. وعادت الى فراشها وهى تسترجع ذلك الحلم .. حاولت أن تستسلم للنوم .. لكنه خاصم جفونها .. وفقد قلبها سكينته !

***************************************

قال "عدنان" الذى يترأس طاولة الإجتماع :
- الحمد لله كده احنا متفقين على كل حاجة ..باقى بس نمضى العقود
ابتسم أعضاء الشركة الأخرى لسيريان العمل بشكل جيد بينهم وبين شركة "زياكيل" والتى لها ما لها من صيت فى البلاد .. أمضوا العقود وتبادلوا عبارات التهانى .. نهض "عدنان" و "حسنى" و "مهند" لتوديع الوفد المشارك بالإجتماع .. اقتربت احدى النساء من "مهند" ومدت يدها قائله ببشاشه :
- مبسوطين بالإتفاق اللى وصلناله مع شركتكم يا بشمهندس "مهند"
نظر "مهند" الى يدها الممدود ثم قال بنبرة جاده :
- احنا مبسوطين أكتر بالتعاون مع شركتكم يا فندم .. آسف مبسلمش
اختفت ابتسامة المرأة .. لكنها أطلقت ضحكة عاليه وقالت :
- ليه هاكلك يا بشمهندس .. ولا عشان متوضى ؟
قال بجديه وفى عينياه نظرة برود :
- الوضوء ملوش علاقة 
بدا وكأن المرأة تستمتع بإستفزازه .. قالت بمكر وهى ترى زملائها يغادرون المكتب :
- نكمل كلامنا فى وقت تانى .. ولا ده يضايقك يا بشمهندس
بدا "مهند" متحكماً فى أعصابه وهو يقول بهدوء :
- لا ميضايقنيش .. شرفتى
رمقته بنظرات مرحه وهى تغادر المكتب .. توجه "مهند" الى مقعده الذى نهض عنه منذ قليل .. جمع الأوراق ووضعها فى أحد الملفات ثم غادر المكتب بصحبة "عدنان" و "حسنى"

**************************************
دفعته "سمر" عنها قائله بغضب :
- قولتلك لأ يا "باهر"
اعتدل "باهر" فى جلسته بالسيارة ونظر اليها بحده قائلاً :
- انتى مستفزه بجد .. ليه لأ
قالت بحزم :
- كده لما نبقى نتجوز
قال بتهكم وهو يعيد شعيراته الطويلة الى الخلف :
- ايه الجو اللى انتى عايشه فيه ده انتى فاكره نفسك فى مصر .. انتى فى تركيا يا بنتى
اتسعت عيناها دهشة للحظات ثم هتفت بحنق :
- ايه علاقة انى أحافظ على نفسى بالبلد اللى أنا عايشه فيها .. البنت المحترمة بتفضل محترمة فى أى مكان .. مش عشان يعني عايشة بره مصر أبقى زى الناس هنا
قال "باهر" بضيق شديد وهو يدير سيارته وينطلق بها :
- انتى بجد مستفزة .. وهتضيعينى من ايدك .. مفيش حد بيعمل كده .. حتى فى مصر .. بأه ده العادى .. أنا حاسس انى خاطب واحدة من أيام أفلام الأبيض والاسود .. ايه الأفوره اللى انتى فيها دى
قالت بصرامة :
- "باهر" وقف العربية خليني أنزل
نظر اليها ببرود ثم أكمل طريقه .. فقامت "سمر" فجأة بالإنقضاض على مقود السيارة تأتى به يميناً ويساراً فصاح "باهر" :
- يا مجنونة هنعمل حادثة .. سيبى الدريكسيون يا "سمر"
لم تستجب "سمر" بأمره فإضطر الى الضغط على المكابح لتصدر صريراً مرعباً .. فتحت "سمر" الباب وأغلقته بعنف شديد .. ثم أسرعت فى طريقها وهى تكاد تنفجر من الغضب .. ألقى "باهر" عليها نظرة غاضبة ثم انطلق مكملاً طريقه !

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن