الفصل الخامس والعشرون

4.2K 117 0
                                    



((( فــلاش بــاك )))

فى الإسكندرية .. المندرة .. وفى أحد الشوارع القريبة من البحر .. والتى تضم بيوت سكنيه متراصة ملتصقة ببعضها البعض .. أطلقت الصغيرة ذات الست سنوات ضحكاتها المرحة وهي تسير برفقة صديقاتها عائدة الي بيتها .. لوحت لهم مودعة ودخلت البناية وصعدت الدرجات القليلة التي تفصلها عن باب بيتها .. فتحت لها الباب امرأة بشوش تبدو امارات الطيبة والحنان جليه علي ملامحها وعيناها وهي تتطلع الي ابنتها .. عانقتها الطفله قائله :
- ازيك يا ماما ....
قبلت الأم رأس الصغيرة وداعبت شعيراتها المتمردة قائله بعتاب :
- قولنا اللي يدخل مكان يقول ايه
هتفت الصغيرة مبتسمة :
- السلام عليكم
ابتسمت أمها قائلة :
- وعليكم السلام .. يلا حبيبتي ادخلي غيري علي ما أغرفلك تاكلي
دخلت الصغيرة الي غرفتها الصغيرة تنزع عنها مريلة المدرسة ذات اللون البني بعدما ساعدتها والدتها علي فك أزرارها القوية علي يداها الصغيرتان .. دخلت والدتها المطبخ تضع طعام الصغيرة في طبقها المفضل .. انتهت الصغيرة من تبديل ملابسها لتجلس علي فراشها الصغير حاملة عروستها المصنوعة من القماش والتي تحبها كما لو كانت ابنتها .. وفجأة فزعت الصغيرة وهي تستمع الي أصوات الصراخ التي عمت المكان .. نظرت بخوف واضطراب الي والدتها التي ارتدت اسدالها وهرولت تفتح باب المنزل وهي تتساءل بخوف :
- في ايه .. ايه اللي حصل ؟
رأت امرأة تنزل الدرج بسرعة وفي يدها ابنتها ذات الستة عشر ربيعا وهي تهتف بلوعه :
- في ماس في العمارة .. حصلت حريقة في شقة أم "رامي" .. هاتي "سامرين" واخرجوا بسرعة
دخلت الأم مسرعة وحملت الصغيرة علي ساعدها وأخذت مفتاح البيت المعلق خلف الباب وهرولت مسرعة الي خارج البنايه .. وقفت بجوار المرأة وهي تهتف بلوعة :
- أمال فين أم "رامي" ؟
قالت المرأة وهي تلهث :
- متقلقيش شوفتها نازله 
أقبلت عليهما امرأة يبدو علي ملامحها امارات الهلع .. فهتفت بها أم "سامرين" :
- أم "رامي" ايه اللي حصل .. وفين "رامي" لسه في المدرسة ؟
قالت المرأة بهلع وهي تتطلع الي النيران التي تلتهم شقتها من الشباك :
- "رامي" عنده درس بعد المدرسة .. لقيت فجأة شرارة ومسكت في الستارة والأنترية فضلت أصوت ونزلت جري من علي السلم
تجمهر الجيران حولهم مطمئنين اياهم .. بكت الصغيرة "سامرين" علي كتف والدتها وتعالت شهقاتها .. اقتربت منها احدي الجارات وربتت علي ظهرها قائله :
- يا حبيبتي متخفيش .. بطلي عياط 
ثم نظرت اليهم قائله :
- تعالوا اتفضلوا عندي في البيت علي ما الرجالة تطفي الحريقه ويتأكدوا ان الكهربا سليمة مش معقول هتفضلوا واقفين في الشارع كدة
دخلت الثلاث نساء بيت الجارة فحضرت لهم العصير قائله :
- اشربوا حاجه تروق دمكوا .. دا أنا اتفزعت من صوت الصويت
ثم نظرت الي أم "رامي" ضاحكة وهي تقول :
- عليكي صرخة يا أم "رامي" تخض العفريت
ابتسمت أم "رامي" ابتسامة باهته وهي تنظر الي المرأة بجوارها قائله :
- علي فكرة أم "فريدة" كان صويتها أعلي مني
قالت الجارة ضاحكة :
- افتكرتها انتي 
قالت أم "فريدة" وهي تشد علي يد ابنتها :
- أعمل ايه اترعبت لما لقيتها بتصرخ وبتقول حريقه .. ومفيش راجل في البيت .. لا جوزي ولا "عدنان" ولا "حمدي" بيرجعوا دلوقتي من الشغل .. فضلت أصرخ غصب عني
نظرت "فريدة" الي الصغيرة قائله :
- "سامرين" خلاص متخافيش مفيش حاجه
تعلقت "سامرين" بعنق والدتها أكثر بينما نظرت أمها الي أم "فريدة" قائله :
- أمال فين "مهند" في المدرسة برده ؟
هزت رأسها نفيا وقالت :
- لا في الدكان
لحظات وسمعوا طرقات علي الباب نهضت الجارة لتفتح الباب فطالعها شاب في السادسة عشر من عمره .. أسمر البشرة .. طويل .. نحيل .. قال لها بأدب :
- السلام عليكم .. هي ماما عند حضرتك ؟
هتفت أم "فريدة" من الداخل :
- تعالي يا "مهند"
بمجرد أن رأته الصغيرة .. تركت عنق والدتها واندفعت كالسهم في اتجاه الشاب فانحني ليسمح لها بأن تحيط عنقه بذراعيها ويرفعها حاملا اياها بخفه .. أشارت له الجارة بالجلوس وقالت :
- اتفضل يا ابني
جلس "مهند" والصغيرة تضم يديها تغلقهما حول عنقه .. مسح علي شعرها فقالت أم "فريدة" بحنان :
- يا عيني اتخضت وفضلت تعيط
فابتسم للصغيرة مربتا علي ظهرها ضاما اياها اليه أكثر ليبث فيها الأمن والأمان
سألته أم "سامرين" قائله:
- "حمدي" جه معاك؟
أومأ برأسه قائلا :
- أيوة يا عمتو .. و عمو "عدنان" و بابا .. والحمد لله طفوا الحريقة .. بس مستنيين الكهربائي يتأكد ان مش هيحصل ماس تاني
بعد قليل نظر الي الصغيرة ليجدها تغط في النوم وقد أسندت رأسها الي صدره دون أن تفك ذراعيها من حول رقبته .. فابتسم وهو يقبل شعرها ويسند ظهره للمقعد حتي ترتاح في نومتها أكثر 

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن