لماذا انت

5.6K 216 34
                                    

استمرت الحياة في وتيرة مريحه بالنسبة لنيكول . مع ان  
كبرياءها كانت تطالب بالتظاهر عكس هذا الا أنها أشغلت
نفسها في اعمال المنزل الرتيبة من العناية بغلينا ودايفد الى

تحضير وجبات الطعام ...وهذاما تمتعت كثيرا به.اذ لم تكن
قط ميالة الى حياة الملل بل كانت ترغب دائما في
منزل وعائلة...وبما أنها حصلت على ما تريد الان . فقد
امتلات نفسها برضى قد تشعر .به الكثيرات من الفتيات
لم يتم كل شيء امامها بسهولة عندما غادرت
المنزل ...حصل بعض الارتباك . لكنها بسرعة وجدت
طريقها...ثم واجهتها مهمه ارسال دايفد الى صف المبتدئين
في المدرسة المحلية .
اعطاها مارك كامل الثقة اضافة الى مفاتيح السيارة.مع
لائحة بكل المخازن التي له فيها حساب.. بشكل عام تركها
تفعل ما تشاء ، ما دامت تحافظ على اتفاقهما.
خلال النهار لم تكن مضطرة لتحتمل وجوده معها وحدهما
فهو لم يكن يظهر الا في اوقات الطعام برفقتة دوغلاس..
اما في الامسيات ، فكان يقضي وقته كله في المنزل لكنه كان
يقضيه مع غلينا ودايفد...ولم يطلب منها الصحبة قط ...ولا
اظهر الرغبة في ا قامة علاقة ودودة معها.
عندما كانا ينفردان لم تكن تتردد في اظهار كرهها له .
لكن حرارة قبلاته وعناقه كانت دائما تنتج رد فعل فيها يخرجها
عن حدود السيطرة .
كانت نيكول تعيد المكنسة الى الخزانةعندما
سمعت الباب ينفتح ثم يغلق . فنظرت الى ساعتها،
متسائلة ما اذا كانت قد تاخرت في تحضير الطعام قبل عوده
غلينا ودايفد من المدرسة .
لكن وقتهما كاد قريبا.لذلك تحركت بفضول الى غرفة
الجلوس. لكن خطواتها توقفت فجاة لدى رؤية المرأة الصهباء
الحمراء الشعر تتجول في الغرفة بكل الثقة .إنها المرأة التي قال
مارك إان اسمها جانيت والتر وهي المراة التي رمت بنفسها
بين ذراعيه يوم وصولهما الى المزرعة .
سالتها نيكول متصلبة باردة :
-هل استطيع خدمتك ؟
ألتفت الصهباء إليها تدجحها بنظراتها بدت رباطة
الجأش، الدهاء والثراء واضحة في وقفتها وثيابها وتسريحة
شعرها...لكن رغما عنها، رفعت نيكول رأسها قليلا
بكبرياء...فاجتذبت الحركة ابتسامة من الشفتين النحاسيتين ،
اللتين تمتمتا بود ظاهر:
-انت السيدة هاموند بالطبع...انا جانيت والترزاردت
مقابلتك وتقديم التهنئة لك ...وارجو الا تمانعي في دخولي
البيت هكذا.فانا معتادة على الدخول والخروج متى شئت.ولم
يخطر ببالي ان مارك لم يذكرني امامك بعد .
.- بلى...ذكرك...اليس اهلك جيراننا؟
كان غضب نيكول يرتفع ببطء حتى كاد يصل الى درجة
الغليان يزيده ارتفاعا تصرفات جانيت والترز المترفعة.
اردفت نيكول :
.- اظنك زرتنا يوم وصولي.وانا آسفة لأنني لم اقابلك
وقتذاك .
ضاقت عينا المرأة وهي تنظر الى نيكول ، تنتقي كلماتها:
-لعل...ظهورى يومها لم يزعجك.
.- لا...ابدا...على كل ، ما كنت يومها تعرفين شيئآ عن
زواجي
طافت عينا جانيت الزمرديتان في الغرفة ثم اتجهت الى
نيكول لتقول :
.- أليس بيت مارك جميلا؟ هل انت ممن يحب الحياة
المنزلية!
.- اجل...انا كذلك .
.- اما انا...فأكره رتابة المنزل... وسأكون زوجة سيئة .
ثم انه ينظر إلى الزوجة على انها مضمونة...وافضل ان يكون
الرجل متحرقا للوصول إلي . يسعى لإرضائي.بدل العكس...
لا يجب ابدا ان يشاهد الرجل المرأة عندما تستيقظ في
الصباح .. فهذا يحطم أوهامه.
عرفت نيكول ما تعنيه المرأة تماما..و عرفت أنها كانت
على الدوام عشيقته...لكن هل تحاول اثارة شكوك اخرى أو
تقصد ان علاقتهما مازالت قائمة!
له ان يتخذ ما يشاء من عشيقات ، لكن اذا كان يعتقد انها
يمكن ان ترحب باحداهن في بيتها...نعم بيتها ...فهو
مخطيء وسيواجه صدمة فظة .
فرضت على نفسها ما استطاعت ايجاده من لباقة وقالت لهاوكأنها تقترح على جانت والترز ان تخرج من منزلها :
.- آسفة ...لكن مارك ليس هنا آنسة والترز.وانا اعلم انه
سيندم لأن زيارتك فاتته.
انها لن تعرض على حمراء الشعر اية ضيافة ...لكن
جانيت ضحكت ملء فمها .
-اعلم أنه سيكون آسفا لعدم وجوده هنا ...واعتقد ان
روحه المرحة القاسية ستجد ان لقاءنا مسل.
فتحدتها نيكول :
.- صحيح؟
تجاهلت جانيت اللسؤال ،ولمعت  ضحكة صامتة في عينيها
وهي ترى توتر نيكول.
- اعرف ان عبوديتك في الاعمال المنزلية تتطلب انهاء
آلاف الاعمال العالقة ، فلن اؤخرك سيدة هاموند .
كلمة 0عبودية كانت اختيارا غير موفق...فرفعت نيكول
راسها واحست كانهاقطة تتخلص من اوساخها بتوجه جانيت
نحو الباب ...لكنها ترددت عند الباب عن قصد، لتقول من
فوق كتفها :
.- ابلغي مارك...حبي! ايمكن ؟ ساراه في المرة القادمة .
تسمرت نيكول في الأرض ، تجمدت في غضبها غضب
منقسم بالتساوي يين مارك وجانيت ونفسها. عند إقفال الباب
بقيت لحظات لا تعي ان دوغلاس دخل الغرفة حالما غادرتها
جانيت :
-هل انت بخير نيكول؟
.- طبعا.
الخط المتجهم الذى ارتسم على فمه جعلها تدرك أنها
كشفت عن مشاعرها بردها الحاد.فقالت بعد ان اشاحت بوجهها
عنه وابتعدت:
.- هل ثمة ما تريده دوغلاس؟
كان عدم اكتراثهااظاهرا...وبقي هو في المدخل واقفا
يرااقبها:
.- لا...لقد لاحظت وجود سيارة جانيت عند الباب .
التفتت نيكول فالتقت بنظرته الحادة القوية ...انها ليست
المرة الاولى خلال الاسابيع الأخيرة ، التي تمنت فيها لو انها
عقدت هذا الزواج المبني على اللاحب على هذا الرجل القوى
الهادىء بدلا من مارك ...لكن التمني لا يغير الواقع.هزت
كتفيها لتقول :
.- لقد توقفت جانيت هنا لتقديم تهنئتها.
فرد ساخرا:
-اراهن على هذا.ماتريده حقآ رؤية المرأة التي خطفت
منها مارك ...

مغرور ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن