الخاتمةً

6.1K 266 56
                                    

لم يعد مارك الى المنزل الى ان حلت ساعة الطعام.  
كان وجهه قناعا ناعما يناقض ماقصته غلينا عنه. جذب الكرسي على رأس 
المائدة وجلس فسألته نيكول:
-الن تنتظر وصول دوغلاس؟
رد عليها بأختصار:
-لن يأكل هنا.
ظنت نيكول ان لدى دوغلاس خططا اخرى غير مراقبتها هي ومارك وهو يعلم كيف تشعر.
-كيف حال فرانك؟
-استجاب جيدا للاطباء اليوم...وماعدوا يشكون في انه سيستعيد عافيته.
احست نيكول بارتياح لقوله هذا،لكنها شعرت انه وضع به ايضا الحد للحديث بينهما.
وجدت نيكول بدون مشاركة دوغلاس في تناول القهوة وبدون الولدين
كان الوضع في صمت مستمر يوتر اعصابها فسألته:
-ستذهب غدا الى المستشفى؟
-لا ستحتاجني المزرعة الآن.
وضع احدى ذراعيه على ظهر المقعد ينظر الى قهوته...
فاستولت الحيرة عليها...فلرده هذا مغزى ما...عيناه شديدتا الملاحظة التقطتا نظرتها المتساءلة فالتوى خط فمه المستقيم ثم قال بعجرفة باردة:
-من الأفضل ان تعرفي انني طردت دوغلاس...ولابد انه حزم امتعته وذهب الآن.
-طردته؟لماذا؟ماذا فعل؟
-هذا ليس شأنك.
-لكنه سيودع غلينا ودايفد... بالتأكيد قبل ذهابه!
-وانت؟...الاتريدين وداعه؟
-ط...طبعا،دوغلاس كان...كان سيدا مهذبا لطيفا معي...مهذبا بغض النظر عما تظنه.
فرد ببرود وعذوبة:
-انه رجل...ولا اصدق انه لم يسرق بضع قبلات.
احمر وجه نيكول بشدة وهي تتذكر قبلة دوغلاس البريئة لكن مارك بالتأكي لن يعتبرها بريئة.
-اين سيذهب؟هل قال ماذا سيفعل؟
فضحك دون مرح:
-اليس الأمرغريبا؟
انت متكدرة لذهابه اكثر منه.عندما اخبرته اني استغني عنه بدا مرتاحا...وبدا لي ان هناك خطة بينكما.
-ماذا تعني؟
كان صوتها مرتجفا تحس بالغثيان لما يلمح اليه فقال:
-ارجو الاتكوني قد خططت للهرب معه...فبأمكاني جعل حياتك بائسة.
غلى غضبها بعنف فصاحت به:
-هل ستكون اكثر بؤسا مماهي عليه الآن؟اظن ان ذلك مستحيلا.
-لقد عقدنا اتفاقا...وستلتزمين به.
-وكيف ستجبرني على هذا؟...هل ستحبسني ليلا؟هل ستضع حرسا عند الباب كلما خرجت؟انا لست عبدتك...مارك هاموند
ولست مكبلة بالسلاسل معك!

كانت يداه على الطاولة قرب فنجان قهوتها مشدودتين،لكنه بسرعة البرق اطبق على احد معصميها بغضب منتقم ومال نحوها مهددا:
-ستفعلين مااقوله لك...وسيحلو لك هذا!!

كانت ردة فعلها قاسية فبيدها المتحررة امسكت بفنجان القهوة ورمت السائل على وجهه...ارعبتها صرخته المتألمة فهبت راكضة نحو الباب،تسمع تحطم الأواني الخزفية والكراسي جراء لحاق مارك لها.
ركضت عبر الأبواب الى الليل المعتم االخالي من نور القمر...فقد حل خوفها على سلامتها محل خشيتها من ان تكون قد آذته...لكنها لم تستطع العودة لتحمل المزيد من اهاناته.واصراره الدائم على ان رغباتها ومشاعرها غير ذات قيمة له.جرحها عميقا اكثر مماجرحتها اتهاماته.
ركضت كالمجنونة تستر نفسها باوراق السنديان والبلوط.
فوصلتهما في اللحظة التي سمعت فيها الباب يصفق خلف مارك...خبأتها الأشجار السوداء عن نظره...لكن الظلمة كانت ضدها.
فأخذت تتعثر بجذوع الأشجار وها...وراح وجهها يصطدم بالاغصان المنخفضة.
وحده ضوء الحظائر كان يتسلل بين الاشجار يرشدها الى الأتجاه.
ساقاها لم تتوجها وجهة محددة,اذ كان هدفها الوحيد الفرار الى اي مكان بعيدا عن غضب مارك وانتقامه.

مغرور ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن