كنز ❤💲

81 7 5
                                    

نظرت من خلف نظاراتها الطبية إلى أسم الشركة وقارنته بالاسم في الكرت الذهبي الصغير في يدها
( D E V A C O M P A N Y ) ابتسمت بحماس من الاسم وتقدمت من الباب المتحرك ودخلت إلى الشركة وهي تنظر من حولها بنظرة تفحصية وشبه مبهورة وهي ترى الديكورات الفخمة والأرضية اللامعة والموظفين المرتدين الزي الموحد والذين يعملون كخلية نحل ينتقلون هنا وهناك ،فعلا هذه المرأة تستحق هذه الشهرة وهذه القفزة الواسعة في عالم الإقتصاد هذا، تمشت في الممر مقصدها ذلك الباب ولتلك الشابة التي ما إن رأتها حتى تقدمت بأتجاهها قالت رنيم مرحبة: اهلا وسهلا أنتي الصحفية رانيا المعيد من جريدة التحرير أليس كذلك ؟
مدت رانيا يدها مصافحة وقالت بإبتسامة عملية:
اهلا بك نعم انا هي ...
بسطت رنيم يدها وأشارت بها إلى الأريكة قائلة:
تفضلي اجلسي هنا وستقابلك شغف هانم بعد قليل ...
شكرتها رانيا وتوجهت إلى الأريكة الواسعة المحايدة للنافذة وهي تنظر حولها خرجت تلك السكرتيرة الشابة من جديد وهي تتقدم بكوب من عصير الليمون الطازج استلمتها من يدها شاكرة وأخذت رشفة من هذا المشروب المنعش في هذا الصيف الحارق إلا أن داخل هذا المكان بالتحديد لن تشعر بأي حر، حيث المكيفات الهوائية منتشرة هنا ولو كانت النار مشتعلة في الخارج لن تشعر به ، بعد مدة زمنية قصيرة تقدمت رنيم من جديد قائلة بإبتسامة :
تفضلي معي سيدتي شغف هانم بإنتظارك في مكتبها ...
حملت رانيا حقيبة يدها ورافقت رنيم بعدها اشارت لها إلى باب ضخم بأنه مكتبها ، دقت الباب بثقة وفتحته بعد أن سمعت الأذن بالدخول، دخلت إلى المكتب الفاخر الواسع والذي غلب عليه الطابع العصري باللون البني الجذاب و اللوحات المنتشرة على الجدران والتي على ما يبدو تحمل تواقيع رسامين معروفين ولكن ليس هذا ما جعلها تفرغ فاهها بل للمرأة الشابة القابعة أمامها هذه بأبسط تخيلاتها لم تتوقع بأنها هكذا ظنت بأنها ستكون سيدة في بداية الأربعينات وظهر الشيب عليها إلا أنها تبدو بالكاد في منتصف العشرينات فقط من عمرها ، أهذه حقا
(شغف مالك) يارباه ما هذا الحسن كله ، تقدمت شغف بإبتسامة رائعة ومدت يدها مصافحة لها انتبهت رانيا من يدها الممدودة لها واستفاقت من تحديقها الابله بها وبدورها صافحتها، قالت شغف وهي تشير على الكرسي الجلدي أمام مكتبها لكي تجلس عليه:
أهلا وسهلا بك آنسة رانيا تفضلي بالجلوس رجاء ...
قالت رانيا بعد أن جلست الكرسي :
شكرا لك شغف هانم ...
دارت شغف قليلا حول الطاولة وضغطت على الزر الموجود على الطاولة ثم رفعت عينها لرانيا التي تنظر إليها وقالت :
كيف تشربين قهوتك يا آنسة؟
قالت رانيا بعد أن جلت حنجرتها:
اشربها بسكر من فضلك
قالت شغف لرنيم من خلال الزر:
رنيم فنجانين قهوة واحد سادة والآخر بسكر
ثم تقدمت وجلست بالمقابل لرانيا وهي تضع ساقا على ساق،
وقالت مجددا بغموض :
اهلا بك في شركتي رانيا
بعد قليل دخلت رنيم بفنجانين من القهوة ووضعتهما وذهبت بعد أن استأذنت، قالت رانيا لشغف بعد أن خرجت مسجل الصوت الصغير من حقيبتها ووضعته على الطاولة بجانب شغف:
إذا شغف هانم هل انتي جاهزة لأسألتي ...
قالت شغف بإبتسامة وهي تمرر يدها على شعرها :
نعم جاهزة تفضلي ..
خرجت رانيا ورقة كبيرة وقلم حبر أزرق وقالت بعد أن عدلت نظاراتها:
لنبدأ أولا ... ماهو الشيئ الأساسي الذي جعل أسمك وأسم شركتك يلمع في عالم الاقتصاد بالفترة الوجيزة هذه ونافستي من شاب شعر رؤوسهم في هذه المهنة؟ ..
قالت شغف بثقة وعملية :
التصميم والاجتهاد بالإضافة إلى العقل التجاري ، والأهم أنا أملك طاقم عمل مبنيون على الصدق والامانة في العمل واخترتهم بعناية لكي نقوم بهذه المهمة سويا ووصلنا إلى مرحلة من الاحترافية في مجال عملنا هذا، كما تعلمين بأن يدا واحدة لا تصفق لذلك أنا وفريق عملي أسسنا مع بعض المشاريع التي ترينها ...
استفسرت رانيا قائلة :
ماهو مشروعك القادم إذا هل سيكون كغيره من مشاريعك السابقة مثل إفتتاح متاجر وأسواق تجارية ؟ ...
عدلت شغف جلستها وقالت :
مشروعي سيكون مختلف هذه المرة وسيكون من أضخم المشاريع التي قمت بها انا وغيري سابقا ، سيكون شيئ من الخيال بالفعل ...
قالت رانيا مبتسمة :
هل لك ان تطلعينا على أسمه؟
قالت شغف بإبتسامة وإمائة:
مشروعي سيحمل اسم ( أتلانتا )
قالت رانيا بحماس :
جميل .. ولكن لقد لاحظت شغف هانم لماذا تختاري دائما أسامي أجنبية غير مألوفة لمشاريعك وحتى اسم الشركة هو أجنبي كذلك ؟
قالت شغف بتلقائية موضحة :
لأن الاسامي الأجنبية والغريبة على الأشخاص تؤثر بهم أكثر ويكون مميز ولها أثر على السامع أيضا أكثر من الاسامي المألوفة المعتادة
اؤمات رانيا متفهمة وقالت :
متى إذا ستقومين بأستفتاح ( اتلانتا ) وهل ستكون الصحافة حاضرة آنذاك؟ أم كالعادة سوف تستفتحيه بدونها ؟
اخذت شغف رشفة من فنجانها قائلة :
قلت لك بأنه سيكون مختلف عن مشاريعي السابقة بكثير وسأقوم بترويجه من خلال سبق صحفي وإعلاني ضخم ...
ثم اردفت ضاحكة :
يعني هذه المرة ستكونون موجودين بالتأكيد ..
أجابت رانيا بإبتسامة :
أمل ذلك ... واتمنى لك النجاح
بادلتها شغف الإبتسامة بالمثل قائلة :
شكرا لك عزيزتي
تنتحت رانيا قليلا من مكانها وقالت محتفظة بابتسامتها السابقة :
دعينا نتكلم قليلا عنك سيدتي فالكل متشوق ليرى ويسمع عن خلفية صاحبة هذه التنفيذات الرائعة ...
ابتسمت شغف بغموض وخاطبت نفسها( ها قد جاء الهدف الحقيقي من هذا اللقاء )
قالت رنيم وهي تشيك على الأسئلة المعدة بالقائمة ونظرها على الورقة :
من هو أكثر شخص يحفزك على نجاحك ؟
قالت شغف بحنان ظهر في صوتها :
نعم أكثر شخص يحفزني على نجاحي وعلى حياتي ككل هو إبني ..
قالت رانيا متفاجئة :
ابنك ؟ هل انتي متزوجة ؟
ضغطت شغف بأصابعها على ذراع الكرسي الجالسة عليه دون أن تتغير ملامح وجهها :
أنفصلنا انا ووالد ابني قبل ثلاثة سنوات تقريبا ..
نظرت رنيم لها وهي تفكر بالطبع واحدة بجمال هذه لن تبقى إلى هذا الوقت وهي لم تتزوج بعد ثم تنحت قائلة بجرأة :
هل كان لزوجك دور في بناء شركتك هذه ؟
قالت شغف وهي تمرر لسانها بخفة على طرف شفتيها :
هذه الشركة أساسا كانت أحد املاك زوجي ولكن وقتها كانت عبارة عن شركة صغيرة بطابق واحد فقط وعندها أنا عملت على تطورها وهي على الهيئة التي ترينها الأن ...
قالت رانيا مستفسرة :
هل زوجك أقصد طليقك من البلد هنا ام هو أجنبي؟
ضحكت شغف باستمتاع بالحديث وهي تصل إلى مبتغاها تدريجيا وقالت :
لا ليس اجنبي زوجي السابق من هنا وهو شخصية عامة
رفعت رانيا أحد حاجبيها وقالت بأهتمام :
حقا ؟ ومن هو إذا ؟
ابتسمت شغف بخبث ولفظت حروف اسم اشتاقت شفتيها أن تقولها :
......................................................
.........
.....
....
عزام ..عزام نصر الدين
توسعت عينا رانيا بقوة وقالت بعد أن الجمتها الصدمة من الاسم الذي سمعته منها :
اللواء عزام أحد جنرالات الدولة النخبة زوجك ؟
قالت شغف بجمود موضحة :
زوجي السابق
قالت رانيا وهي لازالت على صدمتها :
أنتي والدة ( علي ) ابنه الوحيد إذن ؟ وانتي زوجته الأولى ؟
اؤمأت شغف وهي تراقب علامات الصدمة من على وجه رانيا باستمتاع
طوت رانيا الورقة الكبيرة التي بيدها ووضعتها في حقيبتها، ابتسمت شغف وقالت :
هل إنتهت المقابلة آنسة رانيا ؟
نفت رانيا برأسها وأجابت : بالطبع لا شغف هانم ... بل الأسئلة الموجودة والباقية لم يعد لها فائدة ...
ضحكة قصيرة أصدرتها شغف وهي تنتظر باقي أسألتها والتي بالطبع لن تبخل عليها بالإجابة ولن تراعي ولا الخصوصية
عدلت رانيا تنورتها الرمادية وجلت حنجرتها وانهالت عليها بالأسئلة
.........................................
"بعد تقريبا ساعة ونصف ساعة"
وقفت رانيا على طولها ومدت يدها مصافحة لشغف التي بدورها هي وقفت أيضا قائلة :
اشكرك على وقتك الذي اعطيتيني اياه في سبيل هذه المقابلة شغف هانم
رفت شغف بأهدابها وقالت :
العفو آنسة رانيا سررت بلقائك
قالت رانيا بعد أن حملت حقيبتها : وأنا أكثر ، ولكن سيدتي هنالك أمر أخر أريد أن أطلبه منك يخص اللقاء الذي سينزل بالصحف
رافقتها شغف إلى باب المكتب قائلة :
وما هو؟
قالت رانيا وهي تتوجه معها :
يلزمنا جلسة تصوير لك لكي نطبع صورتك بجانب المقال
توسعت ابتسامة شغف وهي تفتح الباب :
في اي وقت تريدينه قبل نهاية هذا الاسبوع أنا جاهزة
وقفتا كلا الامرأتين وقالت رانيا بسعادة :
ما رأيك بغدا في نفس الصحيفة التي أعمل بها ؟
عقدت شغف يديها إلى صدرها قائلة :
حسنا غدا إذا، وبطاقتي بالتأكيد معك وعليه رقمي كلميني قبل الموعد لكي اكون مستعدة اؤمات رانيا وقالت بتأكيد :
طبعا سأكلمك، موعدنا غدا إذا إلى اللقاء ...
خرجت رانيا من المكتب وابتسمت للسكرتيرة ثم أخرجت الهاتف المحمول من حقيبتها وطلبت اسما ،
بعد برهة رد عليها الصوت الرجولي ولم تدعه يكمل كلامه وهي تقول بحماس :
كنز يا أيمن كنز قمت بلقاء سيكسر الدنيا بعد دقائق من نزولة فقط ، أحداث وحقائق ستجعل صحيفتك من الصحف الأولى بالبلد .....

ثورَّة الشكْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن