أسيرة 🔒♥

64 4 12
                                    

وعدتك...
بذبحك خمسين مرة..
وحين رأيت الدماء تغطي ثيابي
تأكدت أني الذي قد ذبحت..
*نزار قباني*
...................................................... في أبسط خيالاتها لم تتوقع بأن يأتي هو بنفسه إلى هنا اللعنة هو غاضب هذا الهدوء يسبق هدوء ما قبل العاصفة ( وهو المطلوب )

تنهدت مغمضة عينيها، رباه مر وقت طويل لم تراه بها ،ثم فتحتهما لتكشف عن فيروزيتيها البراقتين متأثرة حتى بصوته العميق ، تقدمت منه ببطء وجلست بجاور الأريكة التي يجلس عليها ،وضعت ساقا على ساق وابتسامة خلابة رسمتها على شفتيها الملونتين بلون أحمر صارخ وأ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تنهدت مغمضة عينيها، رباه مر وقت طويل لم تراه بها ،ثم فتحتهما لتكشف عن فيروزيتيها البراقتين متأثرة حتى بصوته العميق ، تقدمت منه ببطء وجلست بجاور الأريكة التي يجلس عليها ،وضعت ساقا على ساق وابتسامة خلابة رسمتها على شفتيها الملونتين بلون أحمر صارخ وأخذت تلعب بخصلة من شعرها الأسود الطويل وقالت وهي تلعب بها :
ولما سيادتك تريد حضور حفل زفافي؟
قال بعد صمت قصير وهو يمد يده بطولها على ظهر الأريكة من خلفه يرفع رأسه وينفذ دخانه عالياً:
لأرى أية حيوان ذلك الذي سيتجرأ ويفعلها
ارجعت تلك رأسها إلى الخلف بدلال وصوت ضحكتها الرنانة والانثوية ملأت الصالة الواسعة :
أعترف بأنك تغار حبيبي
لم يرد عليها ومازال على جلسته السابقة ، وقفت على طولها وأنحنت تخلع حذائها الأسود ذا الكعب العالي
وتقدمت وجلست بجواره ، مقربة جسدها من جسده وتدني بوجهها من وجهه تنظر إلى جانب وجهه ، تمرر يدها على صدره ببطء والدخان الناجم عن سجائره يحيط بهما من كل مكان كهالة خاصة بهما وكأنه يعزلهما عن العالم بأسره ، بعد برهة قالت وهي تضع شفتيها على خده دون أن تقبله وشعيرات ذقنه النامية تخدش ذقنها الناعمة كالأشواك :
مر زمناً طويل لم أراك بها يا أبا علي
ثم أحاطت رقبته بيدها تمررها على شعره الأسود القصير من الخلف وهو لا يزال ينظر أمامه بعدم مبالاة ويتجاهلها مغمض عينيه وسيجارته بين شفتيه يدخنها بشراهة ، استدنت شغف برأسها على كتفه وتنهدت بقوة مستنشقة عطره الثقيل الممزوج برائحة السجائر بنهم خالقاً مزيج سحري لحاستها الشمية ، نزلت دمعة يتيمة على قميصه من ناحية كتفه ، بعد برهة شعرت بذراعه التي يستند بها على الاريكة تحيط بوسط جسدها وابتسمت ببطء ، رفعت رأسها ونظرت إليه وكان ينظر إليها بخمول نمراً مرقط ، كم من الوقت ظل هكذا ينظر إليها ، أسيرة للألماس الأسود، إلا أنه لا يهم كم من الوقت يحتاج ليسجنها في عمق عينيه فهو ما أن ينظر إليها بهذه الطريقة تهوى إلى القاع وتنزل الزنزانة الحديدية حولها وتتكبل يديها ، ولكن تقبل أن تعيش بسجن طالما هو سجانها وتقبل ان تجلد طالما هو جلادها ،
داعب خصرها بنعومة تذيب الصخور ، وقرب وجهه من وجهها ببطء، شدت نفسها للأعلى أكثر وهي تنتظره بشوق مضني أغمضت عينيها وانفرجت شفتيها تريد أن تشعر بملمس شفتيه القاسيتين، لم يصبح سوا على بعد شعرة واحدة منهما إلا أنه تجاوزهما وقرب شفتيه لأذنها وهمس بخفوت :
اذبحك بيدي أنتي وهو أقسم
نهضت من مكانها مبتعدة عنه تزم شفتيها بغضب وقالت بسخرية وهي تنظر له أسفلها :
الأمر ليس حكرا لك وحدك معاليك
صرخ بصوت ملأ الأرجاء ونهض مكانه وضغط بيديه على رقبتها :
لا تصرخي هكذا يا ملعونة حياة مع أحد غيري لن تحصل امرأة نامت بحضني لن تنام بحضن رجلا آخر أفهمتي ؟!
دفعها لخلفه ومسح بيديه على وجهه المسود من الغضب وعروق عنقه برزت من تلك الصورة التي رسمت بمخيلته لهذه المرأة مع رجلا آخر دفع بقدمه المنضدة الموجودة أمامه وقعت وانكسر الزجاج الخاص بها
ارتعبت شغف ورائه منه وهي التي تعرف كم استفزته وهو الذي نادرا ما يغضب فهو ببروده فقط يجعل أعتى الرجال تهاب منه وبحركة واحدة منه يجهر خنجره وينحرك نحرا، فكيف بغضبه أخذت نفسا عميقا ومسحت على رقبتها واستعادت قليلا رباطة جأشها التفتت للخلف ورأت طوله المهيب وعرض ظهره، قميصه الأسود الذي يلف حوله حزام خاص كجعبة لمسدساته هذا غير مسدسه الموجود على خصره صورته وهيأته هذه جعلت منه سفاحا وشخصا موجب عليك أن تخشاه علو وهبوط كتفيه دليل على تنفسه وغضبه الشديد تقدمت ولمست ببطئ ظهره العريض لفت يديها السمراوتان حول خصره وضغطت بوجنتها على ظهره وخرج صوتها متقطعا وغاضبا :
لماذا تزوجتها إذا ؟
مخطئ إن ظننت بأن كسر إمرأة يكون بأخرى يا عزام ... مخطئ
أمسك يديها ومسح يديه على ذراعيها الفتيتان ارتجفت من لمساته الباردة وأصابعه الثلجية تجعلها تحترق وكأنها عود ثقاب تشعل فتيل المشاعر بداخلها، تأوهت قليلا ومسدت بوجنتها على ظهره وكأنها قطة ترجو عطف صاحبها، وهو لم يكن أفضل حالا منها ما أن سمع تأوهاتها أدارها من خلفه وجعلها أمامه بحركة سريعة وكأنها لا تزن شيئا لف بذراعه القوية خصرها وجذبها إليه ألتصقت شغف به ورفعت وجهها له انفرجت شفتيها وتنفست بعنف دليل على ثوران مشاعرها، أنفاسها تضرب صدره الأسمر الظاهر من مقدمة قميصه نظرت لعمق عينيه السوداوتين ورأت بهما شيئا لا يفسر لم تستطيع ترجمته، نظرت لشفتيه مجددا وهي تراه يتحركان ببطء ويشكلان حروف قاسية ويبث بسمومه على صفحة وجهها :
ليس عزام من تأتي برأسه أفكار النساء السخيفة هذه
أغمضت عينيها وفكرة امرأة أخرى تكون قريبة بالقرب منه كأقترابها الأن تقودها لحافة الجنون فتحت عينيها بقوة لن تبكي لن تبكي وقالت وهي ترف بأهدابها :
إذا ما الذي جاء بك إلى هنا بعد هذا الوقت كله؟
التوت شفتي عزام بسخرية قائلا :
ذلك المقال السخيف بالطبع ، والهراء المكتوب به ..
قالت شغف بجمود وقساوة تضاهي قسوته :
وماذا به ؟ أنا تعبت حقا ولم أستطيع فكرة التحمل للعيش وحدي ، أم ظننت بأنني سأضل بقية عمري عزباء
أغمض عزام عينيه ونفى برأسه بتوعد وهسيس أنفاسه مسموعة وكأنها في حضرة الشيطان هجم عليها ودفعها إلى الحائط خلفها ضغط بأصابعه على فكها ودنى بوجهه من وجهها حتى أحست بأن عينيها ستخرجان من محجرهما :
" أقسم بالله أن أخرج لك من بين أنفاسك أن رأيت فقط رجلا سيلمس شعرة منك خيرا كان ام شرا "
سحب مسدسه من خصره ووضعه أمام وجهها نظرت للمسدس برعب ثم حولت نظراتها إليه وهي لا تستطيع أن تتفوه بحرف :
"أقتلك بهذا أفهمتي فقط إن رأيت رجلا يتواجد بالقرب منك وها أنا اقسم من جديد بحياة وحيدي إن كل ما رأيته مني سابقا لم يكن إلا الجانب الحسن مني وسترين مني شيئا لم ولن تريه من قبل "
ظلت تنظر إليه برعب وقلبها يكاد يخرج من بين اضلعها تبا انها تتألم بفعل اصابعه ، رويدا رويدا تراخت يديه عن فكها مرر أصابعه بنعومة على وجهها ينظر إليها بشهوانية كأنه لم يرى نساءا من قبل استبدل اصابعه بشفتيه وأصبح يقبل كل أنش في وجهها ، عيناها ، وجنتاها ، انفها ، ذقنها الناعم وعندما وصل إلى شفتيها تلكئ هناك قليلا ثم شد شفتها السفلى بأسنانه وقضى على كامل شفتيها وكأنه تائه في صحراء ووجد بركة ماء يرتوي يرتوي ولا يشبع تدريجيا أصبحت القبلة أكثر جنونا لفت شغف ذراعيها حول رقبته وهي لا تستطيع مجاراة قبلاته ولا تفكر بذلك حتى بسبب تتاليها وخشونتها فقط تستند برأسها على الحائط من خلفها تترك له حرية تجول يديه على جسدها يكتشفها وكأنه لم تكن زوجته ولم تنم معه على فراش واحد من قبل ما زال مسدسه قابعا في يديه يبطء قليلا في قبلته بكل شاعرية ثم يصبح أكثر عنفا يتنفس قليلا ثم يبدأ من جديد لم تعرف كم من الوقت مضى وهما هكذا ، خمس دقائق ... نصف ساعة ... ساعة ... لا تعلم إلا أنه بالنهاية أنسحب ونظر لها بخمول وهي محمرة الوجنتين وعيناها الزيتونيتان تلمعان ببريق منتشي وهنالك دموع عالقة برموشها السوداء الطويلة مد يده وتحسس رموشها رفت بهما ونزلت دمعتان كاللألأ ، قبل عينيها ببطء وأستند بجبهته على جبهتها وقال لها وهو يتلقف انفاسه :
" أكرهك "
رجع بها إلى الوراء ورماها مجددا على الأريكة استلقى فوقها وعقد معصميها فوق رأسها ككلابيتين من حديد ، أثناء هجومه عليها كانت شغف كمن الفاقدة وعيها ، تريده وتشتاق له بقوة ، نست المكان والزمان ووضعهما وتفاعلت معه بشدة ، تملصت من قبضته رافعة نفسها للأعلى وحررت معصميها، مدت يديها لأزرار قميصه و فتحتهم الواحد تلو الآخر ، نزل عزام بشفتيه من على شفتيها ودفن وجهه بعنقها ويمطرها بالقبلات وأثناء عاطفتهم المجنونة ، رن هاتفه ولم يبالي به طبعا، لكن شغف رنين هاتفه كما كان إنذار من عقلها الباطني يوقظها وينبئها بوضعها هذا ، فجأة دفعته من عليها بصعوبة بالغة وعدلت جلستها، مدت يدها لبلوزتها المرمية على الارض ولبستها بأصابع مرتجفة بعد أن خلعه لها وكاد أن يمزقه ، مسحت بكفها على وجهها ولا يزال تنفسها الشديد يعبث بحركة صدرها المتفجر أنوثة، أحست بشفتيه تضع على كتفيها أمالت برأسها جهة رأسه تعقد حاجبيها،

 لا تعلم إلا أنه بالنهاية أنسحب ونظر لها بخمول وهي محمرة الوجنتين وعيناها الزيتونيتان تلمعان ببريق منتشي وهنالك دموع عالقة برموشها السوداء الطويلة مد يده وتحسس رموشها رفت بهما ونزلت دمعتان كاللألأ ، قبل عينيها ببطء وأستند بجبهته على جبهتها وقال له...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شعرت بذراعه تلتف حول خصرها وقربها منه حتى أصبحت شبه جالسة في حضنه ، استدارت له بنصف جسدها وقالت وهي تنفي برأسها :
ليس هكذا
ثم اردفت قائلة بصوت متكسر :
أنت لم تدع أي مجال لنجتمع سويا ومجددا يا عزام ...
فجأة اسودت عيناه بقوة وتركها ناهضا من مكانه، أغمضت عينيها وهي تشعر بصقيع الأموات بعد أن كان يحوطها الدفئ، حمل سترته المرمية على الاريكة بحركة عنيفة وغادر بخطوات غاضبة ومسموعة، دون حتى أن يبالي بغلق أزرار قميصه المفتوح حتى منتصف معدته ، فتحت عينيها بعد أن أتاها صوت غلقه لباب الشقة بقوة ، ضربت بيدها على الأريكة أسفلها ضربات متتالية ثم اسندت جبهتها على يدها وانخرطت في موجة بكاء وانهيار شديد،
وظلت تبكي وتبكي كأنه نهاية العالم تندب حظها الذي جعلها هائمة به وقلبها الضعيف الذي هو مهلك من شدة عشقها له........
بعد أن هدأت قليلا مسحت جانب أنفها ونهضت بتثاقل إلى غرفتها مباشرة واغلقت بابه خلفها خلعت عنها ملابسها بالتدريج ودخلت إلى الحمام اخذت حماما طويل وخرجت بالمنشفة ووجها محمر ولكن ملامحها باردة وقاسية وكأنها ليست تلك منذ قليل
بعثت برسالة إلى الخادمة لكي تأتي في الصباح الباكر وتنظف ذلك الإعصار الذي حدث في الخارج فهي بالتأكيد لا تريد أن ترى آثار ما حدث في الصباح لعلها تكون قد رأت كابوسا واختفى ، اندست تحت الأغطية وغاصت بالنوم لأن غدا ينتظرها يوما طويل للغاية والايام القادمة أطول
......................................................
((أحبه ، وبيني وبينه ألف موعد حب ... يحاربه تريليون موعد فراق ومفرق عتاب ، ولحظة نسيان، وسقف من الكبرياء .. أحبه، وبيني وبينه ألف قبيلة وطائفة ومذهب .. أحبه، ولا أعلم إن كان يحبني أو أنه رافض لحبي .. فحبه جرم، وقربه إجرام ، وبعدي عنه سيكون بمثابة مجزرة ستزلزل كل أنحاء الكون دون إستثناء .. أحبه، وليتني ما أحببته يوما وياليت حبه ماكان ))
......................................................

ثورَّة الشكْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن