غاضب منك غضباً شديد
و اتوعدك بوعيد
و ابحث عنك حتى بين الوريد
أتخيلتي بأن بعدك سيفيد
والله هذا لم يجعل الا جنوني يزيد
و ما تبقى ذرة من انسانيتي أصابها التبليد
لماذا يا سيدتي اخترتي الطريق البعيدغاضب منك سيدتي ...
و غضبي يشبه ليلة ماطرة مليئة بالعواصف والرعيد
أين ستختبئين مني وانت تعرفين اصراري ورأسي العنيد
هل يا ترى ستقوين على فراق حضني العتيد
وانت التي كنت بين يدي بوداعة قطة تتمسح بساق صاحبها بتمسيد
#بقلمي
.....................................................كانت تمشي بالممر المؤدي إلى غرفة مكتبها بعد إجتماع دام ساعتين بينها وبين الشركة المنافسة لها وانتهى الامر برفضها لعروضهم
ابتسمت بسخرية
يريدون منها تأجيل مشروعها وتبني شركتها مشروعات أخرى تخصهم مشيرين بأنه عرض مغري و مشروعها السياحي ليس إلا مضيعة للوقت ويجب لشركتها أن تسير على التخصص الذي دخلت منه ، يالا هذه السياسة المتبعة في إفشال وإعاقة إطلاقها للمشروع المترقبوقفت رنيم بإبتسامة واسعة قائلة :
اهلا سيدتي ... هنالك ضيف بإنتظاركاقتربت منها شغف تغضن جبينها متسائلة :
حقا !؟ من ؟ لا أذكر بأن هناك من سيأتي لزيارتي اليوم ...
قالت رنيم بضحكة قصيرة :
ضيف فريد من نوعه .... متأكدة بأنك مشتاقة له كثيرا
نظرت شغف لها بحيرة ... لم ترد عليها وتوجهت لمكتبها ... ركضت من مكانها ما أن رأت الجسد الصغير الجالس على الكرسي أمام طاولتها يعقد يديه أمام صدره ويرفع رأسه ناظرا أمامه بصمت ...
صمت لا يليق بسنوات عمره الخمسة
...
اقتربت منه بلهفة وجلست بجانبه ، أخذته إلى حضنها وضمته إلى صدرها بشوق تغمض عينيها وتدس أنفها في شعره الأسود الناعم تستنشق رائحته بجنون وكأنها تشم إكسير الحياة ، شددت من حضنها له ما أن شعرت بذراعيه النحيلتين تحيط بكتفيها
لم تره منذ شهرين تقريبا ، وهي تكاد أن تصاب بالجنون من شدة شوقها لفلذة كبدهاابتعدت عنه تحيط وجهه الناعم بكفيها ناظرة لعينيه الخضراوتين الغامقتين اللتان تشبهان عينيها إلى حد كبير كما هو الحال مع باقي ملامح وجهه الصغير ...
تقبل وجنته بنهم قائلة بعد أن غطت مقلتيها سحابة دموع خفيفة :
حبيبي ... اشتقت لك ... الم تشتاق لماما ؟اؤمأ قائلا بهدوء :
نعم أمي اشتقت لك
تأوهت بسعادة وهي تنهال عليه بالقبلات وتردد من بين قبلاتها :
هل حبيبي كبر لدرجة أن يناديني أمي بدل ماما ...
انت سبب تمسكي الوحيد بالحياة يا قلب أمك ...قال علي الصغير بفخر :
نعم أمي ... قال لي والدي بأنني أصبحت رجلا ولا يجوز أن أنادي ماما وبابا كالأطفال ...ضحكت من قلبها بشدة وهي تمرر بإبهامها على وجهه قائلة :
معه حق لقد أصبحت رجلا بحق ... رجلي انا ...
ثم اردفت قائلة وهي تمسك بيديه الصغيرتين :
ما رأيك أن نذهب إلى البلدة أنا وأنت ... ونزور جديك هما أيضا مشتاقين لك ...
أنت تقرأ
ثورَّة الشكْ
Romanceوقعت عيناي على عيناه وعلقت هُناك كيف لعينان بشرية طبيعية أنّ يكونان بِهذا العمق والسواد كبحر اسود جذاب ، صافي وغدار كُلما غُصت فيِه وانجرفت مع الموج وتقول بأنها النهاية تكتشف بأنك لازلت قابعاً مكانك ولا زال هناك المزيد من الأسرار والغموض، فأحتار في...