صورة 💙

62 5 7
                                    

تنظر للجريدة أمامها بجمود، الجريدة التي نزلت البارحة وضجت ارجاء المدينة وأصبح حديث الناس الشاغل،
تنهدت بضعف وهي ترى صورة المرأة الفاتنة أمامها ولأجمل ما أبدع الله في خلقه ، كانت على علم تام بأن المرأة التي كانت تسبقها بزواجها من عزام تأخذ مساحة واسعة ومرتبة عالية في حياته ، فهي التي أعطته اغلى هدية وهو "علي" الصغير ، لطالما كانت ترغب بطفل يأخذ كامل اهتمامها ويملئ بضحكاته الطفولية حياتها رغم معرفتها بأن "علي" سيبقى الأحب والأول بكل شيئ في حياة عزام
ربما لأنه بكره او ربما لأنه .... منها،
رغم ذلك كله لم تكن ستهتم بهذا الشيئ فطفلها سيكون لها وألحت عدة مرات على عزام بأنها ترغب بطفل ،
ابتسمت بسخرية فهذا الكلام كان قبل 3 أشهر من الآن وتحديداً في ذلك اليوم التي دخلت به إلى مكتبه لكي تجلب له ملفاً قد طلبه وأثناء بحثها بين الدروج رأت شيئاً جعلها مسمرة مكانها، رفعت صورة المرأة الشابة الصغيرة

بيدها وهي تنظر لها وتفاجأت من وجودها هنا وتسألت بينها وبين نفسها عن هوية هذه الفتاة ، وقتها لم تكن تعرفها ولم ترها في حياتها لكن نظرا للشبه الكبير بينها وبين علي عرفت بأنها "الشغف" لكن هذه تبدو صغيرة وكأنها للتو دخلت في العشرين من عمرها يبدو عزام ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بيدها وهي تنظر لها وتفاجأت من وجودها هنا وتسألت بينها وبين نفسها عن هوية هذه الفتاة ، وقتها لم تكن تعرفها ولم ترها في حياتها لكن نظرا للشبه الكبير بينها وبين علي عرفت بأنها "الشغف" لكن هذه تبدو صغيرة وكأنها للتو دخلت في العشرين من عمرها يبدو عزام أكبر منها على الأقل بثمانية سنوات لكن صورتها بالجريدة تختلف بقليل تبدو أكثر نضجا هناك ، استغربت بشدة من رجل كعزام أن يحتفظ بصورة إمرأة رغم أنهم مطلقين منذ ثلاثة سنوات فرجل بشخصية عزام لا يعترف بهذه الأمور بتاتا ولا يلقي لها بالا لكن يبدو بأن هنالك نساءا خلقوا خصيصا لكي يكسروا هذه القاعدة، بالتأكيد هي لا تغار عليه أو وصلت معه إلى مرتبة الحب هذا لأن عزام لم يشعرها ولا مرة بأنه يكن لها ولو القليل من هذه الكلمة أو يحسسها بأنها أنثى عاشقة ، ولكنها بالنهاية زوجته ولها كرامة أيضا
ومنذ ذلك الحين هي تأخذ حبوب مانع حمل بدون علمه وشكرت الله بأنها لم تحمل فهي ليست مستعدة إن تطلقت منه أن يأخذ أبنها من حضنها وقتها ستفقد عقلها لا محالة

لم يأتي البارحة إلى المنزل إلا في ساعات الصباح الأولى، أتى وتحمم ولبس ثيابه وذهب ، هذا حاله دائما بالكاد تراه ، حتى علاقتهما الزوجية يطغى عليها البرود يعاشرها لبضع من الوقت ، ثم يجلس على الكرسي ويبقى جالسا هناك حتى الفجر ، يشرب كأسا ويدخن السجائر بنهم شاردا البال ، لم تكن تعرف سبب تصرفاته هذه في بداية فترة زواجهما وكانت تظن بأنه فقط مشاكلا في العمل ، لكن مع الوقت أصبحت بحاسة الأنثى تشعر بأن هنالك إمرأة سبب مزاجيته هذه، وتأكد لها الأمر بعد رؤيتها للصورة ، لم تستطع أن تتفوه بكلمة خوفا منه طبعا ، ومن غير شيئ هي حساسة ولا تتحمل أي كلمة ، حتى بأنها لم تذهب اليوم إلى الجمعية خوفا من مواجهة نظرات سيدات الجمعية ، فكيف أن صرخ عليها ، تستغرب بشدة من قوة وجرأة المرأة التي تحدت الجنرال "عزام نصر الدين " على ملأ العالم وأقرت بلسانها بأنه لا يهمها ولا يعني لها شيئ أبدا، ربما هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلها عزام تتربع على عرش قلبه
......................................................
في غرفة معزولة عن العالم كليا خالية من معالم الحياة والضوء سوا من إنارة صغيرة معلقة في السقف تتحرك مجيئا وذهابا ، واثاث لا يمكن تسميته اثاث أصلا يحاكي قصص عن شتى أنواع التعذيب الذي تعرض له العديد و العديد من الأشخاص ، يقف منتصب القامة ببدلته العسكرية التي صممت خصيصا له والتي زادته هيبة ووقار، واضعا يديه خلف ظهره فارجا بين ساقيه قليلا وقفة تميزه كرجل حرب، وامامه شخصا هزيل البنية جالسا على الكرسي مربوط بسلاسل حديدية من قدميه ويديه والدماء تغطي وجهه وجسده بأكمله ، نظر لكابوسه أمامه بضعف ووهن ثم نظر إلى الأسفل غير قادرا على النظر أكثر له، تقدم منه ببطء ووضع إحدى قدميه على الكرسي الجالس عليه ، ثم أمسك بمقدمة شعره ورفع رأسه إلى الأعلى وقال بصوتا أرعب الجالس أمامه :
ألن تقول لي من هو الرأس الأكبر الذي أرسلك للجحيم ؟
قال الرجل الضعيف وهو يرتجف ببكاء :
اقسم لك يا سيدي بأنني مجرد عبد مأمور ،وأنا لا اعرف إلا ذلك الرجل الذي كان وسيطا بيننا وبين أشخاص عدة
استدار عزام وأصبح يفك أزرار سترته العسكرية وساعة يده الفاخرة أيضا ومدهم للشاب العسكري الموجود بالغرفة الذي تقدم منه وتناولهم من يده ، أمال ذلك الضابط برأسه إلى زميله وقال بخفوت :
بالتأكيد لن يخرج حيا
اؤمأ الآخر رأسه بتأييد، وهو يرى اللواء ببلوزته النصف كم السوداء ، يستدير وينهال عليه بالضربات بقبضته وصوت صراخ الرجل واستنجاده بالجنرال يملئ أركان الغرفة، مد عزام يده خلف ظهره وسحب سلاحه الشخصي من خصره وأطلق النار على فخذ الرجل وقال وهو يرفع صوته فوق صوت صراخه :
تخونني يا إبن الكلب ... تخونني
من اين واتتك الجرأة لتفعلها يا حقير
قال الرجل الذي ينزف بغزارة :
أقسم بالله يا سيدي بأنهم هددوني بعائلتي ... هددوني بقتل ابنتي
رفع عزام قدمه وضغط بحذائه الجلدي الأسود على فخذه وقال وهو يكز على أسنانه :
لما لم تخبرني هاا ؟ لما ؟ ، كنت لتقول لي وأنا كنت اعطيتك الأمان ولكن دماء الخيانة تمشي بدمكم

ثورَّة الشكْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن