03

2.9K 429 41
                                    


.
.
.

" لتكن آخر زبون رجاءاً "

حدقت بظهر الرجل الذي خرج من البقالة بعد محاسبتي له لأنظر لساعة رسغي بتعب حين تبقى خمس دقائق على انتهاء دوامي

لأخلع مئزر العمل وارتدي معطفي للخروج من هنا وأنا أنظر لزميلي الذي يرتب الأرفف

" هيي هوسوكااه سأغادر الآن احرص على إغلاق المكان ، المفاتيح داخل الدرج "

" حسناً غوميآاه انتبهي في الطريق وراسليني حين تصلين لمنزلك حتى أتأكد انكِ وصلت بأمان "

نبهني كالعادة يلقي بلوح شوكلاتة نحوي لألتقطه بمهارة وأشكره ، لطالما كان هوسوك لطيفاً جداً , وهو يكبرني بعامين لذا هالة الأخ الكبير تحوم حوله دائماً حين يكون معي

ابتسمت له وحين كنتُ على وشك الإلتفات صدر صوت الجرس وهذا يعني

" هل المتجر مفتوح ؟"

تباً لحظي

" أجل "

نطق هوسوك وهو يؤشر لي بالذهاب قائلا ' بأنه سيتولى المحاسبة'

" أنا حقاً أحبك "

نطقت بإمتنان أغادر البقالة حتى وصلت لإحدى المقاعد العامة

جلست عليه أشعر بإرهاق شديد وبجوعِ أشد لذا فتحت غلاف لوح الشكولاتة وبدأت بأكله

وفي تلك اللحظة تحديداً تذكرت والدتي وكيف كانت تعد الطعام الشهية لي

" لقد اشتقت لها "

ولا أصدق انني لا أملك حتى المال لزيارتها في جيجو منذ قرابة سنتين

اتكئتُ بظهري أتنهد بعمق لأشعر بحرارة جسد آخر خلفي وكم كانت رؤوسنا قريبة من بعض

كل شئ على ما يرام هذا ما أقوله

ولكن ليس هذا ما افكر به صدقاً

تلك النوتات المريحة لسمع اقتحمت فجوة أذناي من جديد مرسلاً دفئاً غريباً لي في هذا الطقس البارد
وكأني شعرت بوالدتي تحظنني بدفئها المشابه

عُقدت لساني ولم أجرؤ على مقاطعة الأغنية لأسألهُ لذا حين وقف يسيرُ مبتعداً

حاولت اللحاق به ليخونني قدماي الهزيلة التي تشنج من كثرة الوقوف عليها ولم أستطع الوقوف

لذا مجدداً راقبت ظهره وهو يسير حاملاً أكياساً المشتريات لأستوعب بعدها انه تلك الزبون الآخير التي تركته لهوسوك

تاركاً فرصة آخر

.


.
.

_______

يب غايز هبهب الحب ظهر 🎊👐
توقعاتكم لرواية ...

أوستحيث تعيش القصص. اكتشف الآن