إنها مجزرة على هيئةِ زِفافو نحنُ البيادق, ذوي الأقنعةِ لا تبينُ هويّةُ أيِّ واحدٍ منهم , كل من يسير في هذه الصالةِ و يقهقه كان دون هويّة..
وقفتُ في احدى الزوايا اراقبُ الحضورَ قبل ان انتقل الى الخارج,
" هل نذهب؟"
سمعتُ صوتاً أتى بعد ان استقرت كفٌ على كتفي.. فالتفتُ لأرى سيهون خلف قناعه.. كان من المفترضِ ان انظر اليه لكنني رأيتُ شيئاً اشدّ ازعاجاً بالنسبةِ لي خلفه, فقد كانت العروسُ ذاتَ الفستانِ الأبيضِ تنزل من اعلى الدرجِ المخملي الذي نزلت خلف تشانيول من خلالهِ منذ وقتٍ قصير.. وهي الأخرى ترتدي قناعاً, كان تشانيول يقفُ في انتظارها, ودون النظر اليها, رفع يدهُ للأعلى قليلاً حتى تمسكَ بها و يساعدها على النزول..
بقيتُ متصنماً في محلّي..
البراكينُ تُنذر بانفجاراتٍ قادمة لكنني لا ازالُ ثابتاً..لا بأسُ فهو لا ينظر اليها, مهلاً هل كُنت اواسي نفسي بمثل هذه الطبطبةِ الطفولية؟..
سارا معاً, يتبعانِ السجادَ الأحمر الذي لا يسيرُ فوقه سواهما باتجاه القسِّ الذي سوف يتوجهما زوجاً و زوجه..
لا استطيع على الاطلاقِ رفع عيني عنهما... بل عنهُ هو.. إنه يسيرُ مستعجلاً, وكأنهُ يريدُ إنهاء الأمر و ايضاً يريدُ تفجير المكانِ لو كان بيدهِ ايُّ سلطةٍ في ذلك..
هل تخطو على قلبي يا تشانيول؟
لماذا تشتدُّ النبضاتُ في كل خطوةٍ تقتربُ فيها من القِس..
صار قريباً منا , كان يعلمُ اين وقفت..اظنُّ انهُ كان يراقبُ اين اذهب..
رأسه المستقيمُ للأمام تحرّك, ادار رأسهُ لينظر الي..و ابتسمَ ابتسامةً طفيفةٍ بشكلٍ سريع..
كانت ابتسامةً كـ" لا تبتئِس , و اطمئِنّ فأنا لا اريد الا انت..إن قلبي معك.. أستزعجك خدعة هذه المراسيم الغبية ؟ إنني ذاهبٌ لأنهي الأمر.."
لا بالطبع, انني متيقنٌ بأنني ملكتك كلياً, لم يكُن ليشككني شيءٌ ابداً..لكنني منزعج..
لقد توقفا وجهاً لوجه, أرى انها تحدّق بهِ مطولاً, لربما فكرت بأنها قد انتصرت, فتاها الذي حلمت بهِ يقفُ مقابلاً لها كزوجٍ الآن..و أنا اقفُ متفرجاً على بُعدِ خطواتٍ بسيطةٍ فقط لا أقدرُ على إطباقِ جفني منتظراً أن تحِلّ صاعقةٌ على رأسها..
إنهم يتحدّثون , شفاههم تتحرك , ينطقانِ بقسم الزفاف.. لكنني لا اسمعُ شيئاً وكأنّ نبضاتِ قلبي كالأمواجِ تضربُ أذني..
همّ كلاهما بتقبيل الآخر...و إنني أرى تحديقاتِ بارك المطوّلةِ بي, اظنهُ أراد رؤيةَ الإنزعاجِ في عينيّ ولكنني ماكنتُ قادراً أن أرى, اشحتُ بصري بسرعةٍ ليصيرَ صدرُ سيهون امامي مباشرةً, وهو بدورهِ قرّبني منهُ و شدّ على كتفي..