الفصلُ العاشِر

327 13 8
                                    

"فل تناديني ايكارُوس اظنُ انني حلقتُ
قريباً جداً لشمسِ"

{٢٠٢٠-٣-١١}

"ماذا افعلُ هُنا"جهرَ بصوتهِ المبحوحِ تعِب الذي بقيَ يومانِ من غيرِ مياهٍ و حلقٍ جاف من البللِ

"ارجوكَ اهدَئ"همسَ الآخر بينما يتأرجحُ الضوءُ المعلقُ في السقفِ يضيءُ مساحةَ لغرفةٍ صغيره

"اللعنةُ عليكَ!" صرخَ الذي يجلسُ امامهُ من الجهةُ المُقابله بأَعيُنٍ زُجاجيه و رسغينِ دموينِ بسببِ احتكاكِ خشونةِ الحبالِ في رسغيهِ

برغمِ من كونِ الآخر يبدلِ الأقمشَةَ المعقمةُ ساعةً تلوَ الأُخرى ويحاوِلُ ان يعقِمَ رسغيَ لطيفهِ من الدماءِ

"نايل ارجوكَ اهدئ فَل تسمَعني"جهرَ الصاحِبُ الخصيلاتِ الليليه في رأسهِ لـيتصنمَ الأشقرُ زاماً شفتيهِ بحزمٍ و قوه و يلقي بظهرهِ على كرسيهِ الخشبي

كانَ صوتهُ عميقاً، خاشِع، ثقيلُ اللُغه،حادُ النَّبره

فركَ جبهتهُ بينما يرتكِزُ كوعيهِ على أرجلهِ ليدفعَ بخصيلاتِ شعرهِ للخلفِ حيثُ كانَت متعرِقه

"نايَل لستُ من تظُن،حتى لو بدوتُ الأستاذُ الغريب صاحِبُ الهدوءِ و الأطوارِ الغريبه و النظرَاتِ المريبه،انا اتآلم،اشعرُ بملايينٍ من السكاكينِ تنزلقُ لتقطعَ اجزاءَ قلبي و شظياتٌ حاده من حُطَّامِ المادي تعلقَت في اجزائي، اشعرُ باليأس،بالوحِده،بعدمِ الآمان
كـ انَ جميعَ الظلالِ تُلاحقِني و لا املِكُ ظلي الذي احتمي بِه، كأنني اقفُ على حافةِ العالَم و آجمعينهُ ضددي"

ارتجَفَت اطرافَهُ و تصنَمت الدماء في مكانِها لتتجمدُ آناملهُ،نظراتُه مليئَةٌ بالحزنِ يريدُ الرحمةَ و العفوَ من كُلِ هذا، شفتيهِ تقرصُ نهايةَ الكلمات لينطقها لسانهُ متأتأً

الأشقَر ابقى عيناهِ على من يُسمى استاذهِ لم ينبِس بحرفٍ فقَط تركَ الآخر يُكمِل

"كنتَ الآملَ المضيءَ في طريقٌ المظلِم و الدواءَ لمرضٍ شائِع و الحياةَ لجثةٍ هامِده و السببَ للعيشِ و المكمِلُ لمثاليٍ ناقِص،وجدتُ منزلي و دفئي في التواءٍ من شفتيكَ، هل طرقَ السؤالُ اجفانكَ في الليل من اسعدتَ في ابتسامةٍ؟هل يخشعُ عقلِكَ تحتَ تسؤُالاتٍ عني عن ماذا تفعلُ بقلبٍ ضاخٍ بدماءٍ نايل؟"

تقرَبَ ليُمسِد ابهامهُ وجنتيَ الآخر المتورده

"حسناً،انا زين مالِك ابلغُ ٢٥ من العُمرِ،مصابٌ بـ انفصامٍ في الشخصياتِ، املكُ شخصيه تُسمى 'رودجر مالِك' التؤام الشَيطَاني حيثُ يستطيعُ تحكمَ بخلايا عقلي و يزرعَ بي بذورَ الوحدةِ و الإكتئاب حيثُ سـ يُذكرني دائِماً بكونيَ الشابُ صاحِبُ المشاعرِ المتجمِده، الوحيد،المُقَزِز يلاحقُني هوَ و اشباههُ ،حيثُ يُرافقني من التاسعةِ عُمراً يملئُ بي الشرَ العميقَ بداخلهِ"

هوَ و أَنا -زِ هـحيث تعيش القصص. اكتشف الآن