يخرج ساعته الذهبيه ذات الزكرشه المميزه وفي وسطها قد خُتم ختم ملكي عتيق، يخرجها من جيبه لتشير عقاربها المسننه والحاده ذات الجمال الهادئ إلى الساعة 12:30، ويعاود نظره إلى ذلك الذي يقلب في طعامه يمنى ويسره بشوكته وهو ينظر إليه بمتململ ويبدو عليه عدم الرغبة في تناول اي شيء منه
ليحادثه محاولاً جعله تناول طعامه: صاحب التعاسه؟لم يصد ذاك اي رد او صوت وبقي ينظر إلى طبقه
-صااحب التعااااااسه هل تسمع ندائي
لينظر إليه اخيراً، وقد ملئت عينيه الزرقاون الانزعاج الواضح قائلاً: ماذا؟!!
-لقد كنت اتحدثك إليك لمدة نصف ساعه كاملة!، وانت لم تجبني
-اوه، لهذا السبب اشعر ان هناك طنين ذبابة في اذني
-هذا هو!، لقد كنت اتحدث إليك عن اشياء مهمة لا يمكنك ان تبقى هكذا إلى، لقد مر اسبوع كامل وانت على هذه الحال
-وماذا في ذلك؟
-هل تسألني الان وماذ في ذلك؟!، لقد فوت اجتماعات كبيرة وبقيت في القصر محتجزاً ولم تعد تخرج منه بتاتاً، حتى ظن البعض انك مريض وفي فراش الموت، وطعامك حتى لا تأكله كعادتك ولا اتعجب عندما اجد اكثر من خمسة فناجين قهوة في غرفتك!
-اولاً عندما اتغيب لأسبوع هو اختياري وهذا لايعني انتي الفظ انفاسي الاخيره فوق سرير، ثانياً عندما لا املك رغبة في المناقشه يعني انني لا اريد التحدث وعندما لا املك رغبة في التحدث يعني انني لا ارغب في الاستماع، ثالثاً انها مجرد قهوه
-مجرد قهوه!!، الان تقول مجرد قهوه، الا تستمع الى ما تقوله الان!، انت صاحب التعاسه الذي يكره القهوة السوداء، ههه وتقول مجرد قهوة
تنهد ببطء ذلك الجالس لينهض بهدوء ويخرج من تلك الغرفه قائلاً: سأكن في—
-اعلم ستكون في غرفتك، بحقك...ماخطبك!
خرج ذاك البارد دون قول اي كلمه.
************
اخرج من درج مكتبه الخشبي العتيق نظارة زجاجيه بشكل بيضاوي ويضعها في جيب صدر معطفه ذا اللون البني، يخرج من ذاك المكان الوسيع الفاخر متجهاً نحو مكان بسيط قروي إلى قرية "روزا"!.
بينما هو يمشي وحده في ذاك الطريق الحجري، اطفال يلعبون في الارجاء نساء خمسينيات يتحدثن ويضحكن ضحكه يبدو انهن تدربن عليها لمدة شهر، رجال يبعيون المشتريات وصبيه يحاولون اظهار القوه ومساعدتهم، القريه كما تبدو لا شيء تغير بها هادئ وسكانه وتجلب الراحه.
يدخل إلى متجر متوسط الحجم وكتب عليه "مخبز روزا"، بعد مرور عدة دقائق يخرج من المتجر وقد اشترى خبزاً في داخل كيس ورقي بسيط، وجلس بأحد المقاعد بينما هو يتأمل القادم والراحل.
واذ هو يسرح بالمكان، يشعر بشيء ما، شيء مختلف لكنه شعر به من قبل، نهض من على مقعده بسرعه، ليلحظ من بعيد ذلك المتحر الذي كتب عليه "قهوة للجميع" يمشي مسرعاً إليه.
دخل إليه، متجر هادئ وقد امتلئت رائحه القهوة المكان، بينما هو ينظر إلى جميع تفاصيله، اذ يأتي إليه رجل مسن بعمر الاربعين وقد امتلئ شعره بالشيب.
-هل استطيع مساعدتك ايها الشاب؟
-مرحباً، اتيت وحسب لأشتري من عند متجركم بعض البن
-بالتأكيد بالتأكيد، تعال لدي اجود انواع القهوة سأريك إياها من الالف إلى الياء
-فالواقع لا اريد ان اتعبك، اريد بن ذا النوع البسيط
اعتلت على ذلك الرجل العجوز ابتسامه حتى تجعدت تجاعيده اكثر
-سأقدم لك على الفور ابسط انواعها جيده ولذيذه
يعود الرجل إلى مكانه ويأتي نحو رف مرتب ومنظم، وعندما قام بسحب البن الذي اراده ذالك البارد، لتسقط زهرة بيضاء صغيره، ينزل الرجل العجوز كيس قماشياً ويضعه على الطاوله، ويحمل الزهرة من على الارض.
منادياً: ريوزونا عزيزتي، عثرت على احد بتلاتك الضائعة انها تفتقدك
تعحب ذلك البارد من كلامه، لتفتح الباب خلفي، شعر اسود طويل سواد مميز والشيء الذي زاد سواد الشعر جمالاً ازهارمشابه كانت معلقه في كل مكان من خصلات شعرها، لون العينين الحمراء القاتم البارز وكأن كل شيء في هذه الفتاة كان بارزاً بطريقه غريبه.
دخلت من الباب الخلفي للمتجر وهي تبتسم بطريقة بلهاء وهي ترفع صوتها
قائلاة: كنت اعلم انها قريبة من هنا!، انا فقط احتجت لبعض الوقت للتذكر-حسني ذاكرتك يابنتي
-بالتأكيد ايها السيد—
لينخفض صوتها عندما لاحظت ذلك الواقف امامها وعلامات التعجب تعلو وجهه ذو البشره البيضاء، بشعره الابيض كالثلج وعينيه كالبلور الازرق، لتعلو ابتسامة على وجهها اكثراتساعاً
-هل اعرفك...؟
أنت تقرأ
{الزنبق والسيف}
Historical Fiction"حيث تجتمع البحار وتقرر الاصطدام والتحطم، تهب الرياح العاصفه معلنة لحنها الصارخ، والاشجار تتمايل اوراقها يمنة ويسرة دون اي مهرب، وحول كل شيء مدمر تكمن لوحة الفن بين الزنبق الاسود والسيف الجليدي"