صرخ ذلك في هلع وسط الليل ووسط سقوط الملك البارد في موقف غريب
-جلالة الملك!!
اقترب منه بسرعه ليتفقد حاله امسك بكفته، لكن البارد ابعد يديه عن كتفه
قائلاً بنبرة تبث الرعب في القلوب: ابتعد عني!
-لا!، انا لن ابتعد
-هل انا اتحدث الى جماد!!، ابتعد!!
ليقول في نفسه بتوتر: لا اصدق انه القمر...
لتخرج من كيان الملك البارد صرخة يكاد الليل الهادئ يقشعر منها وما ان صرخ تلك الصرخه، مخلاب كالسيف وانياب كالجليد البارد القاسي واعين اكثر حده من قبل واكثر زرقه، ومان لامست مخالبه ذلك المخلوق لمرعب الارض الرخاميه حتى تتحول إلى جليد اكثر قساوه وبروده من الجليد نفسه! ووسط تلك الغرفه التي تحولت الى مجمده حقيقيه وهواء ثقيل خام حول المكان، ابعد بيديه بسرعه عنه البخار حتى تتسنى له الرؤيه ومع تلك الخدوش التي احدثها الصقيع حاول الرؤيه والتنفس بشكل اكثر استقراراً لكنه فقد اثر الملك تماماً وكأنه اختفى مع ظهور الجليد!.
ووسط ذلك الليل بدأ الجميع البحث عنه وبينما تحدث فيليكس وارآز
-من بين جميع الاشخاص لم اتوقع انك ستجعله يهرب
-وما ذنبي انا!!
-انت تعلم بالفعل!، لقد كانت الزجاجه في حقيبتك انت ونسيت وضعها عند ليونارد!، مما يعني انه خطأك
-حسناً ان كان هذا خطائي سوف اصلحه
-وكيف سوف تحصله وملك الجليد طليقٌ بقواه عديمة الردع!
ذهب ارآز في طريقه وترك فيليكس وحده في مرر القصر، ليذهب هو الاخر في طريقه ويتولى قيادة الحراسين بينما ارآز يحاول العثور على الملك!.
بينما كان يبحث ارآز عن الملك في النطاق الخاص بالقصر بأكمله؛ لعرضه وكبره، اذ انه يرا اثار قدم مفترس تفقدها براحة يده وهو يقول في نفسه: انه قريب، لايمكن ان يبتعد، صوت تبعثر الشجيرات هنا وهناك احاط صوتها المكان ليتشت ارآز بكامل قواه ليظهر احدهم خلفه، وبحركة سريعه وجه سيفه نحوه مباشره لكن يبعده بعدما علم ان الذ يكان امامه فيليكس، وخلفه مجموعة من الحراس.
-مالذي تفعله هنا!
-تعلم انها اول مره تحدث هذه وبعد مدة طويله...علينا ان نقسم الجهات علينا بشكل استراتيجي
-حسناً سأذهب انا لأوقفه وانت تحرس البوابة حتى لا يهرب
-هل تريديني ان ابرحك ضرباً!!، تعلم انك لن تستطيع فعلها كم في السابق
-مالذي تقصده "لن تستطيع" هاه!!
-تعلم ان هذا لمصلحتك اخر مره حصل هذا بالكاد عدت!!!، والان تريد تكرار الكره مره تلو الاخرى اقولك لك انت لن تستطيع
نظر كلاهما لبعض بتحداٍ كبير وبعد صمت خانق ازاح عنه يد فيليكس ليدخل سيفه في غمده بذراعه المضمده الذي ثُبت حول خصره، و عليه علامات القلق الواضح ليمسك فيليكس كتفه.
-في بعض الاحيان ليس هناك وقت لتخاف
تنهد ارآز ببطء قائلاً: انا لست خائفاً!، ماهي الخطه اذاً؟
-حسناً، سوف نذهب انا والبقية لكي نعثر على صاحب التعاسه، معك الترياق صحيح؟
ليخرج ارآز من جيبه زجاجة دائريه الشكل وبداخله شيء يشابه الرذاذ الازرق اللامع ويمررها لي فيليكس
قائلاً بحذر: حافظ عليها
-بالتأكيد
-اذا كانت مهمتكم هي الامساك به فا مهمتي انا!!؟
-اذهب الى سطح القصر وراقب بأنتباه لأي تحركات تطراء خارج نطاق رؤيتنا
-حسناً
ذهب فيليكس ومعه البقيه كي يواجهو ملكهم الذي اصبح وحش من سلالة قويه تتغذى على الدم!، بينما ذهب ارآز للسطح على مضض كما طُلب منه.
بينما يقومون بدوريات حول المكان كان ارآز يراقب من فوق ويعلمهم بالجديد عن طريق لغة الاشاره
فيليكس: "هل ترا شيء غير مألوف؟ في الاعلى؟"
"كلا"
"حسناً عندما تجد اي تحركات اخبرنا"
"فهمت"
وحول ذلك الصمت الذي دام لي عشرين دقيقه، صوت يطرأ على اذني الفريق وفيليكس...عواء!، شعر فيليكس ان الملك قويب لذا اشار لفريقه بالاستعداد لأي حركه دام العواء لخمس دقائق مرعبه ظل بها فيليكس واقفاً ينتظر اي اشاره او هجوم مباغت، ليلحظ اشارة صادره من ارآز.
"يغير اتجاهه"
شعر فيليكس بالريبه والاستغراب والقلق قائلاً في نفسه: لما قد يغير مساره الا إذا...
ليتذكر عندما لاحظ ذراع مضمده
قائلاً: اوه لا!!
ينظر إلى الاعلى حيث يوحد ارآز بعينين مُلئة رعباً وهو يشير "احذر احذر!!"
استغرب ارآز مما قد يعنيه هذا، ليصرخ فيليكس قائلاً بصوت خانق: انه خلفك اراااآز!!
ينظر ارآز خلفه، فراء ابيض كالثلج وعينان زرقاء كالمحيط وانياب ومخالب كالجليد ورغبه في القتل!!.
يتبع...
أنت تقرأ
{الزنبق والسيف}
Historical Fiction"حيث تجتمع البحار وتقرر الاصطدام والتحطم، تهب الرياح العاصفه معلنة لحنها الصارخ، والاشجار تتمايل اوراقها يمنة ويسرة دون اي مهرب، وحول كل شيء مدمر تكمن لوحة الفن بين الزنبق الاسود والسيف الجليدي"