وسط العتمة التي تحيط بصري ، صرخة صامتة
انسلت من قلبي السقيم ، ما عاد الضوء يصل
لمقلتاي ، بعد سيل الدموع الذي ذرفته ، في الركن
الذي انزويت به ، وحده ظلي المظلم يجاورني ،
أناملي التي امتدت تبحث عن دفء يد تنقذني ، قد
تاهت بين لفحات الدخان البارد ، هناك ثلج أبيض
بضفتي ، و سائل أحمر قد لطخ وجنتي ، ما عدت
أدري أ صباح حل أم ليل طل بشرفتي ، فبوجداني
شتاء دامس ذبح بسمتي ، ذراعاي الهزيلتين التفتا
نحو جسدي ، و ركبتاي ارتفعتا نحو صدري ، صداع
ذكريات ضبابية هشمت رأسي ، و لطمات ماض
أليم قد كسرت أضلعي ، خطوط زرقاء قد زينت
أطرافي ، بقايا كيان مخرب و سراب سعادة
ضائعة ، ذلك كل ما بقي لي من أطلال حلم وردي
قد زار بالي .