أكان أنـا.؟!
أنـا الذي أعرفه كان ليمضي، كان ليبصق قبل أن يمضي حتى، أما ما أراه اليوم في المرآة يجعلني أود كسرها..
أرى آثار الضعف على مجرى مدمعي، بل وأرى ماقمت بتشويهه بجسدي
أراني ضعيفاً،هشاً ، خجولاً، خجلاً من ذاتي..
منذُ متى صيرتني الحياة هكذا؟َ!
كيف ومتى، لا أذكر حتى تِلك اللحظة التي حولتني من شخصي لشخصٍ كُنتُ أسخر منه في دراما كئيبة..
كنتُ أصرخ بأبطال الروايات والحكايا عندما يذرفون دموعهم، كنت أستهتر بمشاعرهم وأصرخ بأنه عليهم الثقة بنفسهم
يبدون رائعين وهم على حق واللعنة هم أبطال الرواية فلماذا يتصرفون بضعف؟!
أليس على البطل أن يكون قوي؟!
بعدها لقد فهمت ماهي القوة، القوة ليست أن تمنع عينيك عن ذرف الدموع، القوة ليست أن تصرخ بوجه السيء، القوة ليست أن تلكم شخصاً استفزك، القوة الحقيقية هي أن تبقى على قيد الحياة على الأقل..هذه القوة التي أنت مهدد بخسارتها بكل لحظة كره تتلقاها، هذه القوة التي تكاد تخسرها كل ليلة، هذه هي القوة، حتى لو لكمتهم حتى لو فعلت أفظع انتقامٍ بهم، بالنهاية كلامهم يعيش بداخل عقلك يتكرر كل يوم بشكلٍ مريع ..وأنت بدورك عليك محاولة جعل هذه الأغنية الكئيبة اللعينة تغطي على أصواتهم التي تعيد كلماتها بداخل رأسك، وماذا بعد؟!عليك محاولة إكمال حياتك وتجعلها أفضل من مسمى (مريعة) لماذا؟!
عليك أن تبتسم، عليك أن تبدو سعيداً وتتظاهر بأن حياتك أكثر من مثالية، لماذا؟!
عليك أن تتظاهر بأنك تثق بنفسك وأنك قوي، لماذا؟!
لأنك إن لم تفعل، سيستمرون بالدوس عليك وعلى مشاعرك، سيتم إعتبارك قطعة جماد أو كيس ملاكمة يفرغون به عقدة النقص لديهم
ولاحظ معي، الأمر دائماً متعلق بهم هم، لا أنت، بالرغم من أن وظيفتهم كانت (سندك وأقرب الناس إليك)
1ela27~