اقترب منه سريعاً بلهفة وعيون دامعة يفك قيوده الغليظة التي تركت أثراً دامياً على يديه وقدميه من شدة ضغطه عليها..... لينهار إياد فاقد الوعي بعد رحلة عذاب طويلة انتهت بسماع صوت أخيه..... ويسقط فوق جسد جاسر الذي تلقاه بحرص.....
حمله بسرعة وخوف وخرج به من بين مراد وعادل الذين أخرجا أنفاسهما أخيراً بسعادة وارتياح....
عاد الرجال إلى السيارات لتنطلق بسرعة مخلفين ورائهم كتلة من الغبار وآثار لحرب دامية مليئة بالجثث ....
وصلوا بعد لحظات إلى المستشفى الخاص بجاسر.... ليهب العاملون هناك بسرعة وتسري موجة من التوتر والإستعداد بين الأطباء والممرضين فجاسر معروف بطبعه الناري الذي لا يسمح بأي خطئ مهما كان .... والآن سيكون شعلة لهب تحرق كل شيء لأن الأمر يتعلق بأخيه...
أحضروا له نقالة ليمدد جسد إياد عليها ويدفعوها للداخل ليجري قربهم وهو يمسك بيده ويتطلع إليه بخوف .... أدخلوه للعمليات حيث الطبيب ومنعوه من الدخول ليحاول ضرب الجميع خوفاً من فقدانه من جديد وهو يتخيل أن يخرج الطبيب ويخبره بأن أخيه اختفى فجأة....... ولكن عادل ومراد قاموا بتهدأته .....
مضت أكثر من ساعة وهو يجوب أمام الغرفة ذهاباً وإياباً ويركل المقعد أمامه بغضب وتوتر.... خرج الطبيب أخيراً ليندفع الثلاثة نحوه وجاسر يهتف بلهفة: إيااد كويس طمني ؟
الطبيب بهدوء: متقلقش يا جاسر بيه أخوك كويس والحمدلله حالته مستقرة.... هو بس بعاني من كمية جروح وحروق وكدمات كبيرة في جسمه وبعض الرضوض بعضامه.... ده غير ضعف جسمه نتيجة قلة التغذية علقناله محلول مغذي وهو دلوقتي نايم ....بس ان شاء الله هيتحسن....
عادل: الحمدلله...
جاسر بلهفة: عايز أشوفه...
ابتسم الدكتور: هننقله أوضة عادية دلوقتي تقدر حضرتك تفضل معاه....ثم غادر الطبيب من أمامهم...
انتظروا عدة دقائق ليفتح باب الغرفة ويخرج إياد على سرير نقال صدره عاري وممتلئ بضمادات وشاش مكان جروحه....ابتسم جاسر رغماً عنه واقترب منه بسرعة يمسك يده بين يديه ومشى قربه حتى أدخلوه غرفة عادية.....
خرجت الممرضة بعدما وضعوا سريره وثبتت المحلول بيده.....
جلس جاسر بجانبه على السرير يتأمله بلهفة غير مصدق بأنه أمامه أخيراً.... انحنى وقبل رأسه بحنان واشتياق ليربت مراد على كتفه قائلاً: الحمدلله على سلامته يا جاسر...
رفع جاسر رأسه نحوه مبتسماً ليعانقه مراد بابتسامة مرتاحة ويقترب عادل هاتفاً: أيوه بقا وأخيراً رجعت البسمة لوشك تاني....
تنهد جاسر تنهيدة طويلة محملة بكل مشاعره وخوفه الذي عانى منه الفترة الماضية.....
هتف بهم: الرجالة تفضل محاوطة المستشفى كلها جوا وبرا وبكل طابق والفيلا والشركة عايز حراسة مشددة في كل مكان...
أنت تقرأ
رجل كالنار
Mystery / Thrillerرجل بارد ، قاسي ، صارم ، قوي ..... رجل لا كالرجال ..... أعداؤه كثيرون والكثير يريد قتله .. ولكنه كالنار المستعرة من يقترب منه يحرقه حتى يصبح رماد ..... نقطة ضعفه واحدة والجميع يريد استغلالها فهل سيسمح لهم بذلك ؟ أم أن ناره ستزيد اشتعالاً وتحرق كل ش...
