لم استطيع تصديق كلمات الطبيب ، كنت لأصدقها أكثر لو كانت بصوت طبيب آخر غيره ، هل يقول طبيبي المسؤول عني منذ الأزل ،بنبرة صوته المحبطة التي كنت استمع إليها طيلة العشرين سنة ماضية " نسبة تعافيك ضئيلة للغاية " ، " حتى وإن كانت قدرتك على تحريك بعضا من عضلات ساقيك قد تحسنت ، أعصابك قد تلفت تماما " هل يخبرني هذا الطبيب نفسه الأن بأنني تعافيت تماماً !!
كانت دموع والدتي تنهمر وجميع الطاقم الطبي الذين لطالما قد قاموا برعايتي يقفون هناك متأثرين ، لم استطيع تصديق أي شئ البتة لابد بأنه حلم ما .. ذلك ليس حقيقي البتة، قمت بأزحة الغطاء عن ساقي ، قمت بتحريك ساقاي بخفة ،بالفعل ! قد تحركت ! ، لحظتها لم أعد أفكر بأي شيء أخر سوى أن احرك قدمي الاخرى ، فقط لكي أستطيع تصديق ما رأته عيني للتوا ! وبالفعل تحركت ساقي الأخرى كذلك ، امتلت عيني بالدموع لحظتها وبدأت ألمس ركبتي بهلع وغبطة شديدة ! نظرت إلى والدتي وإلى الجميع بأعين مرتجفة ولأول مرة منذ وقت طويل ناديت والدتي " أمي، لقد شفيت ! إبنك قد شفُيَ !!" فأقتربت مني وقامت بضمي إلى صدرها وهي تبكي وتنوح فرحاً وهي تردد " لقد استجاب الرب دعوتي يا صغيري! الحمدالله "
لم أستطع تصديق هذه اللحظة البتة .. بل كنت أرمق من حولي بخوف شديد ، خوفاً من ان يكون حلماً مزعجاً فحسب ، هل يمكن للرب أن يكون طيب للغاية معي هكذا بعد كل ما واجهته من تعاسة وخذلان ..؟ في يوم وليلة فحسب ..؟ هل يعقل أن يكون الرب طيباً لتلك الدرجة ؟.
━─━────༺༻────━─━
في بلاد أبناء البحر
كنا نجلس سويا على تلك المائدة الفاخرة كالعادة ككل يوم ، لقد قام والدي بدعوة اخوتي وازواجهم كذلك ، بعد الانتهاء من وجبة العشاء تلك كنت لا ازال افكر بذلك البشري الذي انقذته .. هل هو بخير ؟ هل قام اولئك البشرين بأنقاذه ..؟ ام لا يزال مكانه على تلك الصخرة مثل ما وضعته ؟ لقد كنت قلقة وكان ذلك واضح من ملامحي التي لطالما كانت جامدة وجدية ، لما ابدوا هكذا الان ..؟ اقتطع على تفكيري اقتراب اختي مارسلين وهمست لي : لا تقلقي ، لقد قمت بالتغطية على الحادثة التي حصلت ليلة امس ، نظرت اليها بصدمة وانا افكر ... الى اي حد قد علمت ..؟! هل علمت بشأن انقاذي لذلك البشري ! كنت اشعر بالكثير من العار امامها ،اردت ان اشرح لها كل شئ لذلك لقد انتظرت الى ان انتهت هذه الامسية وقبل ان ترحل هي واطفالها اختليت بها بالقرب من غرفة الخدم الفارغة ، بتلك الاثناء كانت تنظر إلي بتعجب لأنني بقيت عدة ثواني صامته ثم اردفت : اختي ، انا اسفة حقاً
فقالت مبتسمة : لا بأس ، فلطالما خضنا وحظينا نحن اخواتك الكبيرات بمغامرات شيقة وخطيرة وقمنا بالتغطية على بعضنا
أنت تقرأ
خيْلان | SIRINA
Science Fictionهل نحن البشر حقا لوحدنا في هذا الكون ..؟ ان كنت يا قارئى العزيز لديك بعض الشكوك نحو هذا الامر ، فعليك الحكم بنفسك بعد انتهائك من هذه الرواية فأنا اؤمن بحقيقة وجود بعض الكائنات بل حتى بوجود عوالم واكوان مختلفة تماما عما نعيش فيه .. لذلك سأوجه رسالة...