في بلاد ابناء الارضالساعة التاسعة مساءا
لقد انتصفت هذه الليلة الجميلة ،العازفين يعزفون بشغف والمغني يشدوا بصوته البديع والحاضرون يرقصون بسعادة وتناغم والبعض يتبادلون اطراف الحديث سوياً .. في تلك الاثناء كنت انا وجميلتي "هيلينا" نرقص سوياً على تلك الانغام ، فجأة توقفت الفرقة عن العزف، واعتلى والد "هيلينا" المنصة ملقياً خطابه المنمق .. قد كان خطابه مؤِثراً وجميلاً للغاية لدرجة ان "هيلينا" ذرفت القليل من الدموع
بعد ان انهى خطابه صفق له الجميع ثم بدأت الفرقة بالعزف مجددا ،ذهبنا انا و "هيلينا" لنشرب نخباً مع والدها ،بتلك اللحظة اتين صديقات "هيلينا" لألقاء التحية
ولكن عندما القوا التحية علي ، قد كانت نظراتهم غريبة نحوي وكأنهم قد رأو مسخاً ما ، فقالت "هيلينا" ممسكة بيدي بنبرة مترددة: تعلمون انه لا يزال في المراحل الاخيرة من اعادة التأهيل لذلك تبدوا مشيته. .. غريبة قليلا
لم تعجبني طريقة حديثها عني هكذا امام صديقاتها ، فلما تقوم بالتبرير لهم ؟؟ هل تشعر بخجل مني لتلك الدرجة ؟
حاولت التزام الهدوء ، فقلت بأبتسامة هادئة : اجل انها محقة ، انا لا زلت في المراحل الاخيرة من العلاج وذلك طبيعي للغاية
اومئن الي بأبتسامة مزيفة ثم بدأن يتهامسن ويتلامزن بعد ان اوشحت بنظري ، يا لهن من وقحات حقا !! لما "هيلينا" تصادق فتيات مثلهن ؟؟!!
دخلت الى المنزل بعد ان استأذنت بأدب للجميع ، كنت اشعر ببعض التعب والثمالة فأردت ان استريح قليلا فحسب
استلقيت على تلك الاريكة ، فأذ بهمسات غريبة صادرة من الطابق العلوي للمنزل .. حاولت ان اتجاهل تلك الهمسات
ولكن تلك الهمسات ، تلك التنهيدات المحترقة ... انها نبرة صوت "هيلينا" !!
حاولت ان لا اصدق تلك الفكرة المجنونة التي بعقلي،نهضت من على الاريكة بقلب مرتجف .. بتلك اللحظة بالذات لقد كانت الفرقة تعزف الاغنية الشهيرة لعازف الجاز الشهير "لويس ارمسترونغ " اغنية "لافي إن روز " ، كنت استمع لصوته العميق والجميل ولكن بداخلي اغنية اخرى ، اغنية ذات الحان مرعوبة ، ذات ايقاع مضطرب لا نهاية له ، اقتربت اكثر وصوتها اصبح يسمع بكل وضوح .. لقد قامت بخيانتي "هيلينا" انها تخونني خلف هذه الغرفة الموصدة ، هي نفس الغرفة التي تشاركنا بها اجسادنا وعرقنا ، انها الان تشارك جسدها مع شخص غيري بالفعل ! بتلك اللحظة لقد اتت اجابة سؤالي الذي كنت اسئله على نفسي قبل عدة ساعات..؟ لما "هيلينا" تقوم بمصادقة اولئك الوقحات ؟ الاجابة ببساطة لأنها مثلهم ومن الممكن ان تكون اسوء منهم حتى فكيف لها ان تخونني في غرفة نومي ! وبمنزلي ! وبليلة الحفلة التي قمت بالتخطيط لها بجهد كبير !
أنت تقرأ
خيْلان | SIRINA
Science Fictionهل نحن البشر حقا لوحدنا في هذا الكون ..؟ ان كنت يا قارئى العزيز لديك بعض الشكوك نحو هذا الامر ، فعليك الحكم بنفسك بعد انتهائك من هذه الرواية فأنا اؤمن بحقيقة وجود بعض الكائنات بل حتى بوجود عوالم واكوان مختلفة تماما عما نعيش فيه .. لذلك سأوجه رسالة...