أخي بالرضاعة

64 21 8
                                    

   نقلت حقل تفكيري لذاك الشاب الذي كان لي منقذًا من إكمال ذآك الحوار، بدأ عقلي المحلل باستخراج الإحتمالات وضحضها فمن المستحيل أن يكون إبن ريبورت؛ مارتينا لا تنجب، ولا أملك أقاربًا غير ريبورت. كان يبدو شاباً غير رزين فقد كان شعره كأمواج البحر ينحدر لونها من الأسود الداكن إلى النيلي عند أعلى رقبته حيث إنتهت أمواج البحر!.

   فاجئني بوقوفه أمامي مادًا يده ليصافحني دون التعريف عن نفسه ودون إلقاء التحية لمن بجانبي وكأنهم ليّسو موجودين أساسًا.
صافحته ببرودة عكس الوِّد الذي صافحني به كأنه يعرفني من سنين خلت وحتى الآن لم يقدم نفسه، فبادرت بالحديث قائلة:

~ أنا روزماري تشرفت بمقابلتك.

   أجاب بدهشة مسطنعة قد فاجئتني :

~ بالطبع أنت روزماري وهل نسيتيني؟!.

~ ولكني لم أرك مسبقًا!.

~ هل تمزحين؟، أنا أخوك روين!.

~ ولكن كيف أنا لا أملك أخوة ولما لم أرك من قبل إضافة لذلك لم يقولو شيئا عنك مسبقًا... ل لحظة هل أنت...شيل؟!!.

   نظر لي وكأنه ينظر لفتاة مختلة ثم خرج... أظن أنهم خرجو جميعًا حتى إدوارد.

   لحظة، لحظة، لحظة!، أن لم أخطئ بشيء كانت مجرد فرضية رغم إخلاف أسمائهما، ولكني لست المذنبة هذا كان الخيار الوحيد الذي بقيَ يدور برأسي ظنًا مني أنه لم يمت وتكون هذه مفاجئة لي وسبب إعتذار روهان لي!.. ولكن كنت مخطئة.

   إنهرت على أحد المقاعد لتزاحم الآلام بقلبي الذي لم يعد يحتمل، وقد رأيت البؤس يبتسم منتصرًا لتغذيه على آخر قطرات القوة بداخلي، تمالكت نفسي وخرجت من الغرفة طالبة الراحة، ولا أريد مقابلة أحد فقد إكتفيت من التمثيل بأني على ما يرام وأني بلا مشاعر فلست على ما يرام بتاتًا.

وقفت على باب الغرفة لا أعلم أين أذهب ورغم تمنيَّ أخذ قسطٍ من الراحة إلى أنني قررت الخروج من الفيلا فلن أٌخاطر وأقابل أحدًا وأنا منهارة هكذا، ولكن المفاجئة كانت بأنني وجدتهم يقفون بالخارج بوجوه مصفرة لا يحدث أحدهم الآخر، ينظرون للفراغ ولا يعلمون أن الفراغ بداخلي قد أصبح بحجم مجرةٍ بلا نجوم تجاورها لتضيف لها شيئا من المعالم أو تظهر شيئا من تضاريس الذكريات بداخلي!، تراجعت بهدوء غير لافتةٍ الأنظار وبدأت بالبحث عن خادمٍ أو أحد ما ليدلني على غرفتي، وأخيرًا ها أنا ذا ألقى بعض الراحة على سرير كبير بداخل غرفة بيضاء جميلة، أدعو الله أن يبعد عني الأرق حتى وجدت نفسي أغفو دون دخولي بدوامات التفكير التي لا تنتهي.

   إستيقذت صارخة إثر تلك الذكريات المفزعة، فكما الرعد إقتحمت الذكريات غفوتي، كما الأفعى ضخت سمومها في دمي فتهافتت الآمي حتى بلغت ذروتها، شعرت أنني محصورة بين خيارين وكلاهما أسوء من الآخر؛ الأول الإستسلام وتسلسم روحي ولن يغفر الله لي، أو أن أسمح ببقائي على هذا الكوكب وأموت باليوم مئة مرة وأنا بكامل قواي العقلية وقلبي يعمل، طال العراك حتا وجدت نفسي أكسر إحدا المزهريات التي بجانبي وأتناول قطعة زجاج عاقدة العزم على الإنتحار ولكن... إن لم يكن المكان الذي سأذهب إليه أفضل أسأنتحر مجددًا؟!، أزحت تلك الأفكار من عقلي ورميت الزجاجة من يدي ووضع هذا النقاش بين بقية الصراعات التي حدثت معي
مؤخرًا غير آبهةٍ به وكأنه مجرد موقف عابر أوليس كأنه سيحصد روحي!.

زهرة الذكريات{Heart of ash}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن