المُتَهَمَةُ الأولى!

48 18 6
                                    

الوداع!
الوداعُ لإبتسامةٍ حَمَلت حَياء الدُنيا ورَحلت
الوَداع لِزهرةٍ ذَبُلَت أوراقُها فَهَجَرُها الناس
الوَداع لِمَن كانَت صَديقَتي لأقَلِ مِن أُسبوع!
قَد أشتاق لكي ولكن إعذُريني؛ فلا أملِك الوَقت الآن للشوق لكي والحزن على فِراقَكي
فَعلي أن أحزن على نَفسي التي أرهَقَتها الدُموع وكَتَب لها القَدر النَزيف لبَقيةحَياتها.

     طَرق، طَرق، طَرق لما لم يُكتب عَليهم إيقاذي إلى بِتِلك الطُرقات، فَتَحتُ الباب لأجِدَ إدوارد يُناظِر الآشيء بوَجهٍ قد كَساهُ السَواد إلتَفت لي مجمدًا تَعابيري، ليَسحَبَني من يَدي التي إعتَصرها وكأنه يحاوِلُ إخراج الدِماء مِنها ومازالَ عَقلي لا يَعي ما يَحدُث ومن الأفضل أن لا أعلَم ما يَحدث فإني أقسِم أنني ما عُدتُ أتحملُ الصَدَمات.

     تراجَعت تلك الطمئنينة حابسةً نفسها في فانوس، تارِكَةً إياي وحيدة في غرفة الضيوف مع... مع الأُناس الذين فورَ ما رأيتهم عَلِمتُ أن حياتي على الحافة، ولكن ما باله بيرول بهذه التعابير أتُراه يشك بي؟!.

     الضُباط أمامي وبيرول بجانبي روهان تبكي بالزاوية وإدوارد يغطي وجهه بيداه عسى أن يذهب العار الوهمي الذي لففتهم به، ألتفت لبيرول أجد دَمعَةً فارةً قد أكدت خيانة ثقة صديقي لي!، أكمل الضابطُ قائلاً:

~ إذًا وبما أنك الوحيدةُ التي كنتي معها فلا تلومينا، موتها لم يكن موتًا عاديًا كما قلت سابقًا بل تسممت، لم يظهر لنا بعد سبب تَسَمُمها وموتها مَخنوقة، رُغم أنها ماتت مَخنوقة إلى أننا لم نجد أ آثار حبلٍ أو يدٍ مثلاً ونحن لا زلنا نبحث.

     ثم أردف بعدها متسائلاً وكأنه أوقَعني بالمَصيدة:

~لم تخبرينا آنِسَة روزماري لما كُنتي تَجرين قَبلَ أن يغمى عَليك.

    أهوَ أحمقٌ مثلاً؟؟؟!!، فقَدتُ أعصابي لأُردِفَ قائلة:

~هاه؟، لا لا شيء أبدًا، ربما لأنني القاتلة، أو لأن صديقتي فارقت الحَياة وهيَ بَين يَداي وتَرَكَتني عاجِزَةً وَحدي أعلى الجَبَل بِقَلبٍ كادَ يَموتُ خَوفًا!!.

   ليَقِفَ شَخصٌ أربعيني قائلاً بأدب:

~ أنا أحترِمُ رأيَكِ سيِدتي ولكن ما بيدنا سوى إتباع الإجرائات إضافةً لكونِك الشَخص الوَحيد التي كان مَعها وقتَ مَوتها، ولا تخافي فَسَتَظهر لنا الحَقيقة وتنجين من حبل المشنقةِ إن كُنتي بَريئة.

    إقتَحَمَ الحديث ذاك الضابط ليُأكد لنا أن المستخدم بقتل الضحية هي أقراص المورفين فقد ظهرت نتائج التشريحِ توًا وبعثوها له، لتظهر من الجحيم آه أقصد من العدم روهان وهي تبكي، لا أخفي أنني ما عُدتُ أشعرً بنبضي من شِدةِ الصدمة ولكني قد أمسكت كل تعابير الصدمةِ راميةً إياها خلفي لأُظهر عدم فهمي وأسئله بتعابير تائهَ:

زهرة الذكريات{Heart of ash}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن