مَوت القاتّل

49 11 5
                                    

     كالتائه وسطَ الصحراء، وما كان إتفاقنا سوى سرابً صنعه لي عقلي؛ للقحط العاطِفي بِداخلي.

     تبسمت لنفسي التي تواجهني بالمرآة فقد تغيرت ملامحها وفقدت من وَزنها، لأسألها بتنهد: لما هكذا يا أنا؟، أعدك أنني سأجعلك تتبسمين من جديد، إنظري حولك!، المكانُ رائع المنزل يجاور حديقة الأشباح، ولا ينقصه سوى بعض الأثاث والطلاء، وإدوارد لم يبخل عليَ بالمال كما بخُلَ في الوداع.

     كان المنزل عِبارةً عن أربعة غُرَفٍ ومطبخ، غرفة نوم وجعلت واحِدَةً للكتابة وأُخرى للجلوس والرابِعَة للضيوف الذين لن يأتوا !.

     لن أقص عليكم ما حدث بالعمل ، المهم أنني إنتهيت من دهان المنزل أنا وبعض العمال الذين أرسلهم إدوارد ليُلَبوا طلبات،ِ وقد نقلوا الأثاث الذي إبتعه إدوارد وقد كان كله باللون الأبيض وقد زينت النزل بالزهور والتحف الصغيرة، فكنت قد وضعت فيه ما أمكنني من الحب لأضع لحياتي قيودًا قد حرمت على نفسي كسرها.

    يومًا بعد يوم، تعلمت مواساةَ نفسي واللعب على عقلي، فالعقل البشري بسهل خداعه، كل ما كان علي أن أنظر للمرآة بوَجهٍ يتبسم؛ لأُثبت لعقلي أنني سعيدة، أشكر نفسي على السعادة التي أعطتني إياها بِصوتٍ مسموع ليصل لعقلي أنني قد إرتحت، ولكنه شهر، شَهرٌ كامِلٌ لم أرى فيه أحد سوى رَبُّ عَملي، فقد كنت أعمل في محل زُهورٍ، ولم يكن ضيفّي خلال هذا الشهر سوى الحنين لِصَديقٍ كانَ، بل أخ.

   وخلال إنصهار تلك الفتاة الضعيفةِ بداخلي، خلقتُ أُنثًا تستطيع جمع كل الصفات بها دُفعَةً واحِدة، من الوفاء إلى الحب ومن الحب إلى القوةِ وعدم المسامحة، وبداخلي سُجن أربعين جُنديٍّ بكل ما يتميَزونَ به من ثَبّات.

**********************

   سألَّ المحقق شبرد بهدوء:

~ من الذي سيحضر روزماري؟.

  ولم تكن هنالِكَ إجابَةٌ من المطروح عليه السؤال، ليُردف قائلاً بِتَنَهُد:

~ وإلى متّا سيستمر هذا الأمر يا بيرول؟، قد لا يكون الأمر يخُصُني ولكن أنا لا أرى سَبَبًا لما يَحدُثُ بينكما، لقد كان مُجَرَد خَطئ ولو كنت قد إعتذرت إليها فور وقوع الخطئ لكانت سامحتك بلا شك!.

~ دَعى بالحاضر وذهب أنت لها.

~ كما تُريد.

********************

  ولأول مرَةٍ أسمع بها جَرَس هذا المنزل، لأقفز بأَمَلٍ وأرتدي حجابي، لأفتح الباب مع تحطم آمالي بكونه بيرول، ليَقول لي بإبتسامَةٍ دون مُقدمات:

~ ألآ تَوَدين مَعرِفَةَ القاتل؟، تعالي معي.

   لأسأله بدون أدن إهتمام:

~ إلى أين؟.

   لَم يُجِبني ليَلتَفِتَ راحِلاً، فلم يَكن مني سوى أن لحقت به، وما إن دلفنى إلى مكتبه حتى تَرَقرَقت الدموع بِمُقلتاي لأُخفيني بظهر يَدي بِسُرعة، وأعود للقناع الآمُبالي الذي تنكرت به؛ فقد كان بيرول أمامي، وإدوارد وروهان يجلسان على المقاعد التي بجانب المكتب، إضافَةً لستابس شقيقة دولسي رَحِمَها الله.

زهرة الذكريات{Heart of ash}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن