التراجع

99 22 13
                                    

  الساعة السادسة بعد الفجر

ومشاعري كانت قد أبت المواصلة،بين تشتت الروح والقوى الخائرة، لأتسائل بأسى هل كان موت روهان سيفعل بيَ هذا أم هل كان .سَؤأثِرُ بيَ من الأساس؟!، وبقى السؤالُ مُعَلَقً في الهواء

     عدت للقصر بقلبٍ جَديد ، رغم أنني ما زلت عاقدة العزم على أخذ حقي بيدي، لن أتحمل خذلانً جديدا لن أتحمل ألما جديدًا فأنا وبئسًا للحظ فأنا... أنثى!، أكثر ما أكرهه بنفسي هي مشاعري، ضعفي، وتركيبيِ التي لا تستطيع حمايَتي حتى من نفسيَ على الأقل!،   ما إن وصلت حتى أبت قدماي المواصلة للصعود لغرفتي، هه أَفِعلاً تَودُ مني الإنكسار أمامهم؟،  لا يَهم فقد عَلِمت مُسبَقًا أنه لم يتبقى لي أحد.

    طلبت من خادمتيِ آنجيلا أن تحضر لي بعض الطعام لم يكن هناك أحد مستيقظ  سوى الخادمات، تناولت طعامِ وبدأت بجر قدماي للصعود لغرفتي، لأشعرت أنني حشرةٌ صغيرة أمام هذا الدرج فكل درجة علي محاربتها للوصول للتي تليها!، وهنا إنتها يومِيَ بعد أن أفرغت خزان الدموع بالطبع.

.............................

    هاهو يوم آخر قد مر ليُفسح المكان ليوم جديد، إستيقظت وكانت الساعة العاشرة صباحا رغم أنني لم أنم كثيرا إلى أنني أشعر بالنشاط، أتعلمون أحيانا أشعر أن عقلي قد تحالف ضدي؛ أفلا سيتطيع حذف ذاك الشريط؟، لا يهم فلا شيء سيغير الماضي فعلا لذا فالأبقى بالواقع.

     كانت هذه أول مرة أتناول فيها الفطور معهم من عدة سنين مضت، ألقى إدوارد علي التحية وشرعنا في تناول الفطور معا دون  روهان وما لبثت أن أتت لم أعرها إنباهي فكان عقلي مشغول.

     عندما يرفضك القدر وتتأكد أنه لن يستوعبك فلا داعي لإعادة المحاولة، رددها عقلي بإلحاح يطلب مني الإستسلام للقدر وترك القلم له ولكن... ألا يمكن أن أكتب قصتي بيداي؟!، لا تحلم يا عقلي فلا مجال للمنطق هنا فكثيرا حلم وأتته الخيبة على طبق من ذهب،لفت إنتباهي كبرياء روهان أفلم تمل من محاربة إبنتها؟ أهي أمي حتى؟، أتعلمون هذا الأمر وارد، لكنها ستدفع الثمن في الحالتين، لا أعلم لما أشعر أن إدوارد يخطط لشيء، ولكن ليس من الوارد أن يكون أمرا سيئا حقا. إنتهيت من تناول الطعام ولكننِ لم أقم بل إستمررت بالتمثيل بأننِ أتناول الطعام؛ فقد بدأت بمراقبتها ولن أتركها ولا حتى ثانية واحدة بالإضافة لذلك روهان لا تخرج من المنزل غالبًا.

     تسابقت مع عقارب الساعة عسى أن أراهى ولكن دون جدوى وها قد إنطوى يوم آخر، لأشعر بالخيبة وأكاد أن أستسلم، قد بدء اليأس بزرع بذوره أمام حلمِ بأن تبتسم لي الحياة بعد موت روهان، هذا إن لم أمت شنقنً!، ماذا يا فتاة لم أكن أعلم أنكِ ضعيفة هكذا، لا لست ضعيفة ولكن ينقصنِ الإيمان بنفسِ.

زهرة الذكريات{Heart of ash}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن