الإنتحار

37 15 4
                                    

    تقريبًا كان خروجيَ من المشفى عن طريق الطرد، ولا رغبة لي بالعودة للقصر؛ بعد تلك النظرات التي سددها ليَ إدوارد، فما كان مني إلى أن ذهبت إلى حديقة الأشباح جالسةً بالمكان المعتاد، لأجد مَفعول المُخَدِر الذي يُعطيني إياه جلوسي بهذه الحديقة قد زال ،في مُحاوَلَةٍ  لِكَبحِ أفكاريَ المُتَمَرِدَة ولكن عبثًا؛ فهيَ مُصِرةٌ على أن القاتل ينوي الإيقاع كل من حولي ليبقيني وحيدة ظانن أن القاتل لا يملك شيء ليفعله كَل القَدَر سِوى جَعلِيَ تَعيسَة، كان تَفكيري مُعَلِقً على أن رالف هوَ التالي.

    سار الوقت سريعًا لأجد السماء قد أظلمت وإنتصف المساء بشرودي، وقفت مذعورةً أحاول إعادة روزي القوية ليتخلل عقلي صورة ذاك الميت بالحديقة يلاحقني.

    رحت أجري بحثً عن الأمان، وكلي عِلمٌ بأن لا شيء يُلاحقني وَلكن قَدماي تأبى التوقف وكأنها منفَصِلةٌ عن جسدي وحدها تنفذ ما تقتنع هيَ به.

    على بوابة القصر وخصلات شعري متناثرة تحمي ملامحي من الإنكشاف ودمعي من البريق، تقدمت بخطواتٍ كادت أن تكون صادِرةً عن جَسَدٍ بلا روح، توَضئت وصليت عسى أن يرأفَ بحالي ربُ العباد ، لأُنهِيَ الصلاة شاعِرَةً بجسدي قد عاد للحياة رغم ملامحي التي لازالت في حالة خدور، ولأول مرةٍ أنام براحةٍ لا تتخللها الدموع.

    إستيقظت على نداء آنجيلا لي مناولةً رسالةً من مجهول، قرأت ما بداخلها بعينان مذعورتان تخشى التصديق، فكُتِبَ بها ما يلي:

"لا تنتظري أكثر؛ فحياة أحبائِك على الهاوية تقف، آتِيٌ لآخذ حقي ممن سلبي إياه ظُلمًا وهوَ يدعي أنه المظلوم، سلمي روحك قبل أن يسلم أَعزائكيِ أرواحهم، اليوم دولسي وغدًا نِصفُ روحك، ونلتقي عَمى قَريب إن رفضتي، وجهًا لوجه يا حبيبتي لآخذ حقي فكوني للقائي جاهِزة، ولقلب حياتك جحيمًا وُجدت"

   تهاوى جسدي خائر القوى، أبكي على نفسي أم على من سيفقدون أرواحهم لأجلي، وقفت كالصخر عاقِدة العزم على أن أكون أنا من يفديهم بروحي فيكفيني فقداني لصديقتي، سرت نحو روهان متجاهِلتً تهديدات المجهول لي، آخِذَتً عبائة من خزانتها كانت لها مهملة، لتناظرني بصدمة وهي تلف حول رأسي شالً أبيضً خُيِلَ لي أنه الكفن الذي سؤحمل به.

    ذَهبت لمنزل بيرول أناظر الرسالة بقلق تخللته بعض قطرات الدمع، فتحت الباب ولم أكن أذكر أنه بالمشفى ولكنه فعلاً كان قد عاد وها هو مُمَدَدٌ كالمومياء فوق السرير، لأُناديه وكأن حريقً قد إشتعل:

~ ببيييييروول!!.

   إبتسامةٌ تخللت حزني عند سقوطه مذعورًا لتعود بلمح البصر من حيث ما أتت.

    ناظَرني بخوف ولا زال غير مُدرِكٍ من أنا ليصرخ بخوف:

~ ما هاذا؟! كيف لكي أن تدخلي إلى.... روزماري<نطقها بخفوت ليُردف قائِلاً> أئنضممتي للإرهابين خلال نومي؟.

زهرة الذكريات{Heart of ash}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن