زهرة الذكريات{Heart of ash}

مواجة الحقيقة

   عند قول سحر الطبيعة لا نكون نقصدها حرفيا، ولكن هذا ليس جمال طبيعي بل هو ساحِرٌ حقا!، لم أرى في حَياتي جَمالً كهذا فقد لبست الأرض ثوب البنفسج التي أنارتها الشمس كما تنير القمر وتلألأت بتلات الزهور والأشجار من نثر الشلال لقطرات الماء أثناء  جريانه برحلته لنهاية هذا الواد وقد على خرير الماء مع إقترابنا، ولأول مرة أشاركهم الفرح بصدق!.

   وقد أصدر عقلي الأمر للساني بفضح مشاعري وما وعيت على نفسي إلى بعد قولي :

~ وهل للطبيعة سرقة قلوب زائريها؟!.

   قال بيرول:

~أليس المكان جميل؟، كنت أعلم أنه سيعجبكي <ثم أردف قائلا> إذهبن يا فتيات إلى الشلات ولتأت معي يا رالف لنعِد مكان الشواء.
سرنا أنا ودولسي، وقد إكتشفت أنها لطيفة حقا وقد قطعت حبل تفكيري قائلة:

~ لم تخبريني روزي ما الذي حل بشقيقتك، هل عادت؟

   كدت أخبرها بالحقيقة لكني أبعدت هذه الفكرة فلو كان هنالك أحد عليه أن يعلم بفعلتي فهو بيرول وليس هي وحتا هو لن أخبره إلى بالوقت المناسب.

~ لا لم تعد بعد للأسف.

~آسف لذلك، لقد كنت ألتقي بها بصغري...

   أوقفتها قائلة:

~ ولكن كيف؟، لقد قال بيرول أنكي قد أتيت إلى هذه البلاد من فترة قصيرة؟!.

~ نعم، ولكني ولدت هنا وسافرت حين بلغت الثالثة عشر إلى الأردن فلدينا أقارب هناك، ولكن العمل لم ينجح فعدنا إلى هنا وأنا سعيدة بعودتنا للغاية.

~ لم أسمع عن هذه البلاد من قبل.

~ إنها بلاد عربية ولكن لم أستطع التأقلم مع معيشتهم فكلهم محجبات هناك ولديهم نظام يختلف عنا، ورغم أنني مسلمة مثلهم إلى أنهم يدعونني بالكافرة فقط لإختلاف تقاليدنا!

~ ليسو هم وحدهم من لديه التفرقة، حتى هنا يعامل المسلمين بطريقة سيئة رغم تقدمنا وأنا متأكدة أنه ليس جميعهم لم يحترم تقاليدك.

~ ولكننا مسلمون أيضا ولا نلقى إختلاف بالمعاملة بيننا وبين المسيحية هنا؟.

~ هه، نحن لسنا مسلمون بحق ما الذي تعلمينه عن الإسلام؟!.
~ أنتي محقة.

   كان منظر الشلال بديعا فقد تعالت أغصان النباتات فوق مجراه لصنع جسر لا يراه إلى من إمتلك من الخيال ما يمكنه من صنع مدينة كاملة وأنا لا أشك على قدرتي؛ فلولاها لما إستطعت الحياة مع كل ذاك الألم فشكرا لك يا الله على هذه النعمة الغير مرئية!
قلت لدولسي مخترقة الصمت:

~ أليس المكان جميل؟، لا أعلم كيف وجده بيرول.<وأقلعت عن إهانته فآخر مرة أهنته كان العقاب عسيرا!>
إستدرت إذ ببيرول يلوح لي قائلا: