عند سفوح جبل فوجي الياباني المكلل بالثلوج على مدار العام ، تنتشر على مد البصر غابة كثيفة من الأشجار أسمها «اوكيغاهارا» و تعني بحر الأشجار ، وهي بالفعل أسم على مسمى في تشبه بحر متلاطم من قمم الأشجار التي تحولت عبر السنين الى مظلة خضراء عملاقة حجبت أشعة الشمس عن القاع
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الساكن كسكون المقابر ، هناك في الأسفل حيث تبدو جذوع الأشجار المتبعثرة و المتشابكة المغطاة بالأوراق و الطحالب كأنها وحوش اسطورية تتأهب للانقضاض على عاثري الحظ الذين قادتهم أقدامهم الى هذه المتاهة ، أنها غابة سحرية تماما كتلك الغابات المخفية و الموحشة التي سمعتم عنها في القصص الخرافية أو كتلك التي شاهدتموها في أفلام الرعب ... الفارق أن اوكيغاهارا حقيقة و ليست خيال ... إن رائحة الموت تعبق اجواءها و تنبعث من تربتها أنها غابة بماضي مرعب و قاتم محفور في ذاكرة الشعب الياباني . غابة العفاريت بعض اليابانيين يطلقون عليها اسم غابة العفاريت وهم لم يطلقوا هذا الإسم عليها لمجرد كونها غابة مظلمة و مخيفة ، و لا لأنها خالية من الحياة الحيوانية بصورة محيرة و غامضة فحتى الطيور لا تعشش على أغصانها .. لا ليس هو هذا السبب .. بل هو أمر آخر مرتبط بممارسة يابانية قديمة ، ممارسة مؤلمة قاسية طواها النسيان و لكن ذكراها و صرخات ضحاياها مازالت تتردد بكل انحاء الغابة الملعونة حتى يومنا هذا .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ففي الماضي وتحديدا في أوقات المجاعات و الكوارث التي يعز و يندر فيها الطعام ، كان بعض اليابانيين يمارسون تقليد اوباستي حيث كان يأخذون المرضى و الضعفاء و كبار السن من أفراد عائلتهم الى اوكيغاهارا لينبذوهم في تلك الغابة الموحشة المظلمة الممتدة على طول 35 كيلومتر مربع ، هذه التضحية كانت تعني بقاء افواه أقل لكي يتم اطعامها و بالتالي تزيد احتمالات النجاة من الموت جوعا بالنسبة لباقي أفراد العائلة . و يقال بأن اولئك المساكين المنبوذين كانوا يقضوا نحبهم ببطء جوعا و بردا ... أو جراء الرعب و الخوف بسبب بقائهم وحدهم في ذلك المكان المرعب ... ويقال إن البعض منهم كان يختصر العذاب فيجمع أطراف ثيابه و يربطها معا كالحبل ليشنق بها نفسه ، اولئك البؤساء كانوا يموتون وهم في شدة الغضب الظلم و الحيف ، كيف لا وقد تم نفيهم من قبل اقرب الناس اليهم ، تصور عزيزي القارئ أن يستدرجك اهلك لينبذوك بأقرب صحراء او غابة ... فماذا سيكون شعورك يا ترى ؟ ولهذا السبب بالذات يؤمن الكثير من اليابانيين بأن أرواح اولئك المنبوذين لازالت غاضبة تجوب في الغابة ، لقد تحولوا إلى أرواح شريرة تدعى «يوري» تسعى للانتقام من البشر ، ربما لاتصدق كلامي عزيزي القارئ لكن تلك الغابة مسكونة بالفعل بطاقة و قوة شريرة غامضة .. قد ترك الموت اثرا لا يمحى في كل ركن من أركانها .. عل كل غصن و جذع .