_ الفصل الثالث _

852 43 0
                                    


لم يشعر بنفسه لدقائق طويلة سوى صوت صافرة سيارة الاسعاف التى شقت الطريق لتفيقه من شروده ،وتوقفت امام باب الشركة ، فترجل من سيارته بفزع وهو يفرغ مُقلتيه بدهشة ! ... لحظات قصيرة ووجدها محمولة على محفة وادخلوها بسيارة الاسعاف اصابته حالة من الهلع والتعجب  ، هم بأن يصعد بسيارته مُجدداً حتىَ يلحق بهم الى المستشفى ولكن وجد فتاتان من معجبينه اسرعا نحوه وهم يصيحون بسعادة :
_ يا الهى انه جاك روبيرت !!

إبتسم لهم إبتسامة بسيطة ولكن بداخلها قلق على سديم وتمتم :
_مرحباً ، كيف حالكم يافتيات ؟

أقتربت واحدة منهم لتعانقه فعناقها هو الاخر ثُمَّ اعطته هاتفها لالتقاط صورة تذكارية معهم ، ثُمَّ صعد بسيارته وأنطلق بها فوراً يلحق بالسيارة .....................

                             ***
أوقف السيارة امام مبنى مُستشفى ما ، ثُمَّ بحث فى سيارته على قبعته الكبيرة وارتداها حتىَ لا يكتظ حوله المعجبين أن رأوه ، سار ودخل المستشفى متجهاً نحو الغُرفة التى تكمن بها سديم بعد أن سأل موظفة الاستقبال عنها واخبرته ! ..... قاد الطرقة الطويلة المؤدية الى غُرفتها بخطواط واثبة وسريعة ، رأى الطبيب يخرج من الغُرفة فأسرع فى خطاه حتىَ يلحق بهِ ويسأله ، فزفر بخنق عندما لم يلحقه وأمسك بمقبض الباب ودلف لها ، كانت متسطحة بجسدها الضئيل على الفراش ونائمة .. نزع قبعته عنه ووضعها جانباً وأقترب منها مُتفحصاً ملامح وجهها الصغيرة والمُرهقة ، يتساءل بداخله عن ماذا حدث ياتُرىَ ! ، كأنها ملاكاً نزل من السماء ليتجسد على هيئة بشر ويعيش معهم فى عالمهم !! ، فى كُل مرة يراها فيها يزداد تعلقه بها لاسباب مجهولة ! ، جذب أحد المقاعد بحرص وجلس امامها بهدؤء مُتأملاً اياها .. شعور بداخله يحثه على شئ ! ، فأستجاب لشعوره ومد يده ليلمس بأصابعه بشرة وجهها الصافية ولكنه أنتفض جالساً على صوت رنين هاتفه التى قطع تلك اللحظة وهب واقفاً بسرعة وهو يخرجه من جيبه ويجيب بصوت مُنخفض هاتفاً :
_ امى ، كيف حالك ؟

اجابته والدته بنبرة امومية حانية :
_ بخير ياحبيبى ، أشتقت لك كثيراً انا وابيك !

جاك بنبرة صادقة ودافئة :
_ انا ايضاً صدقينى ، ولكن هذه الفترة لدي أعمال كثيرة ولا أستطيع القدوم الى كندا الان أبداً ، فى أقرب وقت سأتى لكم

_ حسناً يابنى سننتظرك ، كيف تسير الامور معك ؟

اجابها باسماً بمرح :
_ جيدة جداً تنقصكم فقط ، كيف حال ابى وديفيد !

تمتمت بنبرة رزينة وناعمة :
_ جميعاً بخير لا تقلق

ألتفت خلفه حين سمعها تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة بالنسبة له فقد كانت تقول " ابى " بالعربية هتف محدثاً والدته يإيجاز وهو يسلط نظره عليها :
_ حسناً يا امى بلغى سلامى لابى وديفد وسأتصل بكم فى المساء لان الان لدي عمل وسأضطر للذهاب

نوفيلا ( معزوفة جيتار ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن