●مصيري ، ذنبي و قدري●

112 13 142
                                    


تساءلت طوال الثمانية عشر سنة...

لمَ حرمت من ابسطاحلامي؟

تساءلت طوال حياتي...
لمَ لم تكن حياتي طبيعية ؟

لمَ لم احظ بعائلة ؟
بأمٍّ تمسح عليَّ بحنانٍ عندما اشكو لها عناء يومي؟
بأبٍ يحمي ظهري عندما اشكو له ضعفي ؟
أخ يكون سندي فاكون معه ضد الحياة بما فيها.
أو
أخت أشارك معها أدق تفاصيل يومي و اسراري.

و لكن انا أريد و القدر يريد،
و من يعارض القدر؟

دائما ما ابتسم متخيلة نفسي في بيت يعمه الدفء و...

"هارييت!انزلي الى هنا حالا!!"

و كالعادة قبل ان انهي احلامي اسمع صوت امي الغاضب -بدون سبب- يناديني من الاسفل.

ماذا؟ أنا لم اقل انني لا املك أُمًا مطلقا،لكن لا أذكر مطلقا أني رايت أُمي تبتسم لي منذ وعيت فية حياتي ، و لا اذكر اني أغضبتها او فعلت ما لا يرضي رغباتها...مطلقا.

اه نسيت!وأنا هارييت بيتراوس،ذات الثمانية عشر من المفترض كانت ربيعا و لكنها أسوء من عواصف الشتاء الشرسة ، توقفت عن الارتداد الى المدرسة في عمر العاشرة تنفيذا لطلب امي الذي اصدر بدون اي سابق انذار ، لذا انا بالكاد أعرف كتابة اسمي.

عن أمي ، لا أعرف عنها غير انها لا تطيق وجودي معا تحت سقف واحد .

عن اخوَي ، أحبهما لكني اظن انهما لايبادلونني نفس مشاعر الاخوة التي أكنُّها لهما ، كلاهما يكبرانني ، اخي الأكبر نامجون ، هو وسيم جدا لا أستطيع القول أنه يكرهني ، لأنه دائما ما يحضر لي ما آكله عندما أُحرم من الطعام عقابا من أُمِّي ، حتى و لو كان من بقايا طعامهم.

اما عن اختي ايفا ، هي جميلة جدا عمرها عشرون سنة اصغر من نامجون بسنتين ، تدرس بجامعة الحقوق ...أظن أنّ هذا هو كل ما أعرفه عنها ، لا أذكر أي موقف جمعنا ،بل كانت دائما ما توشي بي عندما ترَ صديقي عند الباب بينما أتحدث إليه ، و لكنني ما زلت أظن أن كل هذا لمصلحتي على الارجح.

قد تتساءلون لما لم اتحدث عن والدي مطلقا ، لا أذكر أن والدي دخل منزلنا قط للزيارة ، إنما ليأخذني لمساعدته في جرائمه كآخر مرة قبل اربع سنوات تقريبا ،

أخذني عند إمرأة غنية و طلب مني المكوث عندها لمدة يومين و بعد ذلك طلب مني إحضار كل ما أراه ثمينا و اقنعني بأنه سيتبرع به لأجل الاطفال اليتامى ليتمكنوا من الحصول على وجبات مشبعة و لكوني كنت أعايش ذلك الجوع ، و ببرائة طفل ذهبت و أحضرت كل شيء ، تم وضعي في مركز إعادة التأهيل لمدة 3 أشهر بعد الإمساك بي و فرار والدي و حكم على أمي بغرامة مالية لم نكن لنتخيل مبلغها أنذآك فكرهت والدي.

♧ناقص♧|KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن