||9||

64 6 63
                                    

شعرت بشيء ثقيل يرتسي على ذراعي الأيسر ، فتحت عيني رويدا ، أخاف فقط أنها نوبة أخرى قد تهلك كياني.

رأيت وجهها ، صدرت شهقة من فاهي الفاغر ، فأنا لم أعتد إلا على العيش وحيدا منذ دهر.

ظهورها المفاجئ هذا قلب حياتي رأسا على عقب ، صار كل تفكيري متعلق بها ، لا يكتمل يومي دون أن أراقب وقفتها الجدية في المطبخ...

أشعر بنفس الشعور الذي كنت أسخر منه و من الناس الذين يشعرون به ناعتا إياهم بالمتخلفين.

أنا أشعر بالسعادة.
أشعر بالسعادة المفرطة حقا...

نهضت من مكاني محاولا عدم إفزاعها و أغلقت الستائر أحاول منع ضوء الشمس من إزعاج نومتها فأنا أعلم أنها لم تنم كفايتها منذ ليلة البارحة.

غسلت وجهي ثم خرجت من المنزل دون تغيير ثيابي ، لقد شعرت بالإختناق فجأة بدون أي سابق إنذار.
_

___________________________________

فتحت هاررييت عينيها و لنكن صريحين.

طوال الثماني عشرة سنة لم تحظى بنومة هانئة ، هادئة و مريحة كنومة هذه الليلة.

كانت الستائر مغلقة ، وهي تعجبت مكان تواجدها.

ثانيتين و عاد عقلها للوراء قليلا مستذكرا ما حدث.

لقد دعاها ذلك المجنون للنوم على السرير برفقته.
أليس هذا لطيفا؟

و يبدو أن الفتى اللطيف نهض باكرا بمأن جهة نومه فارغة.

استقامت صوب الحمام تغسل وجهها.

نظرت لوجهها في المرآة ، ابتسمت لتحسن حالتها ، تورم خدها إثر الضرب الذي تعرضت في منزل عائلتها قد اختفى ، و الجرح أسفل عينها كذلك.

هي الآن شاكرة لوالدها و جدا و تتمنى أن لا يأتي ليأخذها أبدا.

بقاؤها هنا قد جعلها تنسى الألم و الأيام التي مرت بها.
تتصرف بحرية ،تنام إن كانت متعبة ولو حتى في المخزن ذاك ، و الأهم هو أنها لا تتعرض للضرب كل يوم أكثر من مرة و تأكل طعاما ساخنا و طازجا بمشاركة أحدهم الذي أصبح لا يكتمل يومها بدونه.

على ذكر ذلك الأحدهم ، لا بد و أنه يتضور جوعا الآن و هي ستنزل لتعد له فطورا يستحقه.

غسلت وجهها و حاولت ترتيب شعرها على الأقل تجعله مستقيما~

نزلت متوجهة نحو الردهة بحثا عنه و كانت فارغة ، هل هو في المطبخ؟

♧ناقص♧|KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن