بيّنما كانت الرياحُ تضّرِبُ أواصِلَ البيت و تترنّحُ بالغيومِ غربًا و شرقًا التى تقاوم أشِعةَ الشمس.
فرضت الأمطارُ صوتها على صدىٰ المدينة ، بتمامِ الساعة تاسِعة صباحًا جالسٌ على مقعدِه بالشرفة الزُجاجيَة الخاصة بمنزِلهِ يَتأمَلُ تِلكَ القطَراتْ كيف تضّرِبُ الزُجاج بِقوة مُصدِرةً صوتًا مُحبِبًا له و شُعاع الشمسِ لا يظهرُ مِنهُ إلا خيُوطًا رقيقة. إستقامَ من مجلِسهِ سائٍرًا إلى غُرفته فهذا المَشهد يستَحِقُ الذكرىٰ.
خرَجَ مِن غُرفتِه و بيدِه دفتَرُ روسُماتِه لاحظها تُغلِقُ بابَ غُرفتِها بشعرٍ مُبللَ طويل إغمَقَّ لونه و عينانِ ناعستين ، إستدارت إليه لتُلقي عليهِ التحية بصوتٍ مخمول. توَقفتْ كُلُ حواسه في هذه اللحظة و حتى سيطَرَتُهُ على نَفسِه.
تَقَدم إليها بِخُطواتٍ واثقة إلى أن أصبحت المسافة بينهما لا تُعَد ،ّ لِتَأخُدَ هي خطوتها للوراء إلا أن باب غُرفتِها صدّها و اقشعرَّ بدنُها حينَ حرّكَ يدَه و إزاح الشُعيّرات العالِقة بِوجهِها، حتى تسنَحَ لهُ رؤيةَ وجهِها بِشكلٍ أوضَّح. تواصلتْ نفيذاتا روُحِهما معًا لمـدةٍ من الزمن إلى أن حَرّكَ شفتيّهِ أخيرًا
« هل أخبركِ أحدهم كم أنتِ جميلة؟»
رَمشتْ عدةَ مرات
« ماذا؟!»
« إنها تُمطِرُ بالمُناسبة»
« أه أجل سمِعتُ صوتها»
أمسك بيدِها يجُرُّها وراءهُ صاعدًا بها السلالم مُتمتمًا
« المنظَرُ أجمَل بالشرفة»
و كم تُحبُ المطر. يُمكنها تأملُه لِساعات من دونِ فعلِ أي شيء ، و هذا ماكانتْ تحتاجه لِتصفيةِ ذِهنها من كُلِ المشاكِل الواقِعَة بها الأن. إبتعد هُو عنها ليعودَ مُحضِرًا معه سجادةٌ رَطبَةَ الفرو ،ّ حتى يَرّدَحَهاعلى الأرض أمامها وهي فقط تُشاهدهُ بِحاجبينِ معقودان.
نزِلَ إلى المَطبخْ يُحضِرُ مخفوق الشوكولاطة أجل أفضلُ شيءٍ في هذا المُناخ عادَ إليها و بيدهِ كأسان ليَجِدها تجلِسُ القُرفُصاء بِصمت إبتسم و اقتربَ مِنها لِيُعطيها المشروبَ نظرَتْ للكأس ممسِكةً إياه و شكرتهُ بصوتٍ خافت ليجلِسَ هو بجانبها يَتأملُ ما تتأملْ.
إرتشفتْ هي الكأس و نَطِقتْ
«إنه جميل أقصِد هذا العالم لكن من المستحيلِ أن تعيش فيه من دون أمل»
عقف حاجِباه و تسأل مُشيحًا وجهه لها
«ماذا تقصيدين؟!»
لم تتكلف عناءَ مُواجهته و أكملتْ ساردة بعد أن إرتشفتْ المزيد
«أن تأتي الحياة مُكرهًا صعبٌ جدًا...ظننتْ أني سأسعدُ أخيرًا و انتابني الأملُ من حيثُ لا أدري لكِنَهُ مر مرور كرام من َّبعدِه»
صامتٌ هو بأذانٍ كلها مُصغية لها ترتشِفُ المزيد و تُكمِل بعدَ أن زفرتْ و أحسّتْ بالألمِ ينهَشُ صدرها
«ولدَتني أمٌ داعرة كما قيلَ لي و أثناءَ عمَلِها حيثُ كان أبي هُو الزبون الرجُل الذي لا يعرِفُ غير الجِنس و المال في حياته...كانت أمي بحالة يُرثى لها من فقرٍ و جوع و لا يُمكِنُها العملْ بسببي لذا ماتت حينَ خسارتِها لفائِضٍ منَ الدم إيانَ ميلادي..رماني أبي عِندَ جدتي عندما تأكدَ أني إبنَتُه. لم تختلِف جدتي كثيرًا عنه...لذا أصبحتُ خاذِمتها و أنا لم أعي الكِتابة بعدْ حتى أنها كانت تُريد أن أتوَقفَ عن المدرسة كيّ تستَغلني استغلالاً كاملًا لكني كنتُ أبكي يوميًا راكِعةً لها و أعدُها أني سأجني لها المال و أنا لم أتجاوز الثانية عشرة..»
سقطت دمعتها و خانتها نبرتها لكنِها أكملت بصوتٍ مُهتزْ وهو فقط يشعُرُ بالغضب
«لاأصدقاء لا أحدَ يحميني نفسي لي و أنا لنفسي لم تتوقف عندَ هذا بل كانت تتوعدُ لي أن تجعلني مثل أمي فبالأخير أنا إبنتها مالذي سأفرِقُ بِهِ عنها لكني كنتُ مصممة على إكمالي دراستي و العمل لأؤمِن مال لها و لعيشي ماتت الأسبوعَ الفائت بالمناسبة و غمرتني السعادة و ازداد خيطُ الأملْ...لكن جاء شريرُ القصة و أكمَلَ تُحفتهُ الفنية و أغتصبني و اللعنة لقد كان مخمورًا و اغتصب إبنته...»
وضعت الكأس أرضًا و مسحتْ دموعها لكنها أكملتْ متساقطة لتُردِف بصوتٍ باكي بينما هو قد احمرّتْ عيناه و ظهرتْ عروقه
« أخبرني في تلك الليلة و أنا مربوطةَ اليدين آني جميلة جدًا و لا أُشبهه لا هو و لا أمي لذا هو لا يَفتعِلُ حراما لأني ربما لا أكون إبنتهُ الحقيقية هناك تمامًا فقدت كُل ذرةٍ من الأمل »
شهِقت بقوة
« أتعلم أنا أكره هذا الجمال»
صرخت بصوتٍ باكي و هي تُحاولُ تجريحَ وجهها بغرزِ أَظْفار يديها به و تبكي ليندفع إليه يحاولُ إمساك يديها
« أكره هذه الحياة أكره هذا القدر»
صرّحت و هي تحاولُ إفلاتَ يديها من بينِ قبضتيه لكن هيهات بحجمها ضائيل ذاك هو حتى لا يبذلُ أي مجهود ضمّ ظهراها إلى صدره و هو يُوشوش لها
« ششش لا بأس »
بينما أكملت
« لقد حاولت أقسِمُ أني حاولت لكني لا أستطيع تلك الليلة أعيشها دائما في أحلامي»
« لابأس أنا هنا لأحمِيكي لابأس»
حاولَ تهدِئتها لكنها لا تتحمل تلك الكلمات المُتفائلة باتت تكرهُها لا تريدُ سماعها من جديد إنها من دون فائدة
« أيةُ حِماية هاه أنا بالكادِ أعرِفُك حتى. أنا فقط غذرني و ألمني أقربُ الناسِ لي و أنت تأتي من العدم و تمنعني من الإنتهاء»
صرخت فهي ما عدتْ تريدُ التفاؤل مجددا
«سأحمكي أُقسمُ لكي أنا من بسببه لا زلتِ حية و حياتكِ أصبحتْ على مسؤليتي أعدكِ و من يحكُمُ السماوات و الأرض شاهد بيننا سأحميكي و سأردُ لكِ حقكي إن أردتي حتى ستبقين معنا نحن حتى لا نبق بالمنزلِ كثيرًا إن كنتي غير مُرتاحة و لن يصِلَ إليك أحد إلا على جثتي»
صمتت بينما شهقتُها تدوي فحسب وهو لم يُرِد إفلاتها و أقسم بحياة من يُحب و من سيُحب سيدّفِع الثمن غالي جدًا لذاك الرجُل فقط لو إستطاع أن يلتقي بها قبلَ كُلِ هذا سيُعوضِها حتى لو لم يكُنُ لها أيةَ صلة سينتقمُ لها سيفعلُ شيء صحيح بحياته ولوّ لمرة واحدة ... صمتت هي بين شهقتِها بينما هو لم يتحرك لم يترك يديّها حتى.
إبتعدت هي عنه عندما خفّت قبضته على يديها. ابتسم لها ما إن إستدارت إليه و قال
« و الأن أنتي قبيحة جدا»
ضحكت هي و مسحت دموعها و شكلها شكلُ طفلة رفضوا أن يُعطوها الحلوة
«شكرا لك»
«على إخباركِ بأنكِ قبيحة؟ لا بأس حتى المِرآة يُمكنها فعلُ هذا»
إستقام من السجادة و أردف مَّدًا يده لها
«هيا لقد انتهت العاصفة أعرِفُ مكانًا سيُشعرُكِ بالراحة»
وقفت هي بعد أن تمسكت بيده
« لكن ليس لدي ما أرتديه»
صرّحت.
و هي تنظرُ لنفسها حيث كانت ترتدي ذاك القميص الأسود الذي يصلُ إلى تحت رُكبتيّها "أ أنا قصيرة لهذه الدرجة" تسألت و هي تتكلم مع نفسها و تنظر إلى المرأة بالغرفة بعد أن أخبرها جايسن أنها لا تحتاج لتُغيِير ملابِسها سمِعتْ دقَّ الباب لِتفتح و كان جايسن قد غيرَ ملابسه لقميصٍ صوفيّ أسوَدَ اللون و بنطلون رماديّ ليضع على كتفيّها مِعطفٌ أسود شكرته و ارتدته ليَنفَجِر ضحكًا بينما هي عقدت حاجبيّها إذ كان سببُ ضحكه أنها تغرق بمِعطفه لدرجةِ أن أطرافها لا تظهر .
بينما كان راي قد اسيقظ لتوه و هو خارجٌ من غرفته لمِح أخاه يضحكُ بصوتٍ عالي أمام الغرفة التي كانت بها أفروديت تقدم و هو يتسأل عن سبب ضحكه ليجد أفرودرت تبدو كالقزمة و هي ترتدي معطف جايسن ليُقهقه عليها هو ثاني و هي فقط تنظر إليهما عاقفةٌ يديها و حاجبيها معا هدّء جايسن من روعه ليَعبثَ بشعرها قائلاً
«هيا أيتُها الصغيرة »
ليرفع راي حاجبه و يتقدم من أمامهم
«إلى أين؟!»
«لقد إنتهت العاصفة أخي»
رد جايسن تاركا وراءه راي يصرُخُ بأسئلةٍ ليس لها معنى بالنسبة له .
في سيارة جايسن مُركزٌ على الطريق و كذالك أفروديت بجانبه.
تتخاطف الأشجار و السيرات و المقاهي أمام مرآها.
و من كان مُقفلاً على نفسه ببيته قد همّ بالخروج.
اصطفت السيارة أمام حقلٍ كبير من الأشجار تتوسطه حانة تظهرُ عليها طول السنين التي مرّت بها و لازالت صامِدة و المطرُ يتساقطُ بهدوء ناعم عليها.
فتحت باب السيارة من بعده مُخاطبةٌ إياه
« أنا أعرِفُ هذا المكان »
« قليلٌ هم من يعرفونه»
تمتم مُتجِهٌ للحانة ليُخرِجَ من جيبهِ مجموعة من المفاتيح و يأخد أحدها يفتح الباب به حيثُ كان كل شيءٍ مُظلم إلى أن شغّلَ الأضواء و ظهر البارُ على يمينهم و الكراسي مصطفةٌ أمامه و بعض الأرائك بالجانبِ الأخر و مرسمٌ بالمُقدِمَة أمام نافدة.
تُزيِنُها الرُسُومات الموضوعة داخل إطاراتٍ مُضيئة
دخلَ هو مُتجِهًا إلى البار بينما هي لازالتْ تتأملُ المكان لتسأل
«أنتَ صاحبُ الحانة؟»
أجبها بَعد أن سَكّب لنفسِهِ كأسًا من الكحول الموجودة وراء البار
«لِنقُل أنها كانتْ مهجورة و أنا إعتنيتُ بها»
أماءت له حيثما وضع كأسه علىُ البار بعد أن ارتوى منه و بدأ بالقتراب منها إلى أن أصبح أمامها و أعاد الشُعيرات الذهبية الساقطة على وجهها للوراء و سألها بلُطف
«ألا ترِدينَ إستعادتَ مُستلزماتكِ (هويتك و أدواتكِ الدراسية)؟»
نظرتْ أفروديت إلى عينيّه بعد أن كانت منزلةً رأسها
«أنا حقًا لا أريدُ حتى المرور من طريقِ ذاك المنزِل»
أنزَلَ يده من رأسها إلى رقبتها
«ألا تريدينَ الإنتقام أو حتى إخبارَ الشُرطة؟؟!»
ردّت أفروديت بِكُلِ هدوء عكسه
«بلا أُريد لكني لا أُريد أن أتذكر ما حصل أكثر...و أشيائي حسنًا لا أعلم لكني سأتخيّل أن البيت احترق و مات كُل من فيه بينما أنا أنقدني بطلٌ وسيم»
أخبرته ساخرة بالأخير ليضحك هو مبتسمًا لها
«يُمكنني أن أذهب أنا»
إقترح عليها و هو عائدٌ إلى مجلسه لتتبعه و تجلِس هي بجانبه متمتمة
«لا بأس لا أُريدُ أن أُورِّطكَ بمشاكلي أكثرَ من هذا»
رفع حاجبًا يوّدُ لو ينفجرُ ضحكًا بوجهها "لا تريدُ أن تورّطه" هي حتى لا تعرفُ مع من تورّطتْ ليُحضرَ كأسًا يسكُبُ لها الشرابَ هي الثانية قائلاً
«لقد أقسمتُ على أن أتحمَلَ مُسؤليتكِ....و سأقوم بمُساعدتكِ حتى و إن رفضتي ذلك»
ليُقرِّبَ الكأسَ منها تحت مرآها و يُراقِبُ أعيُنها يدرُسُ ماهيةِ تفكيرِها بينما أمأت له و ارتشفت من الكأس لتظهر علامات التقززِ عليها و تُبعد الكأس عنها مُتسائلة
«يعععع!!!!ماهذا القرف؟!!»
ضحك هو عليّها و أجابها بعد أن شرِبَ كأسها كاملاً
«تاكيلا»
لتتقزز ممسدةً على حُنجُرتِها التي تحرِقها.
و ينتهي بهما الأمر مُقرِران بذهابها إلى أحدِ الأسوق لتُغيِرَ ملابِسها بعد أن أعطاها بِطاقته الإئتمانية.
رغمَ أنها رفضت بالبداية إلا أنه كان جيدٌ في الإقناع و ذهبَ هو إلى أين نعثت له موقع منزلِها و غرفتها و حتى مكان المفاتيح. قد ظهرَ عليّها التوتّر لكن فقط وقوفه بظهرها كان يبعثُ الأمان لِدى استطاعت السيطرة على نفسِها و تمالُكَ أعصابها كونها في مكانٍ وحدها خائفة أن تلقى أباها من جديد إلا أنه أحضرَ لها هاتفًا حتى تستطيع من إخباره إن حصل لها شيء واعدًا إيها بعدم التأخُر .
عند باب منزلِها يبحث عن المفتاح لكنه لم يستطع إيجاده لدى أخرج مشبكًا كان قد وجده في تراب و لم يستغرِق الأمرُ ثواني حتى فتح الباب ليجده بيتًا لا بأس به يتكوّنُ من طابقين. إقترب من السلالم أين أخبرته أن غُرفتها تقعُ تحتها ليفتح الباب القصيرِ نسبيًا و يدخل للغرفة التي بالكاد تتسِعُ له
«لهذا هي قصيرة »
همس مُكلِمًا نفسه ليتجِه نحو الكتب الموضوع فوق دُرجِ ملابِسها الصغير الذي يَصِلُ إلى نِصفِ مِتر و يشيحَ بنظره للغرفة حيث كان هناك لِحافٌ مبسوط بالقربِ من الدرج و الكُتب بكلِ مكان و حتى دفاتِرُها الدراسية و حقيبتُها مرمية بالجانب الأخر أُحضرها و وضع فيها كُتبها الدراسية و كل شيءٍ مهم حسب رأيّه ليجد صندوقًا أسود ما بين ملابسها عقف على حجِبيه و كسرَ القفل بقبضته متمتمًا بعد أن فتحه ووجد هويّتها و بعض الدولارات
«إنها سيئة بإخفاء الأشياء»
ليضعها بجيبه و يحمل الحقيبة بظهره ناويًا المُغادرة إلى أنه توقف عِندَ الباب عندما إستمع لصوت أخمص المسدس يصدح بالمكان و يردف الشخصُ ورأه
«ولا خُطوة إرفع يديّكَ للسماء و استدر ببطء»
إمثتل هو لأمره و اتسدار ليظهرَ رجلٌ بالخمسينات و أولُ ملاحظة سجّلها أنه قبيحٌ جدا و من المستحيل أن يكون هناك شبهٌ بينه و بين أفروديت ليبتسم بجانبية عندما سأله الرجل
«من تكون؟؟!»
ليجيبه
«أنا الراعي لقضيةِ أفروديت نيلسون سيدي و جئت لتحقيق لكني لم أجد أحدًا»
أجابه بهدوء لكن عينيه كانت عكس ذالك حيثُ حامت حوله هالةٌ سوداء من الغضب الذي ينتابه.
تشوّش الرجل ليظهر التوتّر على عيناه فيستغِلَّ جايسن الفرصة و يدير يده التي يحملُ بها المسدس خلفَ ظهره مثبتًا المسدس على ضلعه خانقًا إياه بذراعه الأخرى ليهمِس بؤذنه بصوتً مرعب جعله يشعُر بارتجافه
«إسمع يا هذا الشيء الوحيد الذي يجعلُكَ حيًا الأن هو أني لا أريد إخافة أفروديت لِذى من الأفضل لك أن لا تجعلها تراك و لوّ بالخطأ و كذا الأمرُ معي لأني سأجعلُك ترى أطرافك بأماكِن مختلفة»
ليرميه أرضًا حتى يأخد نفسًا عميقًا بعد أن كان يختنق عندما أكملَ جملته ليطلق النار على قدميّه و يخرج راضيًا بصُراخه راكِبًا سيارته بعد أن نفض ثيابه لينطلِق و هو يُجاهد كيّ لا يعود و يقتله بينما هي كانت تنتظره جالسةً أمام أحد الكراسي أمام السوق التي تركها فيها و قد غيّرَتْ ملابسها إلى قميصٍ أبيض و سرولٍ أسود و لازالت ترتدي معطفه توقف أمام السوق ليلمح جسدها قابعٌ بالحديقة إبتسم و يُ
هروِلَ نحوها لتقول بتلهُف
«هل أحضرت كُل شيء؟؟!لم تلتقي به صحيح؟؟»
أماء لها بلا و ابتسامته لازالت مرسومة
«لا لم أفعل كُل شيءٍ في سيارة»
أمأت له و فتحت فمها كي تُخاطبه لكنه قاطعها
«و ما هذه الملابس كان عليكِ شراءُ شيئٍ أدفىء....يبدو أنه عليّنا أخد جولة موضة الأن»
عقدت حاجبيها لا تفهم مايتكلم، لتحاول سؤاله ماذا يعني، لكنه قاطعها مرةً أخرى وهو يجرّها. ليدلِفا إلى السوق و يدخلا إلى أولِ محل وقع على عيناه وهكذا مرّت ساعاتٌ عليهُم بذاك السوق يمرُّ على الملابس يختارُ مايُعجبه لكيّ تجربها كلها و حتى هي إختارت له بعض الملابس ضحكوا و لعبوا و ها هي تبتسم لها الحياة من جديد تقبل بالقليل و تسعدُ به لا تهتم بالغدّ و تعيش كُلَ لحظة بوقتها هكذا جعلها تبتسم و تنسى مآسيها مهمًا كانت سيئة و أيّقنتْ أنه كان عليها أن تخسِرَ شيئًا من أجلِ تلكَ السعادة و لم تكن مُعارضة.
بالمطعم تضحك على نِكاته و حتى هو أراد أن يشبع من تلك الإبتسامة و ضحكتِها الساحرة و بين أحاديثهم سأل جايسن
«إذًا ماذا ستفعلين أقصد لقد تخلصتي من جدتك و أباك ماذا تُخططين»
صمتت هي لأنها لم تفكِرّ بهذا لتبتسم و تجيبه
«حسنًا عندما كانت تلك الشمطاء حية كُنت أفكرّ بأن أُكمِل دراستي و أُكمِل التاسعة عشرة حتى أستطيع الهروب و الإنضمام للقواتِ الحكومية»
ضحك هو وقال
«بحجمكِ هذا من المستحيلِ أن يقبلوكِ»
عقدتْ هي حجبيّها و أمالت شفاهها سفلية ليقهقه و يُردف
«حسنا حسنا ماذا عن الأن»
«أمممم سأبقى أعمل حتى أُعيدَ لكَ دينك و أدّرُسَ جيدًا كيّ أضمن قبولي»
لم يتحمل هو هذه المرة و ضحك عليها لينقُرَ رأسها بإصبعه و يتمتم
«أنتي عنيدةٌ حقًا.....إسمعي أنا غنيّ بما يكفي هذا المالُ التي تثحدثين عنه لا يعني لي شيئًا»
لتهزّ كتفاها و تقولَ ببساطة
«لازلتُ مُصِرة»
كَتف هو يداه ينظُرُ لها باحثًا عن طريقةْ يُقنعها بها ليتذكر هويّتها فيُخرجها من جيّبه هي و النقود التي وجدها ليأخدَ ورقةَ دولارٍ واحد قائلاً
«حسنا هذه لكُل شيءٍ فعلته و سأفعله ما رأيكِ»
ضحكت هي و هزّت رأسها بقلةِ حيلة ليتغيّرَ الموضوع بعد ما وضعت النادلة الطعام و يؤول إلى
«إذا ما هو حلمك؟!»
سألها جيسن و لتجيبه
«أن أُصبِح شُرطيةّ ناجحة و أُحرِرَ الأبرياء من غُلِّ المجرمين»
إبتسم هو بانكسار لمدة و يقولَ ساخِرًا
«Superwoman»
لتميء له وتردف
«ماذا عنك؟!»
«حسنًا بالنسبةِ لي هناك حلمٌ و هناك هدف هدفي ليس مُحدد و يتغيرُ كُل مرة أما حلمي هو أن أكون نقيًا »
عقفت حاجبيّها من عدم فهم مقصده لكن قاطعها رنين هاتفه عندما فتحت فمها لتسأله و لم يكُن إلا راي المتصل رّد كي يلقاه صوته الذي طغى عليّه السعال
«كيف هو موعدك مع الجميلة....على كُلٍ أنا مصابٌ بالزكام لِدى لا أستطيع الخروج سأرسلُ لك قائمة البقالة لا تنسى شيئًا و إلا قصصتُ لك شعرك الجميل ذاك»
قال دفعةٌ واحدة و أغلق الخّط إنه راي! لينظر جايسن الى أفروديت و يقول
«و الأن أصبحت ربةَ بيت »
لتضحك هي عليّه و يخرجا من المطعم متجِهان إلى البقالة بالسيارة و كانت الشمس قد بدأت بتوديعِ السماء
«ماهو هدفك الأن »
تسألت أفروديت عندما ساد الصمتُ بالسيارة و هي تنظرُ إلى النافدة ليرُد و هو بكاملِ تركيزه مع القيادة
«حسنًا عندما كُنتُ بالخامسة إكتشفت أمي أن أبي كان يخونها مع عرّبتنا في لحظةِ غضب رَفعتْ المُسدس و انتحرت مطلقةً على نفسها أمام أعيّني»
قاطعته و هي تشعُر بالأسى من أجله و قد أيّقنت أنها ليست الوحيدة التي تتألم هنا
«أسفة!»
تبسّم هو بانكسار و أكمل
«أخبرتُ الجميع أنه حادثة حتى راي و أنتي الوحيدة التي تعرفين و أنا هنا أسعى لأجعل أنَّ يتذوق أبي ما تدوقته أمي»
إنتهى من كلامه تزامنًا من إقافه لسيارة و قد خرج منها و فعلتْ هي المثل لِتلّحظَ باحة التزلجِ تلك من بعيد و بقيّت تتأملُها لمدة تحت أنظارِ جايسن ٱلى أنه إتجه لمحلِ البقالة لتركُض لاحقةً إياه.
يتبضع و سلةُ المشريات بيده التي يختارُها بعناية لأن راي لا يمزّح فيما يتعلّقُ بالطعام و هو لا يريدُ أن يفقد شعره بينما كانت هي ترَاقبه بضحكاتٍ مكتومة ليسألها عن سبب كتمها بعد أن لاحظها و هو عاقدٌ حاجبيّه
«لا شيء... أنت فقط......تجيد دور ربةِ البيت»
أجبته و الضحِكُ قدّ تغلّبَ عليّها . رفع هو حاجبه و أماء برأسه ليَضعَ السلةَ بهدوء و يقول بصوتٍ عميق بينما خُطواتُه بدأت بالتقَدُمِ نحوها
«يبدو أنه يُعجِبُكِ ما رأيُكِ أن أجعلكِ تعشينه»
أكمَلَ جُملته بإبتسامة جانبية لترمِش هي عدة مرات تُحاوِلُ فهم معنى جُمّلته إلى أن أيقنت لتبدأ بالتراجع بعد أن فتحت عينيّها على مصرعيّها لتصتدِمَ برفِ البقالة و توشِك الزُجاجات الموضوعة بالأعلى بسقوطِ على رأسه ليتقدّم هو سريعً كي يُمسِك ثلاثتها بحركةٍ سريعة تحت إندهاشها "من المستحيلِ أن يقومَ بها إنسانٌ طبيعيّ لا و هو الأن يلعبُ بها كالبهلوان أمامي" فقط إنفرج فمها و هي غارقةٌ بتفكيرها و هو إقترب منها ليَضَع الزُجاجات مكانها بينما هي قابعة تحت ليُنزِلَ رأسه لها و يُقرِب فمه إلى ٱذنها و يهمس
«لقد أنقدتُكِ مرةً أخرى سُموَكِ»
لتبدأ الطبول تقرع بصدرها و الفراشات تحومُ ببطنها و لم يختلف الأمرُ كثيرًا بالنسبة له. إبتَعدَ عن أذنها لكنه لم يتحمّل إغراء تأمُلِ خضروتيّها المتوتِرة بسببه و سماعِ دقات قلبها المُطرِبة و إبتسمَ بجانبية عندما فرّت هاربةً منه هازًا رأسه على تلك الطفلة البريئة التي تورّطَ بها.
خراجا من المحل حاملًا هو الأكياس ليضعها بصندوق السيارة بينما اتجهت هي إلى الباب الأمامي لسيارة إلا أنه أغلق السيارة عندما أرادت فتحه لتنظُرَ إليّهِ مُستفهِم لكنه أمسك يدها و غدى بها إلى باحةِ التزلّج و هي عاقدةً حاجبيّها ليذهب و يعود مُحضِرًا لوحا تزلج و يُعطيها واحد مُتسائل
«أ تودينَ التجربة؟!»
«أتُمازِحُنِي»
أجبته لتأخد اللوّح و ترّكبَ عليّه و تبدأ بالتزحلق بوضعياتٍ مُختلفة ليهزُ هو رأسه مبتسمًا و يلحق هو يتزحلقون هنا و هناك تحت ضحكاتهم يقُومانِ بحراكاتٍ متعددة كُلُ واحدة أدهش من الأخرى إلى أن حلّ الظلام عليهما و سقطت هي أرضًا تضحك مُستلقية وسط الباحة على ظهرها ليتجِه نحوها و هو لا زال على مِزلاجِه لتضع هي رجلها بطريقه نوايةً جعله يتعثّر إلا أنه قام بالتشقلّب لكنه كان متأخر ليُخطئ و يسقط على مؤخرته و تنفجرًا ضحكًا بعدما تآوه و همست هي
«أوتش»
و فرّت هاربة عندما رآته يتجِهُ نحوها ليلحَقها و يُسقطها أرضًا كي يبدأ بدغدغتها و هي تتوسلُه ليتوقف و ضحكتهما تغمُرُ المكان ليستلقي بجانبها و هما يُحاولان السيطرة على نوبة الضحك التي تشتاحهم إلى أن صمتا بعد مدة من زفورهما و فقط يراقبان السماء المُرّسعة بالنجوم و البدرُ يتوسطها.أرأكم ؟!!.....
ماذا تتوقعون في المستقبل؟
تقييمكم من 10 على الفصل.دُمتُم طيبين✋🙏
![](https://img.wattpad.com/cover/220036051-288-k296300.jpg)
أنت تقرأ
مُــــتـَـوَزِيـــان
Actionحينَ تفقِدُ الأمل و تُحاوِل الإنتهاء. عندما ترى الماضي بعيونِ الحاضر. إيانا تتوازى الطُرق التي كانت مُتطابِقة في فترةٍ ما عندما تُخيّرُ بينَ الماضي و المستقبل بينَ القلبِ و العقل. هناكَ تماما ماذا سيحدث؟!