في صباحٍ مشمس هذه المرة، كان راي على طاولةِ الطعامن يرتشفُ القهوة بيدّ ويرفع الكتاب بيدّ؛ بينما كانت أفروديت إسقامت من مجلسها، وجايسن قد دخلَ لتوِّه عليهما.
اتجهت أفروديت له قاصدةً الخروج، حينما إبتسم ببلاهة و هي تقول
«صباح الخير»
بإبتسامةٍ ماهرة في جعله يغيب عن العالم كليًا، ردّ عليها ليسألها، بعد أن لاحظ ثيابها الرياضية نوعًا ما، وهو يحُكُ مؤخرة رقبته
«اه.... ذاهبةٌ لمكانٍ ما؟!»
« ذاهبة لتلاقي حبيبها أترُك الفتاة في حالها أخي»
ردّ راي من ورائهما، لتضحك أفروديت، ويتصنّع جايسن الدهشة متسائلاً
« حقًا؟!!»
لتُقهقه على هذان الإثنين الذان لم تمرُّ لحظة معهما ولم يجعلاها تضحك فيها، لتجيب
«لا، ذاهبة إلى العمل لقد تغيّبتُ كثيرًا »
إبتسم لها، قبلَ أن يعبث بشعرها و يقول
« حسنا، إن أزعجكِ أحد فقط إتصلي بي»
أمأت مبتسمة ثم هرولت للخارج، هو يشاهدُ شعرها الذي على شكلِ ديلِ حصان يترنّح يمينًا وشمالاً، وإبتسامته لا تفارقه بينما شقيقه إكتفى بكتم ضحكاته، قبل أن يجلس جايسن أمامه' ويُخاطبه راي
«أنتَ واقعٌ لها فِعلاً وبشدة»
رمقه جايسن بحدةّ ،ما جعلَ الأخر يُقهقه عليّه، وإنتقَلَ من الكرسيّ الذي أمامه إلى جانبه، واضعًا يدّه على كتفيّه قائلًا
«إسمّع لا أعلم إن كُنت ستفعلُ بنّصيحتي، لكن إنها أولُ واحدة جايسن لا أُصدِقُ كيف لكن يا إللهي ملايين الفتيات مستعدات للموتِ من أجلك "طبعًا لأني مُرتبط و أنت النسخة الوحيدة مني" لِذى لا تُضيّع الفرصة قبل أن أترُكَ تلك الغبية»
ضحِكَ جايسن من تفاهةِ أخيه هَزًا رأسه قِلةً لحيلته، وقال بعد أن وَضَعَ هو الثاني ذراعه على كتفيّه هامسًا
«لديّنا شيءٌ لإتمامه»
«برّبكِ لقد أحرقنا مصنعه ماذا سيفعل»
قال راي، بينما جايسن أخد لنفسه بعض الفطائر
«سيحاولُ الإنتقام عزيزي و أنا ليس لديّ وقت للتفكيرِ فلنُنههِ فحسب»
نهظ راي من جانبه مردفًا
« أنتَ مُتعطِشٌ للدِماءِ كثيرًا وأنا لا يعجبني هذا»
إبتسم جايسن له' وأخبره
« عائلتنا كُلُها كذلك "عداك"»
ردّ راي تاركًا إياه
« و أنا سعيدٌ بذلك»
هزّ جايسن رأسه وإبتسامته لم تفارق وجهه لما؟
لَرُبما هو سعيد بكونِ أخيه لا يشبهه لا هو و لا عائلتهما، وهذا يجعله مُرتاحًا.
حينها كانت أفروديت قدّ وصلت للمطعم أين تعملّ. وطأت رجلُها العتبة، وأعيُنها تبحث عن أحدهم؛ إلا أن لمَحت عجوزًا أشقر إبيّضَ شعره وانحنَ ظهره، لتهروِلَ إليّه مُعانِقةً إياه، إيّان مشيِه بهدوء وسط المحلّ الخالي صارخةً باسمه
«عم هاري، كم اشتقتُ إليّك»
ضحِكَ عليّها، بينما بادلها العِناق متمتمًا
«أيتُها الشقية أينَ كنتي، أ تعلمين كم كنتُ قلقًا عليّكِ؟»
عاتبها لتبتعدَ عنه قليلًا ساردةً ما حدثَ لها بالحرف، متغاظية عن جُزءِ أبيها؛ لأنها لا تريد تذكر ما حصل بشدة، كما أنها لم تخبر أحدًا عن حقيقة حياتها غيرَ جايسن، ليقول العم
«باركَ الله في هذين، أنا أسف لأني لم أستطع أن أساعدكِ»
فتحت أفروديت عينيّها و ردّت
«مالذي تقوله عمّ هاري، لا يجب عليّكَ أن تعتذِر، أنا فقط كان عليّ البقاءُ بالبيّت»
«لكن لما كُنتِ بالخارج، وقت العاصِفة صغيرتي»
ظهرت علماتُ التوتُّرِ عليّها، وهي تبحث بعينيها عن كِذبة تُخبره بها لتجيبه
«لقدّ تشاجرتُ قليلًا مع صاحب البيت الذي أبيت فيه، لِدى تركّتُ البيّت من دونِ أن يعلمّ ناسيةً أمر العاصِفة»
قرصها هاري من مرفقها، وهو يقول
«أيتها الشقية كان عليّكِ أن تأتي لي ونصفي الأمر لا أن تقومِي بما يمليه عليكِ رأسِكِ »
تأوهت هي أثناء كلامه، وأمسكت بمكان الضربة، بعد أن تركها ثم أعلّنت
«دعنا من هذا هيا أعطني ما لذيكَ لأوصِله »
«تبدينَ نشيطة هذا ما أحبه »
خاطبها، وهو ذاهبٌ لمكانِ الطلبيات...
عند التوأمين الذي كان كلٌ منهما بسيارة يقودان بسرعة مجنونة في طريقٍ خالي، فقط هما وسيارتهما الرياضيتان، حين كان راي يتصدّرُ المقدمة منفجرًا بالضحِكِ على أخيه، الذي كان مُركِزًا على القيادة يُحاوِل تفادي راي، لكن الأخر فقط يضحك وهو يفوزُ على أخيه للمرة الألف، بكُلِ سهولة وصلانِ إلى وجهتهما،حيث كان قصرٌ كبير وراء البوابة الضخمة والسيارتان بجانبِ بعضهما، أنزلَ جايسن نافذته يودُ مخاطبةَ أخاه، بسخرية
«أ ننزل؟أم ننتظِر أن يفتحوا البوابة»
ردّ راي بجدية هذه المرة، رُغم أن الموضوع يبدو مضحكًا بالنسبة لتوأمه
«لنعطهم بعض الوقت أخي»
هزّ جايسن كتفيّه، وظغط على الكابح ليُسمَع صوتُ سيارتِهِ بالأرجاء، ولم تمرّ إلى بعض الثواني، حتى فُتِحت البوابة ودخلا بينما يمرون على صفٍ من رجال أقوياء البنية، وذوي ملابسٍ سوداء، ركنّا كِلاهما سيارته،أمام ذاك القصر ،وترجالا كلٌ منهما، ليلحظا شخصٌ ذو وجهٍ ضاحك وبدلةٍ باللونِ الأزرق في نهاية عقدِه الخامس يسير بعصاه الفضية، وحارساه الشخصيان يمشيان ورأه، ليصدح صوتُ قهقهته بالماكن، ما أن وصل عند بوابة قصره، قبل أن يخاطبهما
« توأم الكابوني ... الحمارُ فقط من يأتي إلى عرينِ الأسدِ وحده»
رفع جايسن حاجبه متائكًا على مُقدمةِ سيارته، يُخرج من جيبه علبة السجائر تاركًا الوضع لأخيه كونُهُ كان مُمانعًا لسفكِ الدماء.
«أظنُ أنك مُخطئٌ بالأدوار سيد كارل الحِمارُ من يُكلِف الخرافَ بالدفاع عنه بينما الأسد متيقنٌ من قوته»
قال راي بعد أن تقدّمَ أمام المدّعوِ كارل، بينما جايسن قهقه، وهو ينفثُ دخانَ سيجارته.
أظهر كارل ملامحه المشدودة، كونه بُهِتّ بينما أشارَ بعينيّه لرجاله؛ كيّ يلتفوا حولهم، ومسدساتهم تنظرُ لتوأمين لا غيرّ، ليُعلن كارل
«فلتموتا أسدينِ إذن »
«إسمع كارل نحن لم نأتي قاصدين أي، أذى نحن نوّدُ التفاوض»
ضحِكَ كارل و كذا رِجاله لمدة، وراي حافظَ على ملامِحه الجادة، أما جايسن فهو يُحاوِل إتقانَ دور المُشاهِد، لينّطِق كارل أخيرًا عاقدًا حاجبيّه
«أنتما دمرتما مصنعًا يجني لي الملايين به بالذي فيه، وجعلتُمانيِ على شفةِ الإسلاف؛ لكي تأتيا بكُلِ شجاعة تطالبان التفاوُض؟»
تحمحم راي ليقول
«ما كانَ عليّكَ أن تخوننا، أنتَ فقط دفعت ثمن أفعالك' لِذى لنعتبر أننا متسويان، ونبدأ صفحة جديدة، بيننا لا أحد سيثق بك بعد خيانته، ونحن نقدّم لك عرضًا مستحيل »
إبتسم كارل بسخرية، وإتأك على عِصِيّهِ
«وأنا أرفض هذا العرض»
وأدار ظهره له قاصدًا المغادرة، قهقه جايسن مجددًا كونه كان مُحقًا، ليُبعِد سيجارته من فمه، ويتقدّما إليهما حيثُ توقف عندما أصبح بجانبِ راي، وعيناه تحرِقُ ظهر كارل، ولم تكن إلا ثواني معدودة عندما قال
«فلّ تمُت حِمارًا إذا»
واخترقت رصاصةُ مسدسه رأس كارل من الخلف، ليُردف راي بخفوت يائسًا
«كان يمكنني أن أتفاوض معه»
رمق جايسن أخيه بنظرةٍ ساخرة، واستدارَ للرِجالِ ورأه يخاطبهم
«أحسنتم عملاً يا رفاق يمكنكم الذهاب»
ليُخرِجَ هاتفه، قبل أن يسأله راي
«مع من تريد أن تتكلم»
«أفروديت أوَدُ الإطمأنان عليها»
ضحك راي على أخيه
«يا فتى أنت تبدو كأبيها »
أردف راي، قبل أن تفتحَ أفروديت الخط، حيثُ كانت عائدة إلى دراجتها
«مرحبًا»
قالت عندما خطف راي الهاتف من يد جايسن، وهروّلَ بعيدًا، بينما الأخر يلحقُ به، ليصلها صوت راي الذي يتنفسُ بقوة
![](https://img.wattpad.com/cover/220036051-288-k296300.jpg)
أنت تقرأ
مُــــتـَـوَزِيـــان
Aksiحينَ تفقِدُ الأمل و تُحاوِل الإنتهاء. عندما ترى الماضي بعيونِ الحاضر. إيانا تتوازى الطُرق التي كانت مُتطابِقة في فترةٍ ما عندما تُخيّرُ بينَ الماضي و المستقبل بينَ القلبِ و العقل. هناكَ تماما ماذا سيحدث؟!