الجزء الأول

1.8K 42 2
                                    


الجزء الأول ( غرباء في مدينة الشيطان):

ارتشفت رشفتها الأولى من تلك القهوة المره ، جلست بملابسها السوداء وشعرها المقيد بتلك البكلة خلف اذنها رافعةعيناها البنيه التي تسلل الكحل المحدد حولها ليملأ وجهها اثر الدموع في بركة سوداوية من الحزن، اليوم لا تشعر هي سوى بالغربة ... الغربة الخاوية التي تأكلها من الداخل كما فعلت من الخارج ، انهار اليوم كل شيء .. انهار الأب والحلم ... انهارت ثقتها وعالمها ، أمانها وسعادتها ،اليوم لا ظهر تستند اليه ولا يد تنتشلها من بحر ما ، هي وحيدة جدا" وفي عامها ال٢٤ الرابع والعشرين كبرت فجأة!

----------------------------------------------------

تقدم اليها ذلك الشاب ليقف أمامها وهي جالسه على ذلك الكرسي في الحديقة الخارجية لتلك الفيلا الكبيرة ، وقف يتأملها قليلا" ثم سحب كرسيا" يجاورها ليجلس عليه دون ان تنتبه 'ظلت في شرودها حتى أتاها صوته خارجا" بها منه

أسامة : هتفضلي كدة كتير ؟

رنا بنبرة حزن : عدى أسبوع ... حاسة اني مش عارفه أعيش ، نفسي باخده بالعافية زي ما يكون في جبل فوق صدري

أسامة : أي حد ف ظروفك هيحس كدة ... بعد كدة هتتعودي كلها مسألة وقت

رنا: مكانش ليا غيره يا أسامة .. حاسة بوحدة فظيعه

مش عارفه حياتي هتبقى عاملة ازاي، أول مره افهم إحساس البنت لما ابوها يموت ... إحساس وحش اوي .. وحش حتى في التفكير فيه

أسامة بحنان : عموما" انا جنبك متقلقيش كل حاجة هتعدي

رنا بتعجب : صحيح ... انت شوفت سمير المحامي؟

وضع ساقا" فوق الأخرى واستند بظهره للخلف ببرود ..أسامة : ليه ؟

رنا : يعني!
لحد دلوقتي معرفتش اي حاجة عن وضع الشركة ولا التركه اللي بابا سايبها ، كل ما بحاول أكلمه بحسه بيتهرب مني

أسامة وهو يرفع حاجبه بتكبر : انتي معرفتيش ولا ايه ؟
انا عمي بايعلي كل حاجة قبل ما يموت

صعقت من كلماته التي سقطت على رأسها كالكارثه

رنا بصدمة : انت بتقول ايه ؟
أسامة دة مش وقت هزار

اسامة : انا بتكلم جد يا بنت عمي ... عمي عاملي توكيل عام قبل ما يموت يعني من الأخر كدة كل دة حتى البيت اللي انتي قاعدة فيه بقى ملكي

رنا وعيناها علقت بالفراغ أثر الصدمة : يعني انت السبب..

انا بردوا كنت بقول ازاي ... ايه اللي خلاه يوصل للحاله دي
طلعت انت السبب ... انت اللي قتلته
استغليت ثقته فيك وخدت كل حاجة بناها بتعبه لنفسك!

غرباء في مدينة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن