الجزء الثامن

242 15 0
                                    


الجزء الثامن ( غرباء في مدينة الشيطان ):

تقدم ليقف امام مبنى الكنيسة الضخم ، وقف ليبحث بنظره عن صديقه ولكنه لم يجده فأدرك انه انسدل للداخل بكل تأكيد ، سار الى داخل الكنيسة متجها" نحو صامويل الذي يجلس بإحدى المدرجات كما توقع خالد ويبدو عليه الشرود ، نظر اليه قليلا" ليجلس بجانبه ويربت على ركبته بمواساة

التفت صامويل بعينان حزينة وهو ينظر اليه بصمت

خالد : هتفضل كدة كتير؟.... سألت عليك ف شقتك قالولي ان اغلب وقتك بقيت تقضيه هنا

صامويل بألم : ما بقي اشي ليفرق معي يا خالد

خالد بمراره: أنت كمان شايف اني السبب صح؟

صامويل بصوت متعب : بعمرك ما كنت السبب ، وبعمرك ما كنت تتسبب لحدن فينا بشي سيّء

انت ما ألك ذنب ... سيب اللي عّم يءلك هيك ولا تسمع لحدن

التفت خالد بعينيه الحزينة لينظر أمامه : رغم كل دة انا حاسس بالمسؤولية .... انا مبقتش بعرف انام من الكوابيس ... بقيت بخاف انام

نظر صامويل الى خالد بحزن ليصمت قليلا" ثم أردف في حزن

اكمل صامويل بنبرة حزن : بتعرف

كنّا من نفس البلد عيلتنا اتنيناتنا بيعرفوا بعضن... ما بدّي حتى ارجع لبنان حتى ما اشوف أمه ... ما بعرف شو بدّي ءيلها.. كتير الغربة بتوجع ياخالد وكتير الوجع لما بيندفن فيها الغريب .. بيصير الألم ما اله حد

خالد :لازم تحاول تنسى ... أو حتى متنساش بس لازم تحاول تتناسى .. محدش فينا هيقدر يغير اللي حصل

صامويل : خالد انت ما بتعرف شيء

نظر اليه خالد بتعجب : على فكرة انا كنت معاكم مكنتش ف حتة تانية فأكيد عارف وفاهم !... انا اكتر حد فاهم وعارف صدقني

صامويل : ما فهمت كيف كان متعلق صح !؟

نظر اليه بشك وصدمة
خالد بقلق : تقصد ايه بالظبط ؟

نظر اليه بخوف وتتلألأ بعيناه كلمات يقرأ خالد فيها ما سيزعجه ويزيد طينته بللا"

صامويل بنبرة تردد وخوف : خالد....

صمت قليلا" وكأنه يتردد في سرد ما يقوله بين عينان خالد التي اصابها الخوف استعداد" لما سيقوله صامويل وحاجباه اللذان انعقدا بشكل مقلق

ادار صامويل وجهه قليلا" ثم أعاد النظر الى خالد وعيناه يملأها كلاما" لا يعلم كيف سيقوله لخالد ولكنه يجاهد : هيك هيئه إلها دلاله عنا ، ايلي كان معليء ( معلق) بشكل صليب معكوس .... يمكن انت ما انتبهت بس كل اللي عّم بعرفه .. ان هديك المكان اصته اكبر بكتير من شو ما تتخيل

غرباء في مدينة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن