الجزء السابع

277 14 0
                                    


الجزء السابع رواية ( غرباء في مدينة الشيطان) :

يسير في ذلك الممر الموحش وحيدا"، يرى ذلك الشق الذي يسير موازيا" له في السقيفه ... كلما تقدم في المشي يتقدم ذلك الشق ويتوسع .... تلك الأصوات التي يسمعها وكأن مجموعة من الناس تتحدث في لقطة واحدة !، الضحك والبكاء.. الصراخ.. الحديث.. التوبيخ.. يسمع كل ذلك مختلطا" في وقت واحد !، هؤلاء الناس الذين يسيرون ويعبرونه وكأنه لا يوجد ، يلتفت لينظر لكل شخصا" يمر بجانبه بصدمة .... ذلك الرجل الذي يعتمر القبعة في الخمسين من عمره يقف امام مرآة ما ليعدل قبعته في تلك الغرفة التي يمر بجانبها خالد ثم ليخرج بعد ذلك مارا" بجانب خالد وكأنه سيبدأ يوما جديدا" بخطوات حماسية ، ينظر خالد أمامه ليشاهد ذلك الطفل الغريب الذي يرتدي الحمالات ويمسك بإحدى البالونات وهو يسير ناظرا" الى خالد بغرابة بينما يمسك بيده الأخرى أمه ذات الشعر الأحمر غريب القصه!، وهنا تمر تلك الفتاة الشقراء ذو الشعر المنتفش بشكل غريب وهي ترتدي ذلك الفستان الصارخ لتسير بميوعة نوعا" ما وتتجة نحو احد الأشخاص في إشارة واضحة الى انها احد فتيات الليل الجذابات لا أكثر

كان خالد يمر بجانب كل غرفة ليشاهد شخصا" ما يمر بجانبه أو شخصا" أخر يخرج من غرفة بشكل اغرب ممن قبله ،في حقيقة الأمر كل من مروا به ومر بهم بدوا كا أناس عاديون جدا" ..مجرد أناس عاديين

تعالت فجأة أصوات الموسيقى التي أذهلت خالد ، فصوت الموسيقى يوحي إليك انك لا تزال هناك ... في الخمسينيات ،تلك الحقبة التي تقع بين تاريخين عظيمين ولا تدري اي قسما" فيهم موحشا" أكثر من الآخر

توقف خالد قليلا" ليتأمل كل ما يحدث ، كل من مروا به يرتدون ملابس يبدو عليها القدم... القبعات ... قصَات الشعر الغريبة !.... حتى الموسيقى التي لا يدري مصدرها تشير انه في مكان ما لا يتصل بتلك الالفيه المستحدثه

تضاربت تلك الأفكار برأس خالد ، هل ما يفكر به صحيحا"؟.... هل هؤلاء بالفعل هم النزلاء اللذين اختفوا تلك الليلة !، اختفى النزلاء نهارا"عندما حجبت الشمس .. نعم هذا ما يعرفه خالد بدقة ، نظر خالد الى ساعته متفقدا" الوقت الذي يقف عنده في ذلك الزمن ليصدم لمشاهدته لعقارب الساعه التي تسير بشكل سريع بذاتها من الرابعة الى التاسعة والنصف امام ناظريه!

" انها التاسعة والنصف الان !!

"

شاهد خالد الضوء الذي بدأ يختفي شيئا" فشيئا" ، صوت الموسيقى الذي أخذ يتقطع حتى اختفى ، النزلاء الذين تلاشىوا فجأة امام عينيه .... أبواب الغرف التي اغلقت بشدة في آن واحد مصدرة صوتا" فظيعا"

ابتلع ريقا" وهو يتوقع الأسوء الآن !، يدرك ان هناك قادم يخافه ... ان هناك شرا" سيخرج ليعلن فوهته بوجهه وان كان للشر وقتا" إنه الآن والآن فقط لاشك

غرباء في مدينة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن