الجزء السادس

306 13 0
                                    


الجزء السادس رواية ( غرباء في مدينة الشيطان):

كان يسير حاملا" إياها في الممرات الطويلة ، ينظر اليها كل فترة قليلة يتفقد ان كانت قد استيقظت أم لازالت في عالمها الحالم الذي لا يعلم سوى الله ان كان حلما" أو كابوس!

ناعمة جدا" .... يشعر كأن يداه الذكورية قد تنتزع جسدها وجلدها الرقيق ، ابتسم وهو يشاهد عيناها المنغلقة كالأطفال ... وتلك الشفاه التوتية الذي انسحب احمر شفاهها نحو إحدى الزوايا اثر انكفائها على وجهها ، سار قليلا" ليعود بنظره من جديد نحو ذلك السلسال المعلق برقبتها ليحمل اسمها المكتوب بالفضه

اتجه نحو إحدى الجدران بجانب غرفة ما ليضعها بهدوء لتستند على الجدار برأسها ، جلس بجانبها يلتقط انفاسه قليلا" ثم استدار لها من جديد ليتأمل بها ، حقيقة انها جميلة جدا"، بعض البشر تراهم جميليين جدا" وان كنت لا تستطيع معرفة ما هو الجميل فيهم ... تنظر الى بعض الوجوه فتأتيك الحياة .... تشعر انك تخرج للمرة الأولى الى الدنيا ... تخرج وانت تحمل بيديك كل شيء وانت تعي اين لا يجب ان تتوقف وأين يجب ان تسير

قد تكون فتاة تحاول الابتعاد عن كل ما يربطها بكونها انثى ، فتاة تخفي أنوثتها بقص شعرها وارتداء سترات يرتديها الفتيات والشباب فلم يعد هناك فرقا" يميز كلا الجنسين فيهم! ، قد تكون فتاة تخفي معالمها بتوعك من كونها انثى ... ولكن الغريب جدا" انه يراها بكامل أنوثتها ، يراها بكامل اسرارها البناتية البسيطة ، هي تلك الفتاة التي تجمع بين طفولة تغريك وأنوثة تذبحك ولكن لا تستطيع الاقتراب منها ف الوقت نفسه !، هي تلك الوردة التي تجلس في بستان ذبلت أوراقه وحيدة ترغب بشدة ان تنتزعها ولكنك ف الوقت ذاته تتذكر انك ستقتلتها كما قتلت بقيه الورود حولها ! ، ان لمستها ستحطم الجمال وستقضي على أخر ما هو جميل بتلك الدنيا البائسة!

خرج خالد من شروده عندما رآى حاجباها اللذان انعقدا بملامح ضيق وهي لازالت مغلقة العينين ، علم انها تستيقظ ... اقترب بوجهه منها ليشاهد تلك الرموش التي ترتفع شيئا" فشيئا" و عيناها التي تفتح قليلا" لقليلا" ثم لتفتح بالكامل

وقف عبدالله متقدما" تلك المجموعة ليشاهد ( إيلي ) الذي يسير في اخر الممر

اتسعت عيناه مناديا" إياه : ايلييييي ... انت ... ايلي؟

ولكن ايلي اختفى في منعطف ما ولم يعد يشاهده من حيث يقف

صامويل: شو يا عبدالله؟

التفت عبدالله اليه ولازال متعجبا": ما ادري شوفت ايلي هناك ... خليكم هنا وبروح اشوفه اوك؟

صامويل : وليش ما نجي معك!

عبدالله : لانه بيجوز انه يرجع هنا من ممر تاني وإذا ما انتم موجودين بيصير كلنا ندور حوالين بعض وما بنوصل ابدا"

غرباء في مدينة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن