عودة|١|

2.2K 95 4
                                    


"كل شيء يموت يا حبيبتي الغالية، حتى الذكريات وحتى أنبل العواطف، ويحل محلها نوع من الحكمة الباردة يجعل الندم يهدأ.. فلماذا نثور ..؟!"
-فيودور دوستويفسكي
:
:
:
:
:
:
:
يجلس ذلك الباكي في زاوية الحجرة و الظلام يحفه من كل جهة بينما تتصل به إبرة المهدئ ...يبعثر شعره بيده غير مصدقاً لما حدث و دموعه قد ملأت وجنتيه
"مستحيل ! ان هذا مستحيل!! لا يجدر بي ان اكون هنا الآن!!!"
تمتم مع نفسه بصوت مرتجف

_________________________
قبل عدة أشهر
__________________________

"تم اقتراف جريمة جديدة من قبل المجرم المتسلسل المجهول في ذات الحي البائس و الشر-"
لم تكمل المذيعة كلامها بسبب ذلك الذي اغلق التلفاز بغضب
" ار ام هل تود ان اطلب لك بعض القهوة؟"
تحدث جيمين محاولاً التخفيف عن ار ام الذي كان يشتعل غضباً
"من هو ذلك الوغد!! الم يحن الوقت كي يكشف عن نفسه!!!"
انهى ار ام جملته برمي كوب الماء أرضاً ليتحطم الى اشلاء صغيرة
"لا تغضب ، أعدك اننا سوف نقبض على ذلك الأحمق و سوف نزج به في السجن!"
تحدث جيمين بينما يشجع ار ام
"سأجده حتى لو اختبأ تحت الأرض!"
في ذلك الحين ...
كان شوقا قد استيقظ لتوه من النوم و رأى آخر اخبار الحي الذي يسكن به و من ضمنهم كان يوجد خبر المجرم التسلسل ، لم يبدي اي ردة فعل تذكر فقد اعتاد الأمر ، ليس هو فقط بل جميع من يسكن ذلك الحي قد اعتادوا على هذا النوع من الأخبار لكثرة حدوثها في حيّهم...نهض شوقا بتعب و أخذ حماماً دافئاً و من ثم خرج و ارتدى بذلته الرسمية فقد كان هذا اليوم يوماً مميزاً بالنسبة له فقد كان موعد عودة معشوقته من رحلة عملها التي دامت ستة اشهر ... تناول أدويته و من ثم أخذ دواء الربو الخاص به ووضعه في جيب معطفه و اتجه بسعادة نحو المطار لاستقبال حبيبته...وصل الى المطار و كان يمشي بعجلة يتوق للقائها من جديد فهو لا يستطيع وصف كمية الشوق التي يشعر بها...وصل الى البوابة المزدحمة و بحث بعينيه بسرعة للتلاقي اعينهم معاً ، و من وسط الازدحام كان الجميع قادراً على الشعور بقوة حبهما ...شعر شوقا ان قلبه قد عاد الى الحياة مجدداً و اندفع اليها و استقبلها بحضن حار يعبر عن مدى اشتياقه الشديد لها لتبادله هي الحضن بحنان...فصل شوقا العناق و نظر الى وجههامباشرة بينما امسكه بكلتا يديه الكبيرتين و بدأ يتأمله و كأنه يطمئن على عينيها و انفها و فمها ...لتبتسم هي و تتحدث بخجل
"ما بك ؟"
ليبتسم هو الآخر على خجلها ثم يتحدث
"ماذا؟ الا يمكنني النظر الى حبيبتي؟"
كان هذا كافياً لجعلها تشعر بالخجل اكثر لذا تحدث شوقا مجدداً بينما امسك بيد يدها و بيده الأخرى يجر حقيبتها
"هيا لنذهب"
ركبا السيارة معاً و اتجها الى منزل عمها فلقد توفي والداها في حادث مأساوي منذ زمن طويل
حركت إيونهي نظرها نحو شوقا فهي قد افتقدته بشدة أيضاً للتتحدث
"هل تناولت دواءك اليوم؟"
ليبتسم شوقا ثم يتحدث
"نعم ، انتي تقلقن كثيراً حتى عندما تكونين في رحلة عمل خارج البلاد"
"ماذا؟ الا يمكنني ان اقلق على من احب؟"
تحدثت ايونهي بينما ضمت يديها الى صدرها
"أووه هل اعتبر هذا اعترافاً الآن؟"
تحدث شوقا محاولة اغاظتها
"ياااه!"
كانت ايونهي على وشك الشجار معه ولكن
"لحسن حظك اننا وصلنا"
تحدثت ايونهي بينما تترجل من السيارة
جاعلة شوقا يبتسم على لطافتها، ترجل شوقا من السيارة أيضاً و انزل الحقائب من صندوق السيارة و ادخلها الى منزل عمها
"مرحباً بك سيدي"
انحنى شوقا مرحباً بعم ايونهي
"اووه مرحباً بني، انا آسف فأنا اجعلك تتحمل مسؤولية ايونهي طيلة الوقت"
تحدث العم
"لا بأس سيدي يمكنني تحمل مسؤولية ايونهي في اي وقت"
انهى جملته بينما غمز لإيونهي
"حسناً إذاً سأترككما معاً قليلاً"
تحدث العم بينما اتجه الى داخل احدى الغرف
"ياه! ما سبب هذه الغمزة؟"
تحدثت ايونهي بغضب طفيف
"اممم لا ادري، ولكن الا يجب ان أحظى بمكافأة لحملي تلك الحقائب الثقيلة"
تحدث بينما يبتسم بطفولية
"اغرب من هنا"
كانت ايونهي ستغلق الباب ولكنها لم تستطع تحمل ملامح شوقا الحزينة لذا اقتربت منه و قبلته سريعاً على خده و من ثم اغلقت الباب ...بالنسبة لشوقا كان هذا اكثر من كافي لجعله يقع في حبها اكثر...
أخذ شوقا جولةً طويلة و هو يزور شوارع المدينة بسيارته بينما يستمع الى موسيقى البيانو الهادئة المفضلة لديه معبراً عن مدى سعادته التي كان بإمكانها إرساله الى السماء من شدتها...نزل شوقا من سيارته ووقف امام و أخذ نفساً عميقاً ثم وقف يراقب غروب الشمس بينما يفكر ماذا سيفعل عندما يعود الى الحي الذي يسكن به...















يتبع...

Pʟᴜᴠɪᴏᴘʜᴏʙɪᴀ||بلافيوفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن