ذكريات مؤلمة|٤|

528 43 2
                                    


"ليتنا أنا و أنت جئنا الى العالم قبل اختراع التلفزيون و السينما لنعرف هل هذا حب حقاً أم أننا نتقمص ما نراه"
-أحمد خالد توفيق
:
:
:
:
:
:
:
:
:
خرج تايهيونغ بخطوات متثاقلة من مركز الشرطة بعد ان تم حجزه هناك و التحقيق معه لمدة اسبوع ...ضربت أشعة الشمس وجهه ليضع يده امام وجهه بينما تأمل منظر الشارع أمامه أخذ نفساً عميقاً ثم تحرك الى الأمام بينما الهواء يحرك خصلات شعره بقوة ...استقل اول سيارة اجرة وجدها أمامه و صعد متجهاً الى المنزل ...اسند رأسه على نافذة السيارة و تأمل السماء الزرقاء لبرهة من الزمن و من ثم لاحظ اقتراب موجة من الغيوم الكثيفة التي تنذر بعاصفة قوية على وشك الوصول ...احكم إغلاق قبضة يده بينما تمتم
"اقسم انني سأجده ، لا تقلقي يا اختاه فكل شيء سوف يظهر على حقيقته"
وصل الى المنزل و اغلق الباب خلفه ثم أخذ نظرة متفحصة لجميع أنحاء المنزل ليبدأ بعدها بنفض الغبار المتراكم على الأثاث ثم توجه الى المطبخ و بدأ بترتيبه فقد كان كل شيء لا يزال على حاله منذ موت سانغهي ... انتهى من كل شيء ثم ذهب لأخذ حمام ساخن ... وقف أسفل المياه الساخنة المتدفقة من الصنبور و نظرة فارغة تملأ عينيه ... ولكن سرعان ما فاضت عينيه بالدموع عندما تذكر آخر محادثة دارت بينه و بين سانغهي ...بدأ يصرخ و يبكي بحرقة فهو لا يعلم ما عليه فعله فقد خسر كل شيء تبقى له في هذه الحياة ... ولكنه فجأة اطلق صرخة الم ملأت المكان ، حاول الخروج من الحمام ولكن ألمه كان يزداد مع كل ثانية حاول احضار الدواء من فوق الرف ...لكن لم تقدر قدماه على حمله ليسقط أرضاً و يسقط الدواء معه و تتناثر حباته في كل مكان ...لم يقدر تايهيونغ على الحركة...شعر انها النهاية ... ليدخل احدهم فجأة
"تايهيونغ!!"
صرخ بخوف ليحمل حبة من الدواء و يقوم بإعطائها لتايهيونغ كي يتناولها
"تايهيونغ ! هل انت بخير؟ هل تسمعني؟!"
تحدث ذاك الشاب بقلق بينما يهز تايهيونغ ممسكاً بكتفيه الإثنين
"اش - اشكرك"
تحدث تايهيونغ بينما بالكاد يلتقط انفاسه
"هل جننت؟! كدت تموت!!...هيا انهض سأساعدك"
"لا...لا بأس ، انتظرني بالخارج سأرتدي ملابسي و آتي"
"هل ستكون بخير؟"
أومأ له تايهيونغ بالموافقة بينما يمسك مكان الألم ليخرج ذلك الشاب و ينتظر بالخارج...مرت عشر دقائق ثم خرج تايهيونغ من الحمام ليرى ذلك الشاب يعبث بهاتفه غير منتبه ليقوم تايهيونغ بإفزاعه
"جونغكوك!"
تحدث بينما ضربه على رأسه من الخلف ليلتفت جونغكوك بسرعة
"ياه! الم تسأم من حركاتك هذه؟"
تحدث جونغكوك
"لم اسأم ؟ هذا ما يميزني"
تحدث تايهيونغ بينما يبتسم بتعالٍ
"أياً كان، هل انت بخير الآن؟؟"
تحدث جونغكوك
"كف عن القلق كثيراً كأنك جدتي! لقد قلت لك انني بخير"
تحدث تايهيونغ
"الن تشكرني على انقاذك حتى؟"
سمع تايهيونغ هذا لترتسم ابتسامة خبيثة على وجهه ليرتمي في حضن جونغكوك و يبدأ بالتحدث بشكل لطيف
"جونغكوكي الصغير يشعر بالحزن يالهي شكراً جونغكوكي"
"حسناً!توقف"
صرخ جونغكوك محاولاً ابعاد تايهيونغ
"ولكن كيف أمكنك الدخول و رؤيتي و انا استحم؟"
تحدث تايهيونغ بخبث بينما ابتعد عن جونغكوك
"لا تقلق لقد كنت قلقاً جداً لم ارى شيئاً"
تحدث جونغكوك
"ماذا؟! الم ترى كم اصبحت مفتول العضلات"
تحدث تايهيونغ
"اظن انك اصبحت بخير الآن ، سأذهب"
تحدث جونغكوك بينما نهض باتجاه الباب ووضع قبعته السوداء
"ياه،جونغكوكي هل انت مزين مجدداً"
تحدث تايهيونغ بينما يلحق به و يضحك ، ولكن بينما كان جونغكوك يمشي تعثر بشيء موجود على الأرض، قام بالتقاطه ليتضح له انه قلم
"ما هذا؟ هل هو لك؟"
سأل تايهيونغ بفضول
"لا ، لقد كان مرمياً هنا على الأرض"
تحدث جونغكوك
"ماذا؟ لم ارى هذا القلم من قبل"
تحدث تايهيونغ
"انه ليس مجرد قلم عادي ، انه آلة إلكترونية "
تحدث جونغكوك
"ماذا؟!"
"هل يمكنني اخذه معي و تفحصه؟"
"نعم ، يمكنك"
"حسناً سأتصل بك عندما أتوصل الى أي شيء،الى إلقاء"
"الى إلقاء"
اغلق تايهيونغ الباب ثم ذهب و جلس على الأريكة و تنهد بقلة حيلة ليرن هاتفه فجأة
"مرحباً"
اجاب تايهيونغ
"الى متى سوف تظل هكذا؟؟"
"لابد ان جونغكوك قد بالغ في الأمر، لا تقلق ايها الطبيب انا بخير"
"كيم تايهيونغ،انت لست بخير مطلقاً ! انت تعاني من تليف في الكبد! أتدرك كم ان هذا خطير! حالتك تسوء بمرور الأيام ، عليك اجراء العملية في اقرب وقت ممكن ! "
"لا تقلق ايها الطبيب انا املك الدواء"
"ان الدواء لن ينفعك دائ-"
اغلق تايهونغ الخط و رمى الهاتف بعيداً ثم استلقى على الأريكة كي يحظى بقسط من الراحة
_________________
"اين هذا القلم اللعين ؟!! اين ذهب!!"
كان شوقا يصرخ و يبحث عن القلم في الشارع كالمجنون الى ان بدأ المطر بالهطول لتبدأ الذكريات بالرجوع اليه مجدداً
...
"امي! لا تذهبي أرجوك!"
تحدث ذلك الطفل الباكي الذي يقف أسفل المطر المنهمر بغزارة
"ان هذا لمصلحتك يا صغيري"
تحدثت الأم قبل ان تستدير للذهاب حاول الطفل ان يوقفها بإمساك تنورتها بينما يتوسل اليها ولكنها تجاهلته ثم رحلت و تركته وحيداً أسفل تلك العاصفة المخيفة
...
تجمعت الدموع في عيني شوقا و اصبح يسعل بقوة و بشكل غير طبيعي فمنذ تلك الحادثة و هو يعاني من البلافيوفوبيا و هو الخوف الشديد من المطر ... اخرج الدواء من جيبه سريعاً ثم تناوله بينما يهرول باتجاه منزله ...





























يتبع...

يتبع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Pʟᴜᴠɪᴏᴘʜᴏʙɪᴀ||بلافيوفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن